تسريبات بصوت نتنياهو: أقال غالانت وهليفي لدفع قانون إعفاء الحريديين من التجنيد

تسريبات بصوت نتنياهو: أقال غالانت وهليفي لدفع قانون إعفاء الحريديين من التجنيد

زمن برس، فلسطين:  قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال محادثة مع الحاخام الحريدي البارز موشي هيلل هيرش، إنه أقال وزير الأمن السابق، يوآف غالانت، ورئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، لأنهما "شكّلا عائقًا" أمام تمرير قانون إعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية.

جاء ذلك في تسجيلات كشفتها القناة 13 الإسرائيلية، مساء الأربعاء؛ وخاطب نتنياهو الحاخام هيرش بالقول: "نحن لا ننقذ دولة إسرائيل فقط، بل عالم التوراة أيضًا"، مضيفًا: "لكي نفعل ذلك، نحتاج إلى وقت لتمرير القانون بطريقة لا يمكن الطعن فيها. أنا ذاهب للقيام بذلك".

وأشار نتنياهو في التسجيل إلى أن العقبة كانت في وزير الأمن ورئيس الأركان السابقين، قائلاً: "عندما يكون وزير الأمن ورئيس الأركان ضدك، لا يمكنك التقدّم. الآن يمكننا التقدّم"، علما بأن نتنياهو كان قد قال إنه أقالهما لفقدان الثقة بغالانت، وبمسؤولية هليفي عن الإخفاق في 7 أكتوبر.

وخلال المكالمة الهاتفية، قال نتنياهو للزعيم الروحي لحزب "ديغل هتوراة" إنه تحدث شخصيًا "نحو 20 مرة" مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين وقال له: "أنا شخصيًا أتحمّل المسؤولية عن هذا الملف، أريدك أن تعقد المزيد من الجلسات". وتابع نتنياهو مخاطبا الحاخام "قد بدأ (إدلشتاين) بذلك فعلًا".

وتُظهر التسجيلات أن المحادثة جرت قبيل التصويت على الميزانية في آذار/ مارس الماضي، في ظل تهديد الأحزاب الحريدية بإسقاط الحكومة، حيث قدّم نتنياهو للحاخام تعهدات بتسريع إنشاء مسارات خاصة بالحريديين في الجيش.

وقال نتنياهو في المكالمة "الجيش ينشئ مسارات تسمح باستيعاب الحريديين، بحيث يدخلون ويخرجون وهم حريديون. لا نريد أن يدخل الحريديون ويخرجوا علمانيين. نريد أن نحافظ على عالم التوراة". وتابع: "بسبب استبدالنا لرئيس الأركان ووزير الأمن، اللذين عرقلا المسار طيلة الفترة الماضية، يمكننا الآن التقدّم بثقة ومهنية أكبر".

وفي أعقاب هذه التصريحات، قال وزير الأمن السابق، غالانت، إنه "فخور" بموقفه الداعي إلى تجنيد جميع الإسرائيليين، مشددا على أن "دولة إسرائيل بحاجة إلى جيش قوي ومصمم... الجميع يجب أن يتجندوا: علمانيون، متدينون، وحريديون على حدّ سواء".

وأثار تسريب المحادثة جدلًا واسعًا وانتقادات شديدة في إسرائيل، بعدما كشف أن نتنياهو أقال وزير الأمن ورئيس الأركان في خضم الحرب، بسبب معارضتهما لقانون إعفاء الحريديين. واعتُبرت هذه الخطوة دليلاً على تداخل المصالح السياسية الداخلية بالقرارات الأمنية الحساسة.

ويأتي نشر التسريب في وقت حساس، إذ يهدد الحريديون بإسقاط الحكومة في حال عدم التقدم بتشريع قانون الإعفاء من التجنيد. ومع تصاعد الأزمة داخل الائتلاف، يُطرح خيار حل الكنيست على الطاولة مجددًا، ما يفاقم الشكوك بشأن استقرار حكومة نتنياهو واستمرارها.

من جهته، علّق مكتب نتنياهو على التسجيل بالقول: "كما يُسمع بوضوح، من دون التفسيرات المضلّلة لمحللين، فإن رئيس الحكومة يشير إلى أن وزير الأمن ورئيس الأركان السابقين هما من منعا إقامة الوحدات الخاصة بالحريديين. أما الوزير الحالي ورئيس الأركان الحالي، فهما يدفعان الموضوع بسرعة ومهنية – ونحن فخورون بذلك".