تبرعات أميركية وأوروبية تُسلّح المستوطنين في الضفة ببنادق قنص: "لننتصر على البرابرة"

زمن برس، فلسطين: في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلن المجلس الاستيطانيّ شمال الضفة الغربية عن توزيع عشرات بنادق القنص من طراز "جلبوع DMR" على ما تُعرف بـ"قوات الطوارئ الاستيطانية"، ضمن خطة لتعزيز ما يُسمى الجاهزية الأمنية للمستوطنات شمال الضفة الغربية، بتمويل مباشر من منظمات داعمة في الولايات المتحدة وأوروبا.
أعلن مجلس شمال الضفة الإقليمي توزيع عشرات البنادق القنّاصة على "قوات الطوارئ" الاستيطانية بتمويل من منظمات في الولايات المتحدة وأوروبا، في سابقة هي الأولى من نوعها
وبلغت كلفة شراء الأسلحة نحو مليون شيكل، تم تمويلها من خلال تبرعات قُدّمت عبر منظمة "أصدقاء مستوطنات شمال الضفة الغربية" وجهات داعمة أخرى. وتمت عملية الشراء بالتنسيق مع قسم الأمن في المجلس الإقليمي، في وقت يشهد تصاعدًا في تسليح المستوطنين وتوسيع صلاحياتهم الأمنية.
وشملت العملية تسليم بندقية قنص واحدة لكل وحدة من وحدات الطوارئ المنتشرة في المستوطنات. وتُعد هذه البنادق، التي تُقدّر قيمة الواحدة منها بـ28 ألف شيكل، من إنتاج شركة إسرائيلية يملكها جنود سابقون في وحدات "دوفديفان" و"يام" الخاصة. وتتميّز بقدرتها على إصابة أهداف بدقة من مسافة تصل إلى 800 متر.
ويُشار إلى أنّ هذه هي المرة الأولى التي توزّع فيها أسلحة من هذا النوع على مجموعات مدنية شبه مسلحة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
"نخوض حرب بقاء"
خلال حفل تسليم بنادق القنص، قال رئيس المجلس الاستيطاني يوسي داغان: "نحن في لحظة تاريخية. مجلس شمال الضفة الغربية هو أول سلطة في البلاد توزّع بنادق قنص على قوات الطوارئ. نخوض حربًا منذ 7 أكتوبر، بل قبل ذلك، حرب بقاء. وسننتصر بالسلاح، وبالتعاون مع الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية".
وأضاف دغان، الذي كرّر وصف الفلسطينيين بـ"البرابرة"، أنّ الخطة تشمل أيضًا شراء مئات البنادق الإضافية من طرازَي "أراد" و"أمان"، إلى جانب سترات واقية، خوذ، طائرات مسيّرة، أجهزة رؤية ليلية، ومعدات "روني"، بالإضافة إلى مسدسات خُصصت لـ500 مستوطِنة إسرائيليّة من سكان مستوطنات شمال الضفة.
خطة تسليح شاملة للمستوطنين في الضفة، تشمل تجهيزات عسكرية وطائرات مسيّرة، تحت شعار "الانتصار على البرابرة"
وشارك في المشروع أيضًا منظمة "مساعد جدعون"، التي يرأسها الحاخام المحامي زورييل بوبليل، بالتعاون مع رجل الأعمال جدعون مارغاليت، وصرّح الحاخام خلال الحفل قائلًا: "قررنا ألا نقف مكتوفي الأيدي بعد 7 أكتوبر. هذا دورنا كيهود لدعم قلب إسرائيل [شمال الضفة الغربية]. نحن نؤمن بأن كل إسرائيل مسؤول عن الآخر".
اتّهامات بالارتباط بـ"تدفيع الثمن"
من جهته، قال الباحث المختصّ في الشأن الإسرائيليّ أنس أبو عرقوب إن هذه "القوات" تعمل تحت إمرة ضباط أمن المستوطنات، وهم في الغالب جنود احتياط سابقون في وحدات قتالية. وأشار إلى تقارير موثقة تربط بين بعض هذه المجموعات وتنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي.
واستشهد أبو عرقوب بحادثة وثّقتها منظمة "ييش دين" الحقوقية، يظهر فيها قائد وحدة الطوارئ في مستوطنة "هار براخا" وهو يسلّم قنبلة غاز لمستوطن أطلقها باتجاه مدنيين فلسطينيين في قرية بورين، جنوب نابلس، في 22 تشرين أول/ أكتوبر 2022.
وأشار إلى أنّ هذا التطوّر الذي يمثّل تصعيدًا في تسليح المستوطنين المدنيين، يثير تساؤلات خطيرة حول دور منظمات أميركية وأوروبية في تمويل مشاريع عسكرية داخل أراضٍ محتلة، واستخدامها في إطار صراع يُمارس فيه العنف المنهجي ضد الفلسطينيين. وفي ظل غياب رقابة دولية ومحاسبة حقيقية، تتحوّل المستوطنات شيئًا فشيئًا إلى ثكنات هجومية، لا مجرّد مواقع سكنية.