الضفة تحت النار: اعتقالات وتحقيقات ميدانية والاحتلال يحول المنازل إلى ثكنات

الضفة تحت النار: اعتقالات وتحقيقات ميدانية والاحتلال يحول المنازل إلى ثكنات

زمن برس، فلسطين:  نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، تركزت في جنوب الضفة، حيث اعتقلت عشرات الشبان، وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية، خاصة في محافظتي الخليل وبيت لحم، وسط انتشار مكثف للمدرعات العسكرية في عدة أحياء منها الظاهرية والخليل ونحالين وبيت لحم.

وشملت الحملة اقتحامات متفرقة لعشرات المنازل، حيث عبثت القوات بمحتوياتها، ونفذت تحقيقات ميدانية مع الأهالي، واعتقلت أكثر من 26 فلسطينيا، في عمليات عنيفة اتسمت بالقمع والترهيب.

 

ووفق ما أعلنه نادي الأسير، فإن أبرز المناطق التي طالتها الاعتقالات كانت: بلدة كوبر شمال رام الله، حيث اعتُقل 24 شخصًا على الأقل، بينهم الأسيرة المحررة حنان البرغوثي. وبلدة بيت فوريك شرق نابلس. وبلدة الظاهرية جنوب الخليل، التي تحولت إلى ساحة مواجهة مستمرة.

حولت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر نائل البرغوثي – الذي أُبعد في صفقة التبادل الأخيرة – إلى ثكنة عسكرية ومركز تحقيق، كما فعلت الأمر ذاته مع ديوان عائلة الهوارين في الظاهرية.

نتيجة هذه الاعتداءات، اضطرت وزارة التربية والتعليم لإلغاء الدوام المدرسي في بلدة الظاهرية، حفاظا على سلامة الطلاب، بعد استمرار اقتحام الاحتلال للأحياء السكنية منذ الفجر.

في موازاة ذلك، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية، مما أدى إلى إعاقة حركة الفلسطينيين وخلق أزمة مرورية خانقة امتدت لمئات الأمتار. وتشهد المنطقة منذ عامين تضييقًا مستمرًا على حركة الفلسطينيين.

تأتي هذه التطورات ضمن سياق أوسع من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث بدأ عدوان موسع في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي باجتياح جنين ومخيمها، ثم امتد إلى طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، وواصل توسعه نحو محافظة نابلس وبلدات جنوب الضفة، خاصة محافظة الخليل ومسافر يطا.

تظهر هذه الأحداث أن الضفة الغربية تشهد تصعيدا ميدانيا واسعا من قبل قوات الاحتلال، في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات بحق الفلسطينيين في كافة مناطق تواجدهم.