السفير 3.2

كوخافي: 200 ألف صاروخ موجّه ضد إسرائيل! يعلون يؤكد أنه بالإمكان ضرب المنشآت الإيرانية

عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي أمس تقديراً حذراً للجدول الزمني المتوقع للمشروع النووي الإيراني، مؤكداً أنه يتعلق بقرار المرشد الروحي للقيادة الإيرانية آية الله علي خامنئي، وأشار كوخافي إلى أن إسرائيل تواجه خطر وجود حوالى 200 ألف صاروخ موجه ضدها من الدول المعادية. من جهة ثانية قال وزير الشؤون الاستراتيجية موشي يعلون إن الخيار العسكري ضد إيران هو خيار أخير وإنه خلافاً لما أشيع يمكن ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها.

وأوضح كوخافي في كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسليا الدائر حالياً أن «هناك سلسلة معطيات بأيدينا تثبت فوق كل شك أن إيران تواصل تطوير سلاح نووي عسكري». وشدّد على أن الأمر ليس مرتبطاً بقدرات إيران وإنما بقرار مرشدها الأعلى. وقال كوخافي إنه «إذا أعطى خامنئي تعليماته بامتلاك منشأة نووية متفجرة أولى، فتقديرنا أن الأمر قابل للتحقيق خلال عام واحد. وإذا أعطى تعليماته بترجمة هذه القدرة إلى رأس حربي متفجر، فبتقديرنا أن الأمر يتطلب عاماً أو عامين آخرين». وحسب كوخافي فإن «إيران تملك أكثر من أربعة أطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة 3 في المئة وحوالى 100 كيلو بدرجة 20 في المئة وبوسع إيران عند تخصيب هذه الكميات لدرجة 90 في المئة أن تنتج أربع قنابل نووية».

وأشار كوخافي إلى الضغوط الدولية على إيران، موضحاً أن «إيران تخضع لطوق ضغوط يزداد وثوقاً. والعقوبات تؤتي أكلها. وفي إيران اليوم 16 في المئة بطالة، و24 في المئة تضخم سنوي ونمو بنسبة صفر». وقال إن الضغوط لا تقود حتى الآن إلى تغيير استراتيجي في صفوف النظام ولكن «كلما اشتدت الضغوط، هناك احتمال أن تدفع النظام الخائف أصلاً على بقائه، لإعادة النظر في مواقفه».

وقال كوخافي إن إسرائيل محاطة حالياً بحوالى 200 ألف صاروخ في الدول المعادية. لكنه شدّد على أن «الردع الإسرائيلي مصون». وقال إن بأيدي أعداء إسرائيل كميات هائلة من الصواريخ التي جمعت جراء انعدام الاستقرار في المنطقة، مبيناً أن «بأيدي أعدائنا حوالى 200 ألف صاروخ مؤهلة لضرب دولة إسرائيل، آلاف منها بمدى يبلغ مئات الكيلومترات. وهم يعملون في عمق أراضي العدو، وتصل إلى عمق أراضي إسرائيل وكل غوش دان مغطى بقوس المدى هذا من سوريا، لبنان وأيضاً من إيران». وحسب كلامه فإن هذه الصواريخ فتاكة ومجهزة أكثر. «فالرأس الحربي المتفجر للصواريخ يغدو أشد فتكاً، ويحمل مئات وليس عشرات الكيلوغرامات. كما أن دقة الصواريخ تزداد خصوصاً في الصواريخ بعيدة المدى. وفي كل بيت من عشرة بيوت في لبنان موقع لإطلاق الصواريخ أو مخزن للذخائر».

وحذر كوخافي من أن ضعف الأنظمة في الشرق الأوسط خلق مناطق مجابهة فيها العشرات من مسارات التهريب، التي حولت الشرق الأوسط إلى «مخزن الذخيرة الأكبر في العالم». وحدّد سيناء على وجه الخصوص، حيث قال إن منظمات فلسطينية ونشطاء الجهاد العالمي تغلغلوا فيها ومنها تنطلق محاولات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وعرض كوخافي لرؤيته للهزات الجارية في المنطقة العربية قائلاً إن «الجمهور غدا للمرة الأولى في الشرق الأوسط عاملاً حاسماً في اعتبارات القادة والأنظمة... إن الهزة تفتح الباب أمام تغييرات مختلفة، بينها صعود الإسلاميين في تونس والمغرب ومصر». ومع ذلك فإن الإسلام، لم يكن، حسب رأيه، دافعاً للاحتجاج، لكن «الإسلاميين لاحظوا بسرعة هذه الموجة ويترجمون البنية المتنوعة التي كانت لهم إلى قوة سياسية».

وأوضح كوخافي أن الهزة في الشرق الأوسط تتغلف بتدهور اقتصادي في كل الدول المحيطة. و«الاقتصاد سيكون في الأعوام المقبلة الاختبار المركزي لكل دول المنطقة، إن لهذه المشكلات قدرة هائلة على هز المنظومة والمحيط». لكنه استدرك بأن الاقتصاد قد يشكل عنصراً كابحاً، يوجب التركيز على المشكلات الداخلية و«عدم التورط في مغامرات خارجية». وحسب كلامه «فإننا نواجه شرقاً أوسط أشد عدائية، أكثر إسلامية، أكثر حساسية، وأشد ترابطاً بين الجماهير في الدول المختلفة، وأقل خضوعاً لسيطرة الأنظمة، وأقل خضوعاً للنفوذ الدولي». وخلص كوخافي إلى أنه «في الشرق الأوسط الذي سنواجهه ستشيع حالة انعدام استقرار دائم».

وبخصوص سوريا كرّر كوخافي تقديرات شعبة الاستخبارات بأن مصير نظام الأسد محتوم. وحسب كلامه «نحن للمرة الأولى شهود عيان على شروخ حول الرئيس، والسجال في محيطه هو أن من الجائز أن الأسد نفسه هو قلب المشكلة، ولربما ينبغي الشروع بالحديث عن نماذج لاستبداله». وقال إن الوضع في سوريا يزداد تدهوراً وإن «العنف يتصاعد، والتظاهرات تتزايد. في الأسبوع الماضي تم رصد 400 موقع تظاهر في الوقت نفسه».

من جهة ثانية قال وزير الشؤون الاستراتيجية موشي يعلون في مؤتمر هرتسليا نفسه إن الخيار العسكري ضد إيران هو خيار أخير وإنه خلافاً لما أشيع يمكن ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها. وقال إن «للغرب قدرات على مهاجمة إيران، ولكن طالما أن إيران ليست مقتنعة بأن هناك عزماً على فعل ذلك، فسوف تواصل ألاعيبها». وأشار إلى أن «الإيرانيين يظنون أنه ليس هناك عزم، لا على عملية عسكرية ولا على فرض عقوبات. والاستفزازات في مضيق هرمز نبعت من استغلال إيراني لموضوع أسعار النفط». ورفض تقديرات بعض العسكريين بأن إيران ستحصن منشآتها النووية تحت الأرض بشكل لا يمكن ضربه لاحقاً. وقال إن «كل منشأة محمية من بشر يمكن لبشر آخرين أن يصلوا إليها. ويمكن عسكرياً ضرب أي مكان في إيران، وأنا أقول ذلك من خبرتي كرئيس أركان». وأشار يعلون إلى الانفجار الذي وقع في معسكر تطوير الصواريخ في إيران وقال إن التفجير ضرب «منظومة أعدّت لإنتاج صاروخ يبلغ مداه عشرة آلاف كيلومتر ويهدّد الولايات المتحدة نفسها».

وأوضح يعلون أن الخطر الإيراني ليس موجهاً فقط ضد إسرائيل وإنما أيضاً ضد الغرب حيث إن «بأيدي الغرب أداتين لوقف المشروع النووي الإيراني، العزلة السياسية والعقوبات الاقتصادية». وقال إنه «إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً، فإن هذا سيكون كابوساً على كل العالم الحر... وستتسارع عمليات الإرهاب ضد أنظمة الحكم في المنطقة، وضد إسرائيل ودول الغرب وعلى رأسها أميركا».