مجلس الأمن يدنو من سوريا بقرار

نيويورك: يدأب سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على التوصل لصيغة نهائية لمشروع قرار حول سوريا، بعد تقدم حققوه الأربعاء في اجتماع استمر حوالي ثلاث ساعات.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحفيين إن الأعضاء حققوا بعض التقدم، مشيرا إلى رغبة في مجلس الأمن للتوصل إلى نص يمكن تبنيه في الأيام المقبلة.

من ناحيته، تحدث السفير الروسي فيتالي تشوركين عن "تفهم أفضل" لما يجب القيام به من أجل التوصل إلى تسوية، واعتبر أن جلسة الأمس كانت جيدة، دون أن يدلي بتفاصيل إضافية.

وتنبأت مصادر دبلوماسية بأنه الإعداد لمسودة مشروع قرار إثر المحادثات "الإيجابية"، على أن تجري اليوم الخميس محادثات جديدة بشأنه.

وتطرقت المحادثات حسب المصادر إلى مستوى الدعم الذي يمكن أن يقدمه مجلس الأمن للخطة التي تقدمت بها الجامعة العربية لحل الأزمة السورية.

ومن المتوقع التوصل إلى توافق حول مسودة القرار بعد أن لمس الأعضاء ليناً في الموقف الروسي.

وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بعض الأعضاء لاحظوا إشارات مفادها أن الروس لا يريدون فعلا أن ينعزلوا.

وضمن سياق التفاؤل حيال تمكن مجلس الأمن من استصدار القرار المتعلق بسوريا، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إنه لمس موقفا "أقل سلبية" من روسيا في الجلسة الأولى لمجلس الأمن أول أمس.

وقال جوبيه إنه وللمرة الأولى كان موقف روسيا ومجموعة بريكس (الصين والهند وجنوب أفريقيا خصوصا) أقل سلبية، ملمحا إلى وجود أمل في تبني مشروع قرار يدعم خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة.

وأوضح في كلمة له في باريس أن خيار فرنسا هو دعم المعارضة السورية والعمل مع جامعة الدول العربية بغية إيجاد مخرج للأزمة في سوريا، وشدد على أنه إذا لم يتم التحرك فسيترك المجال مفتوحا أمام الفوضى والتطرف بكل أنواعه.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كل عضو في مجلس الأمن الدولي إلى اختيار الجانب الذي يؤيده في سوريا، بين الشعب أو"الديكتاتورية الوحشية".

وردا على سؤال حول موقف روسيا التي حذرت من أنها سترد بحق النقض الـ"فيتو" أي قرار تعده غير مقبول، قالت كلينتون إن كل عضو في المجلس عليه اتخاذ قرار واختيار معسكره.

وأضافت: "بصفتنا أعضاء في مجلس الأمن وتقع على عاتقنا مسؤولية محاولة حفظ السلام والأمن في العالم، من اللازم حتما أن نكون في الجانب الصحيح للتاريخ، ما يعني أن نكون إلى جانب الجامعة العربية والشعب السوري".

وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قد أكد أن بلاده ستصوت ضد المشروع إذا كان النص غير مقبول، في مؤشر على استخدام روسيا لحق النقض (فيتو) لعرقلة القرار الأممي.

وطالبت الخارجية الروسية بأن ينص أي مشروع قرار صراحة على استبعاد أي تدخل عسكري، مستبعدة التصويت في مجلس الأمن في الأيام المقبلة على قرار بدعم المبادرة العربية التي تدعو الرئيس السوري إلى نقل صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وردا على هذا الموقف قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنه يتعين على موسكو الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه السلام والاستقرار العالميين.

من جهة ثانية، أعلن مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في 11 شباط (فبراير)الجاري في القاهرة، لبحث الأوضاع في سوريا ووضع بعثة المراقبين العرب في هذا البلد.

وكانت قطر طلبت استضافة هذا الاجتماع إلا أنه تقرر بعد مشاورات عربية عقده في العاصمة المصرية.

وأوقف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي السبت الماضي عمل البعثة بسبب تصاعد وتيرة العنف واتهم النظام السوري باللجوء إلى تصعيد الخيار الأمني.

وكالات