جنرال اسرائيلي: باستطاعة إسرائيل شنّ هجوم عسكريّ على المنشآت النووية الإيرانية لوحدها

الناصرة: نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس جهاز الاستخبارات العسكريّة (أمان) السابق، الجنرال في الاحتياط، عاموس يادلين قوله لصحيفة (New Republic) إنّه لطالما من الممكن حل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات فينبغي علينا فعل ذلك، محذرًا من أن تستهلك تلك المفاوضات الوقت دون الخروج بنتائج ملموسة.

وأضاف قائلاُ إنّه في حال لم يثمر المسار الدبلوماسيّ، فإن الدولة العبريّة، ليست بحاجة للولايات المتحدة الأمريكيّة عند ساعة الصفر، وباستطاعتها شنّ هجوم عسكريّ على المنشآت النووي الإيرانية لوحدها، مشيرًا إلى أنّ أيّ عمل عسكريّ إسرائيليّ لوحدها فإن ذلك سيؤدّي إلى عرقلة تنامي القدرات الإيرانية في ملفها النوويّ، لكن ليس بالحجم الذي لو شاركت الولايات المتحدة بالهجمة العسكرية بالتأكيد ستكون النتائج أفضل بكثير، على حدّ تعبيره حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.

وأوضح يادلين أن الضربة العسكرية الإسرائيلية يمكنها وقف الخطة النووي الإيرانية لمدة خمس سنوات على الأقل، في حين لو شاركت الولايات المتحدة بالعملية فإن ذلك سيوقف الخطة الإيرانية 10 سنوات.

وزاد الجنرال يادلين قائلاً إنّه يجب على المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى مواصلة فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، التي من شأنها تساعد على تضييق الحصار على طهران، لافتاً إلى أن تلك العقوبات لا تساعد على وقف التسلح بالنوويّ، على حدّ تعبيره.

جدير بالذكر أنّ قائد سلاح الجو ورئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال سابقًا، الجنرال في الاحتياط دان حالوتس، كان قد ذكر مؤخرًا في كتابه (بمستوى العيون)، إنّ البرنامج النووي الإيرانيّ هو مشكلة عالمية، ووقوف إسرائيل في الجبهة لا يجدي في معالجة الموضوع، وزاد حالوتس قائلاً إنّه بسبب تعقيد المشكلة الإيرانيّة، سيكون من الصحيح أن تعالجها دول أخرى. على صلة بما سلف، قال المحلل للشؤون الإستراتيجيّة، يوسي ملمان، إنّ السياسة المعلنة هي منع إيران من الحصول على قنبلة نووية واحدة، وأن كافة الاحتمالات والوسائل متاحة لهذه الغاية، لكن فحص الحقائق والتدقيق فيها يكشف صورة مختلفة كلياً، مضيفًا أنه من الصعب جداً على إسرائيل تدمير المشروع النوويّ الإيرانيّ أو حتى إبطاء عمله.

ويرى ملمان أن السياسة الإسرائيلية المتبعة وعدم نفيها إمكانية مهاجمة المشروع الإيراني له سوابق تاريخية: ضرب المفاعل العراقي وضرب ما زعمت أنه مفاعل في دير الزور بسورية، ويعتبر أنّهما قد خلقا الانطباع بأنّ سلاح الجو على نحو خاص والجيش على نحو عام قادرين على أن يخرجا إلى حيز التنفيذ بنجاح كل أمر من هذا النوع تتخذه الحكومة.

وتابع: إنّ صنّاع القرار في تل أبيب يُدركون المصاعب الإستراتيجية، العسكرية، السياسية والاقتصادية التي سيجلبها معه القرار بمهاجمة إيران. وأشار ملمان أن أوائل من عبروا عن هذا النهج الواعي هو الجنرال في الاحتياط، اسرائيلشبير، الذي تبوأ قبل بضع سنوات المنصب الثالث في أهميته في سلاح الجو وشارك في الهجوم على المفاعل في العراق، ونقل عنه قوله قبل نحو خمس سنوات الادعاء بأن سلاح الجو سيجد صعوبة في أن يعيد تمثيل نجاحه فيالعراق بنجاح في إيران، وزاد شبير أن الإيرانيين استخلصوا الدروس من الهجوم على المفاعل النووي في العراق.

في العراق كل البرنامج النووي تركز في المفاعل، وأضاف لكن بالمقابل ينثر الإيرانيون المنشآت النووية في أرجاء الدولة. بعضها توجد في القسم الشرقي. وقد حصنوا منشآتهم بحيث أنهم بنوها تحت الأرض أو أقاموها في الخنادق المحصنة. وبكل الاستقامة والصدق، ليس لسلاح الجو قدرة إستراتيجية حقيقية على قصف أهداف بعيدة لفترة زمنية طويلة في ظل استخدام قدرة التسلح اللازمة لذلك.

ولفت ملمان إلى أن فوق كل شيء، فان الاعتبار المركزي الإسرائيلي في كل قرار يرتبط بمواضيع الأمن الوطني والمسائل الوجودية كان دومًا موقف الولايات المتحدة، مؤكّدًا على أنّ إسرائيل لن تُهاجم إيران طالما تعارض إدارة اوباما ذلك بشدة. ويرى ملمان أنّ احد الاعتبارات الأساسية لاتخاذ قرار هو أنّ معظم الدول العربية قلقة بقدر لا يقل عن إسرائيل من إمكانية أن تتسلح إيران بسلاح نووي. ولكن مصر، الأردن، السعودية واتحاد أمارات الخليج لن تتجرأ على أن تؤيد بصورةٍ علنيّةٍ هجومًا إسرائيليًا على إيران، فما بالك أن تسمح لطائرات سلاح الجو بالتحليق في مجالها الجوي، حتى وان كان همسا وسرا تتمنى مثل هذا الهجوم، موضحًا أنّ الاعتبار الأهم الذي يقف أمامه صناع القرار في إسرائيل هو رد ّفعل إيران على الهجوم.

إيران سترد، بل وسترد بقوةٍ كبيرة، وستقوم بإطلاق وهي عددٍ ليس بقليل من مائة صاروخ (شهاب) التي بحوزتها نحو إسرائيل، كما أنّها ستستخدم حزب الله، بآلاف صواريخه ومقذوفاته الصاروخية التي تغطي كل الأراضي الإسرائيليّة. كما ينبغي الأخذ بالحسبان، أضاف المحلل، أيضًا إمكانية أنّ سوريّة، التي مخزونها من الصواريخ اكبر بما لا يقدر من مخزون حزب الله ستنضم هي أيضًا إلى المعركة، ومن غير المستبعد أن تدخل حماس أيضًا إلى المعركة، كما أنّ إيران ستوقظ شبكات الإرهاب النائمة خاصتها في أرجاء العالم، كي تحاول ضرب أهداف إسرائيليّة ويهوديّة.

وخلص إلى القول: حيال المخاطر، انعدام اليقين، والمتغيرات الكثيرة جدًا، فإنّ الاستنتاج المعقول الذي يمكن استخلاصه هو أنّ زعماء إسرائيل سيجدون صعوبة باتخاذ قرار بقصف إيران، مشيرًا إلى أنّ قرار ضرب إيران هو أصعب قرار منذ إقامة الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.

حرره: 
م . ع