14-12-2011
السفير اللبنانية
«حماس» في الذكرى الـ24 لانطلاقتها: تحدي المزاوجة بين المقاومة والحكم
طورت «حماس» نفسها سريعا في الميدان السياسي والعسكري والاجتماعي، وحافظت على تماسكها رغم كثرة الاشكاليات التي عصفت بوجه وحدتها الداخلية، وأفشلت مخطط تركيعها وجلبها لمربع التنازلات السياسية بعد حصار غزة والعدوان عليها.
قدرة «حماس» على التكيف مع المحيط الأسوأ والأصعب في كل الظروف لم يرحمها من انتقادات وجهت إلى إدارتها الحكومية في قطاع غزة، إذ أن حكومتها لم تستطع تنفيذ التنمية المطلوبة التي وعدت بها.
أما «حماس» التي تحتفل بذكرى انطلاقتها الرابعة والعشرين اليوم في أجواء صعود الإسلام السياسي ومعسكر «الإخوان المسلمين» في الدول العربية ترى في نفسها المستفيد الأكبر من التغيرات، لأنها تراهن على الشارع الذي تقول إنه معها قلباً وقالباً. وأكد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» محمود الزهار، أن حركته اقنعت شريحة واسعة من الناس في الداخل والخارج بأهدافها وبياض يديها وما تشهده الحركة حالياً من التفاف واسع حولها وحول خيارها دليل على ذلك.
وشدد الزهار في تصريح خاص لـ«السفير» على أن «حماس» متماسكة داخلياً وفي بنيتها التنظيمية وأن لا صحة لوجود تيارات كالصقور والحمائم فيها، مؤكداً أن الاختلاف في الرأي في بعض الأوقات لا يعني وجود مشكلة.
وأوضح القيادي البارز في «حماس» أن حركته مستمرة في تطوير نفسها ولم تركن إلى ما وصلت إليه الآن، وأنها حققت العديد من أهدافها لكنها لم تغفل الأهداف الأخرى التي تحتاج إلى نفس طويل وصبر وثبات وأهمها تحرير فلسطين.
ونفى الزهار أن تكون «حماس» فشلت في المزاوجة بين السلطة والمقاومة وأكد أن مقاومتها لم تتوقف رغم اعتلائها الحكم، مشدداً على أن «حماس» لم تغير أي بند أو تجري أي تعديل على أي من أهدافها الأساسية ولم تجر ذلك على ميثاقها.
ويعتقد الزهار أن «حماس» أكبر الرابحين من «الربيع العربي» وخاصة في ظل صعود «الإخوان المسلمين» ورغبة الشعوب الجامحة في التقارب مع فلسطين، مؤكداً أن الشارع العربي لن يسكت على ما يجري في فلسطين وسيظهر ذلك قريباً.
من جانبه يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن «حماس» حققت خلال مسيرتها انجازات نوعية وكمية وحققت قفزات على الصعيد السياسي والعسكري والحضور الاقليمي، واهم انجازاتها الوصول لحكم غزة والاحتفاظ به على مدار سنوات متتالية من الحصار والعدوان والمؤامرات.
وأشار المدهون في تصريح لـ«السفير» إلى أن «حماس» وهي تقترب من الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية يزداد رهانها على قبولها دولياً بعدما وجدت نفسها الآن في وسط تحرك اقليمي فاعل عبر المحاور المختلفة في المنطقة والتي تميل لها أو تدعمها.
أما المحاذير أمام «حماس»، فيرى المدهون أن أهمها هو التخلي عن صبغتها المقاومة والتي اكتسبت فيها كل مميزاتها وحضورها، فـ«حماس» لم تصل الى ما وصلت اليه الا بفضل استراتيجيتها الممانعة والمقاومة والمحافظة على ثوابت القضية في ضوء تخلي حركة «فتح» عنها وافساح الساحة لها، «اي تنازل اليوم من حركة حماس مهما كانت المغريات الدولية لن يفيدها بقدر ضررها وستجد نفسها في المأزق نفسه الذي وجدت فيه حركة فتح والسلطة».
ويلاحظ المدهون أن «حماس» استفادت من تجارب من سبقها في العمل السياسي وتعلمت من اخطاء حركة «فتح»، لهذا رفعت شعار انها لن تتدخل باي ازمات داخلية لاي من الدول العربية، وان تحتفظ بحبل الود مع الجميع وهذا افاد الحركة وفتح لها مجالات عديدة وخيارات مختلفة، وما يميزها انها تتعامل بتأني وتمهّل سياسيا، ولم تستعجل قطف الثمار السياسية ، وتدير الانقسام بمهارة وحنكة اعلامية وميدانية، وتقوم بتعظيم قوتها بغزة بمنأى عن اي مواجهات غير محسوبة مع الاحتلال.
بدوره يعتقد المحلل السياسي والخبير في شؤون الفصائل الإسلامية عدنان أبو عامر أن «حماس» مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن تنتشر أكثر فأكثر في صفوف الفلسطينيين، ليس بالضرورة وفق المفاهيم التنظيمية التقليدية، ولكن بسلوك يومي مقبول، وباختلاط أكثر فأكثر في مختلف المستويات الشعبية، الفقيرة تحديدا، حتى تستطيع الوصول إلى ما هو أعلى منه اليوم.
ونوه أبو عامر بأن المطلوب من «حماس» استحضار ثوابتها من جديد في ذكرى انطلاقتها، وألا تفقد بوصلتها تحت ضغط الترغيب أو الترهيب، وألا تنسى أن خصومها وأعداءها قبلوها عندما عجزوا عن مواجهتها، وأن تكون جاهزة دائماً لخطوة الخروج من «مستنقع السلطة» الذي قد يفقدها أكثر مما يكسبها.
إيران تحرّر التجارة مع سوريا ... وموسكو تلحّ على توقيع البروتوكول
بغـداد: المعارضـة السـورية قبلت وسـاطة المالكـي
أعلنت الحكومة العراقية أمس أن المعارضة السورية ردت بالايجاب على دعوة من رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين نظام الرئيس بشار الاسد، فيما كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يشدد على أنه لا «يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط» من اجل حل الازمة السورية التي يبدو انها مرهونة بالمسعى العراقي الجديد.
في هذا الوقت، صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة مع سوريا، في إطار الدعم الإيراني المتواصل لدمشق لمواجهة «الهجمة عليها». وأعلن وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف انه ونظيره الجزائري مراد مدلسي متفقان حيال إخراج سوريا من أزمتها «وفقا لاقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات»، مؤكدا أن موسكو لا تزال تعارض فرض عقوبات ضد سوريا، وانها تنصح دمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب واستقبال المراقبين في أسرع وقت. وحضت واشنطن والاتحاد الأوروبي روسيا على الانضمام إلى التحرك القائم لوضع حد لصمت مجلس الأمن «غير المعقول» إزاء ما يحصل في سوريا.
وتلقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رسالة خطية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن «الرسالة تتعلق بآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك».
المسعى العراقي
وأعلن مستشار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، علي الموسوي لوكالة «فرانس برس»، أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري.
وقال الموسوي «لقد دعونا المعارضة السورية إلى زيارة العراق، وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي»، موضحا أن رئيس الوزراء العراقي «كان قد طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية». وشدد على أن «التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل إلى الحكومة السورية».
وكان المالكي أدلى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بموقف متمايز عن الموقف الأميركي المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن لسنا ضد تطلعات الشعب السوري ولا تطلعات أي شعب آخر، لكن ليس من حقي أن اطلب من رئيس التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا «العراق بلد على حدود مع سوريا وأنا تهمني مصلحة العراق».
العربي
وتعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري اجتماعا في القاهرة السبت، قبل اجتماع آخر لوزراء الخارجية، للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سوريا، في مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما أعلن دبلوماسي عربي.
وقال العربي، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرت أمس، إن «انتقال الملف السوري إلى التدويل موضوع سيقرره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تهتم أساسا بحماية المواطنين السوريين، وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن، غير أن توفير الحماية للشعب السوري لا يمكن أن يتم إلا برضا سوريا».
وأضاف العربي إن «الجامعة قررت أن تكون هناك حماية، ووجدت أن الوضع يقتضي وجود مراقبين على الأرض، وليكونوا مفيدين فإنه لا بد من أن تكون لهم حصانة وحق في الحرية والتنقل والمقابلة، ولهذا تم وضع إطار قانوني سمي ببروتوكول ونحن بانتظار أن توقعه سوريا، لأنهم قالوا مرتين إنهم سيوقعونه ولم يفعلوا، بل كانوا يضعون شروطا جديدة»، مكررا أن «الرد السوري المشروط لتوقيع البروتوكول يجب أن يعرض على المجلس الوزاري».
وأشار العربي إلى انه «لم يتراجع عن لقاء المعارضة السورية والنظام في القاهرة، وانه قابل حتى اليوم ما يفوق المئة معارض في القاهرة من المجلس الوطني ومن تنسيقيات الثورة ومن قبائل وبحثنا أمورا كثيرة جدا، ويجب عليهم الجلوس حتى يتفقوا على الخطوات المستقبلية، وطبقا للقرارات، وفي مرحلة معينة ستدعى الحكومة لإجراء حوار شامل».
ونفى العربي أن «يكون هناك اتجاه لاستعمال القوة»، مؤكدا أنه «لا يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط». وأكد أن «السيناريو الليبي لن يتكرر»، من دون أن يستبعد «الاستعانة بالسيناريو اليمني بالتوقيع على اتفاقية وضمان تداول السلطة».
إيران
وصادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة بين إيران سوريا، فيما أقرت لجنة المتابعة السورية ـ الإيرانية للتعاون الاقتصادي، خلال اجتماع في دمشق، على تشكيل أربع لجان من الجانبين لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، خلال الجلسة، «لقد أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والمنطقة، المليارات من الدولارات لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا في خطوه لكسر مقاومتها وصمودها». وأضاف إن «السوريين حكومة وشعبا صامدون أمام المؤامرات الأميركية، وان واشنطن تقوم عبر قناتي «الجزيرة» و«العربية» بشن حمله إعلامية شعواء ضد الشعب السوري والحكومة السورية».
وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، في حديث لموقع «عربي برس»، دعم طهران «الثابت والمحكم لحكومة الرئيس بشار الأسد التي تعتبر ضمانة لمحور المقاومة والممانعة».
وأعرب ولايتي عن أمله ان «تتجاوز سوريا الأزمة المفروضة عليها من الخارج بأسرع وقت ممكن». وأشار إلى القوى الإقليمية التي تحرض على حكومة الأسد مثل تركيا وقطر والسعودية، مضيفا «الأفضل لمثل هذه الدول ألا تربط مصيرها بمخططات هذه المؤامرة الدولية الجارية الآن ضد سوريا لأن من يربط نفسه بحبال هذه المؤامرة سيقع في البئر التي أعدتها لدمشق قريبا».
موسكو
وقال لافروف، بعد اجتماع مع مدلسي، ان روسيا لا تزال تعارض فرض عقوبات على سوريا، مشيرا إلى أن «تجارب» أثبتت أن العقوبات لا تحقق النتائج المرجوة «مع استثناءات نادرة جدا، ونحن غير مستعدين للجوء إلى استعمالها إلا عند الضرورات القصوى».
ولفت لافروف إلى «اتفاق وجهات نظر روسيا والجزائر حيال إخراج سوريا من أزمتها، وفقا لاقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات». وأعلن أن «روسيا تنصح دمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب واستقبال المراقبين في أسرع وقت»، مشيرا إلى «أننا أبدينا استعدادنا خلال اتصالاتنا مع قيادات جامعة الدولة العربية والحكومة السورية، لضم مراقبين من الممكن أن توفدهم روسيا وغيرها من دول مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) إلى المراقبين العرب إذا كان هناك اهتمام بهم».
وقال انه أمر «لااخلاقي» ان يتهم الغرب روسيا بعرقلة قرار في مجلس الأمن الدولي حول القمع في سوريا معتبرا ان الغربيين يرفضون الضغط على «المتطرفين» السوريين. واوضح «ان اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم انفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي. اعتبر ان هذا الموقف لااخلاقي».
وكرر لافروف الموقف الروسي بشأن الملف السوري لافتا الى ان على مجلس الأمن الا ينتقد فقط نظام الاسد. واضاف «ان شركاءنا (...) لا يريدون ادانة اعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة المتطرفة ضد السلطات الشرعية» في سوريا. ورأى ان هدف هؤلاء المعارضين هو «التسبب بكارثة إنسانية دفعا لتدخل أجنبي في النزاع».
واشنطن
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «بصراحة نعتقد انه حان الوقت بالفعل كي يرفع مجلس الامن صوته»، منددة بالصمت «غير المعقول» لمجلس الامن ازاء تجاوزات النظام السوري. واضافت «نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سوريا، وهذه الدعوة تشمل روسيا».
وتابعت نولاند «من الصعب جدا علينا ان نفهم لماذا لا يريد عضو في مجلس الامن دعم نداء المعارضة السورية». وقالت انه «اذا كانت موسكو قلقة بالفعل ازاء العنف من جانب المعارضة ايضا، فان الموافقة على ارسال مراقبين مستقلين وصحافيين اجانب الى سوريا ستكون افضل وسيلة لمعرفة ما يجري هناك بالفعل وللحصول على الصورة المتوازنة التي يطالب بها الروس بإلحاح».
وردت على كلام لافروف بالقول ان «اللااخلاقي هو نظام الاسد بسبب العنف الذي يمارسه بحق شعبه».
واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس ديميتري ميدفيديف في بروكسل اليوم وغدا.
وقالت اشتون، خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي في استراسبورغ، «آمل ان يتحرك مجلس الامن. على جميع اعضائه ان يتحملوا مسؤولياتهم لان الوضع ملحّ للغاية». وذكرت ان «الوضع مأسوي في بعض مناطق البلاد، وخصوصا في حمص. ان القمع الوحشي للمدنيين غير مقبول وينبغي ان يتوقف».
وكررت ان «على جميع اعضاء الامم المتحدة ان يتحملوا مسؤولياتهم حيال سوريا». واضافت «نحتاج الى تفاهم دولي لعزل نظام دمشق، يجب اضعافه، عزله»، بهدف اجبار النظام السوري على «وضع حد للعنف ضد شعبه والسماح بحصول عملية انتقالية». وقالت «لقد تم التخلي عن فكرة إقامة ممر إنساني»، موضحة أن «بعض الأفكار تعرض ويتم بحثها ودراستها، ثم يتخذ قرار بأنها ليست مناسبة بالطريقة التي نريدها. لذلك هذه الفكرة لم تعد مطروحة».
واستبعد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار أرو، لمحطة (أي تيلي) الفرنسية، استخدام القوة العسكرية في الوقت الراهن في سوريا، قائلا انه ينبغي القيام بكل ما يمكن القيام به على الصعيد السياسي لتفادي «اشتعال» الوضع في سوريا والشرق الاوسط ككل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهار اللبنانية
رئيس أساقفة كانتربري: "الربيع العربي"
قد يزيد العداء لمسيحيي الشرق
تخوف رئيس أساقفة كانتربري روان وليامس من إحتمال ان يؤدي "الربيع العربي" إلى زيادة العداء للمسيحيين في الشرق الأوسط، ووصف وضع هؤلاء بانه أكثر ضعفاً مما كان منذ قرون.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن وليامس في جلسة مناقشة في مجلس اللوردات البريطاني، ان "مثل هذه الطوائف تواجه معضلة مؤلمة عقب الثورات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بعدما عانت درجة معينة من العدوانية او التمييز في ظل بعض الأنظمة التي فقدت صدقيتها في السنوات الأخيرة".
وقال: "شعر بعض المسيحيين بان الهزات الأولى من التغيير السياسي هي نوع من التهديد للوضع الراهن بسبب غموض البدائل، وتريد غالبية هذه المجتمعات في الوقت الراهن ان تعرف على وجه السرعة، ما إذا كان الربيع العربي سيصبح خبرا جيدا أم سيئا بالنسبة اليها والى الأقليات الأخرى غير المسلمة".
وشدد على ان المسيحيين "ينبغي ان يحصلوا على مكان مضمون في أوطانهم التاريخية، وأن تلتزم الحكومات الناشئة في الشرق الأوسط المساواة المدنية وسيادة القانون". واضاف ان "التحديات التي تواجهها الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط جلبت أخطارها الخاصة وأجواء عدم الإستقرار كما حدث في منطقة البلقان، وما بدأ كتحركات غير طائفية فتحت الباب حتماً لبعض الناشطين السياسيين الإسلاميين الذين عانوا القمع في ظل الأنظمة السابقة".
ودعا الى "الإنتظار لمعرفة أجندات مثل هذه المجموعات بعد فوزها بمستويات عالية من الدعم الإنتخابي الشعبي والتأكد من أنها شيء أشبه بالنموذج التركي، أي حكومة إسلامية قوية ومنفتحة وملتزمة بقوة التعددية العملية والشفافية السياسية... يبدو ان تونس تسير في هذا الإتجاه، ونأمل ونبتهل أن يكون ذلك ممكناً في مصر". وخلص الى أن معاملة الطوائف المسيحية "ستكون إختباراً لنجاح الربيع العربي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار اللبنانية
العربي: قرار تدويل الأزمة السوريّة بيد العرب
فرنسا تتفادى التدخل العسكري
تراوح المواقف والتصريحات العربية والغربية المتّصلة بالأزمة السورية بين التصعيد والتهدئة عشية اجتماع اللجنة الوزارية العربية ووزراء الخارجية العرب يوم السبت. النبرة السياسية لا تزال حادّة، ومثلها الأوضاع الميدانية التي انتقلت عاصمتها من حمص إلى إدلب
واصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، تصدُّر مشهد المواقف المتصلة بسوريا وما يحصل فيها، معلناً أنّ تدويل الأزمة من عدمه سيتقرر على أيدي وزراء الخارجية العرب المنتظر اجتماعهم في القاهرة يوم السبت المقبل، وذلك غداة كشفه أن «أياً من الوزراء العرب لم يوافق على الشروط السورية» التي وضعها وزير الخارجية وليد المعلم على نصّ بروتوكول المراقبين العرب لنيل توقيع دمشق عليه. تصعيد تزامن مع معارك كلامية روسية ـــــ فرنسية ـــــ سورية جديدة شهدتها قاعة مجلس الأمن أول من أمس في جلسة مغلقة. في غضون ذلك، استمرّت المعارك الحقيقية عنواناً للوضع الميداني المضطرب في بعض المحافظات السورية.
وأكد العربي أنّ توفير «الحماية» للشعب السوري لا يمكن أن يحصل إلا برضى سوريا، موضحاً في الوقت نفسه أن «انتقال الملف السوري إلى التدويل موضوع سيقرره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري». وأشار، في حديث لصحيفة «الرأي» الكويتية، أمس، إلى أن الجامعة تهتم أساساً بـ«حماية» المواطنين السوريين، «وهذه الحماية لا يمكن أن تحصل إلا برضى سوريا، فلا وسيلة في ميثاق جامعة الدول العربية لقهر أي دولة أو فرض وضع معيَّن على أي دولة». وعن إمكان انتقال الملف السوري إلى التدويل، كشف أن هذا الموضوع «سيقرّره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري، ولا أستطيع أن أقول أي شيء آخر»، جازماً بأنه لن يحصل استخدام للقوة من أي قوة لحل الأزمة السورية. عربياً أيضاً، شدد وزير الإعلام الأردني راكان المجالي على رفض بلاده أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، مطمئناً إلى أنّ «من المستحيل أن تكون أرضنا مقراً أو منطلقاً لأي تدخل عسكري ضد سوريا».
على صعيد آخر، ظلّ مضمون الرسالة التي وجهها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لنائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، غامضاً. واقتصر تعليق وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) على الرسالة السورية الخطية بالقول إنها «تتعلق بآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك». وفي العراق، حذّر القائد العسكري لقوات مكافحة الارهاب اللواء فاضل برواري من أن وصول «متشددين وسلفيين» إلى الحكم في سوريا يمثّل «خطراً على العراق ودول المنطقة». أما مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي، فقد ركّز بدوره على الدعم الثابت والكامل لبلاده لسوريا، مشيراً إلى أن حكم الرئيس بشار الأسد «هو ضمانة لمحور المقاومة والممانعة». وأعرب عن ثقة بلاده بأن «حكومة الرئيس الأسد قد تجاوزت أوج الأزمة المحيطة بها، وهي تتجه لتحقيق النصر النهائي على عملاء الصهيونية وأميركا وتوابعهم المحليين والإقليميين».
في هذه الأثناء، كانت الجلسة المغلقة في مجلس الأمن تشهد صراعاً بين أصدقاء دمشق وخصومها، حيث أكّدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا تجاوز 5 آلاف قتيل، وأوصت أعضاء المجلس بنقل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. واتفقت الولايات المتحدة وفرنسا على تحميل مجلس الأمن مسؤولية عما يجري في سوريا على قاعدة أنّ «من غير الأخلاقي ألا يتحدث مجلس الأمن عن هذه المسألة»، وهو ما كرره المندوب الفرنسي جيرارد ارود الذي استبعد استخدام القوة العسكرية في الوقت الراهن في سوريا، مشدداً على ضرورة «القيام بكل ما يمكن القيام به على الصعيد السياسي لتفادي اشتعال الوضع في سوريا والشرق الأوسط ككل». وعما إذا كانت فرنسا والولايات المتحدة تفكران في القيام بعمل منفرد أو المساعدة في تدريب «الجيش السوري الحر» وتجهيزه، أجاب الدبلوماسي الفرنسي بأن «المطروح في الوقت الراهن هو تحرك الجامعة العربية، لكل بلد ظروفه المحددة. تلك كانت ليبيا، أما سوريا فأمر مختلف تماماً. لا أحد يفكر في الحل العسكري؛ لأن المخاطر ستكون ضخمة بالنسبة إلى المنطقة». في المقابل، انتقد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بشدة ما ذكرته بيلاي وبعض الدول عن اقتراب سوريا من حافة الحرب الأهلية. ولفت إلى أن «هذا يعني أنهم يريدون أن يقودوا الأوضاع باتجاه حق التدخل الإنساني». وقد أدلى المندوب الروسي فيتالي تشوركين بمواقف تدين تقرير بيلاي على قاعدة أن «التدخل الخارجي قد يؤدي إلى حرب أهلية وسقوط عدد من القتلى أكبر كثيراً من ذلك (من 5 آلاف شخص)». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد جدد التنبيه إلى ضرورة معالجة الأزمة السورية «من خلال المبادرات العربية ومن دون أية إنذارات للقيادة السورية»، وذلك بعد اجتماعه مع نظيره الجزائري مراد مدلسي في موسكو. ووصف لافروف اتهام الغرب لروسيا بعرقلة قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، بأنه أمر «غير أخلاقي»، متّهماً الغربيّين برفض الضغط على «الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة السورية الساعين إلى إحداث كارثة إنسانية دفعاً لتدخل أجنبي في النزاع».
ويتوقع أن يحضر الملف السوري بقوة في بروكسل، اليوم وغداً، أثناء اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي وروسيا.
ميدانياً، كانت الحصيلة أمس مرتفعة بعد هدوء نسبي سُجِّل في يوم الانتخابات أول من أمس. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن حرس الحدود السوريين أحبطوا محاولة تسلل لـ«مجموعة إرهابية» آتية من تركيا وقتلوا عنصرين منها. غير أنّ الإعلان قابله رد تركي سريع جزم بأنّ «من غير الوارد أن تجيز تركيا بشنّ هجمات على دول مجاورة انطلاقاً من أراضيها». وكانت مصادر من المعارضة السورية قد تحدثت عن مقتل مواطن تركي ـــــ سعودي برصاص قوات الأمن في محافظة إدلب. في المقابل، سجّل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل سبعة من عناصر قوات الأمن السورية في هجوم شنّه «منشقون» في محافظة إدلب. وأكّدت مصادر المعارضة السورية سقوط 28 شخصاً أمس برصاص قوات الأمن غالبيتهم في محافظة إدلب.