"حماس استثمرت الكثير لبناء قوتها"
تل أبيب: ذكرت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إن خلال الحرب على غزة أواخر 2008 أوائل 2009 تمكن الجيش الإسرائيلي من إلحاق هزيمة كبيرة بحركة حماس، وقتل المئات إلا أن هذا الانتصار لا يُمكن اعتباره انتصارًا.
وأوضحت الدراسة، أن هذا جاء لأن الحرب أثبتت للمنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية أن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تحول من "مجرد خلايا أرهباية إلى قوة عسكرية منظمة تتقن إدارة حرب العصابات" حسبما ورد في الدراسة.
وأضافت: إن "الحرب أكدت للإسرائيليين أن حماس عملت الكثير لبناء قوة عسكرية، وبذلت جهودًا جبارة في تحويل جناحها العسكري إلى ما يُشبه الجيش النظامي من ناحية التركيب والعتاد العسكري".
ونصحت صناع القرار الإسرائيليين بعدم الشك أوْ التقليل من قدرة الحركة على استيعاب الدرس واستنتاج الملاحظات والعبر والدروس، وأنْ تعمل بشكل مكثف على زيادة ترسانتها العسكرية من ناحية، وتنظيم جيشها من الناحية الأخرى.
ويذكر أنه خلال الحرب التي امتدت على مدار 22 يومًا، بذريعة وقف إطلاق الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، توقعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنها تمكنت من تعزيز قوة الردع لديها في القطاع.
إلا أنه بعد فترة وجيزة عادت الفصائل الفلسطينية إلى تعزيز وجودها وقوتها العسكرية، حسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، وخاصة مع حصول الفصائل على صواريخ ومعدات عسكرية أكثر تطورًا، وهو ما كان بمثابة جرس إنذار إسرائيلي حول جدوى الحرب الأخيرة.
وأثارت عمليات إطلاق الصواريخ بعد الحرب تفكيرًا إسرائيليًا بتعزيز ما يسمى بـ "القبة الحديدية" للتصدي لما يطلق من القطاع، في مقابل العمل على تنفيذ عمليات موضعية واستغلال أكبر للطيران الحربي بتنفيذ اغتيالات واستهداف مواقع ومجموعات من النشطاء.
ويأتي هذا التقرير، لعرض وجهة نظر تشير بوضوح إلى ما يرى خبراء إسرائيليون أنه لا يمكن تعزيز قوة الردع من خلال الحرب والعمل العسكري الموسع بطريقته التقليدية والأكثر دموية، وهو ما يؤسس لتفكير مغاير لمواجهة المقاومة الفلسطينية.
يشار الى انه مؤخرا أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "أيهود باراك" أن الجيش قادر على احتلال أي منطقة في قطاع غزة، في حين هدد رئيس الأركان بشن عملية عسكرية داخل القطاع لوقف إطلاق الصواريخ التي تصاعدت مؤخرًا.
القدس العربي
_____
س ن