قناة موريتانية ترضخ للضغوط وتوقف بثّ مسلسل "يوسف الصديق"

زمن برس، فلسطين: اضطرت قناة «شنقيط» الموريتانية المستقلة أمس للتوقف عن بث مسلسل «يوسف عليه السلام» التاريخي، والذي كانت قد أعلنت عن بثه بمناسبة شهر رمضان.
وبهذا تكون القناة قد رضخت للحملة، التي نددت على مدى أيام ببث هذا المسلسل، والتي شارك فيها العلماء وقادها مدونون، ولاقت تجاوبا كبيرا بين مرتادي شبكات التواصل.
وأثارت قضية هذا المسلسل جدلا كبيرا بين من لا يرى بأسا في تمثيل الأنبياء وصحابة الرسول لغرض التعليم، ومن يرى تمثيلهم ذنبا لا يغفر ومسا بقدسية الرسل.
وكشف موقع «موريتانيا اليوم» الإخباري في تحليل لهذا الموضوع عن دس شيعي إيراني مقصود لجملة من المعتقدات داخل المسلسل بهدف تمريرها وحقنها داخل معتقدات أهل السنة، وذلك عبر فنيات إخراج ماهرة.
وأكدت «موريتانيا اليوم»، التي تابع رئيس تحريرها المسلسل بدقة حسب قوله «أن الهدف الحقيقي من المسلسل الذي أنفقت فيه حكومة إيران ملايين الدولارات»هو تمرير عقيدة الإمامية في شغاف عقول أهل السنة، وذلك عبر خطة محكمة غاية في الذكاء استخدمت فيها أرقى وسائل الإيحاء الذهني».
«ففي المشهد الذي يلقي فيه إخوة يوسف بيوسف في البئر وفي ذروة اهتمام المشاهد وتعاطفه مع المشهد، يضيف الموقع، يلقي أصحاب المسلسل إلينا بأول طعم لقياس ردة فعلنا وهل سنوقف العرض أم سنواصل المتابعة يرحل إخوة يوسف عنه في المسلسل، ويبقى وحيدا فيبدأ الدعاء وهنا يتذكر ابتهالات أبيه التي علمها له وقميصه، الذي ألبسه إياه وأخبره أنه قميص «الإمام الموعود»، الذي يأتي بعد النبي الخاتم وتتوسل به جميع الأنبياء، لأنه أعلى منهم مقاما فيبدأ الطفل في التوسل بالإمام الموعود الذي سيظهر في آخر الزمان»، وتمر هذه اللقطة بسلام، فقد وصل المتابع درجة من الارتباط بالمسلسل جعلته يتقبل هذه العقيدة وينسى أنها منافية للحقيقة ليمرر المخرج مقطعا آخر من عقيدته».
ويتعاطف المشاهد مع الشيخ العجوز الذي فقد ابنه في المسلسل لدرجة تجعل دموع البعض تنهمر ويتقمص المشهد فيلقي كاتب السيناريو والمخرج بالجرعة الثانية، حيث «يظهر ممثل يبدو أنه نازل من السماء فيخبر «الشيخ المكلوم بأنه من أجل أن يلتقي بابنه لا بد له من أن يصل إلى مرحلة الاعتراف»بالولاية»، وهي مصطلح لدى الشيعة يقول بأفضلية الإمام الموعود على آبائه من الأنبياء والصحابة وبأن يوسف قد بلغ ذلك المقام ولن يلقاه إلا إذا اعترف بولايته وبفك هذه الشفرة نقرأ ما يلي «يا أهل السنة إن اعترافكم بمقام الولاية سيكون حلا لمشاكلكم كلها» حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.
وتمر هذه الجرعة بسلام من دون أن تلفت انتباه أي متابع من ملايين السنة لينتقل المخرج والكاتب إلى ضخ جرعة أخرى أكثر تركيزاً، فقد ذهب أخوة يوسف إليه لشراء الطعام ويبقى الشيخ المكلوم بانتظارهم فيتحلق حوله أحفاده لينهلوا من بركته، فيوجهون إليه أسئلة، بينها سؤال عن النهاية، فيلقي عليه الشيخ محاضرة أكاديمية بامتياز عما تعرفه البشرية من ظلم وحرمان سينتهي بقدوم الإمام الموعود، فيسأله الطفل نفسه عن هذا الإمام، هل سيأتي في زمانهم أم لا؟ فيجيبه نبي الله يعقوب بالنفي مؤكداً أن قدوم المنتظر سيكون بعد ظهور النبي الخاتم، الذي لم يلفت انتباه الأطفال ولم يسألوا عنه وإنما سألوا عن مواصفات الإمام الموعود وكيفية نصره ومساندته».
ثم يأتي الدور على زليخا، فالمرأة التي قدت قميص يوسف وسجنته ولاقت بسببه ما لاقت نجد في المسلسل دعاء يوسف لها عندما قررت التخلص من عشقه والتحول لعشق ما هو حقيقي «الإمام الموعود» فتتخلص من آلام عشق يوسف وتتفرغ للعبادة وانتظار الإمام الموعود قبل أن تقرر أن تتزوج من يوسف لينتظرا معاً الإمام الموعود».
وأضافت «موريتانيا اليوم» مستخرجة نقاط الدس داخل المسلسل قائلة «وجاءت اللحظة المناسبة للمخرج للترويج لمعتقده وإعلانه صراحة فقد أصبح عقل المشاهد جاهزاً لاستقباله عندما التقى يوسف بيعقوب وسجد له أبواه وإخوته فبدأ الشيخ يعقوب الذي أكد لهم أن سبب اصطفاء يوسف عليه هو اشتراكه مع الإمام الموعود في مقام الولاية فهما أفضل من آبائهما. ويختم بالدعاء أنه كما كحل الله عينه برؤية يوسف فإنه يرجو أن يكحل الله عيون المؤمنين برؤية «المنتظر».
هذا وأثار المسلسل جدلاً بين علماء السنة منذ أن بدأ بثه عام 2009 لأنه يعرض شخصية أحد الأنبياء الذين لا يجوز تجسيدهم حتى لا تهتز صورهم في وجدان الناس.
وقد بثته قناة «الكوثر» بعد دبلجته إلى العربية، حيث لاقى استحسان الكثير من المشاهدين، وأصبح حديث الساعة، لكنه مع ذلك أثار العديد من الانتقادات.