"معاريف": نقل الوصاية على الأقصى للسعودية فكرة مطروحة

زمن برس، فلسطين: أكدت صحيفة عبرية، أن توتر الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك بسبب إجراءات سلطات وجيش الاحتلال الإسرائيلي يقلق العديد من الأطراف، كاشفة أن نقل الوصاية على المسجد الأقصى للسعودية خيار مطروح.
وأوضحت "معاريف" في مقال للكاتب جاكي خوجي، أن التوتر الأخير في المسجد الأقصى المبارك بسبب العدوان الإسرائيلي، "مقلق على نحو خاص لكل من؛ العاهل الأردني الملك عبدالله وللسلطة الفلسطينية وإسرائيل".
ونبهت إلى أن "عمان تتابع دوما ما يجري في المسجد الأقصى بسبب الخوف من انتقال الاضطرابات إليها، وهذا ليس فقط السبب الوحيد، فالأسرة الهاشمية هي الوصي الرسمي نيابة عن العالم الإسلامي على المكان المقدس، وهذه المكانة ألقت على الأسرة المالكة مسؤولية كبيرة، ولكنها منحتها أيضا مكانة عالية".
وأشارت إلى أنه "في الأسابيع التي سبقت رمضان، أجرى ملك الأردن محادثات حثيثة لمنع التدهور مع الرئيس محمود عباس، ووصل إلى رام الله للتشاور وجها لوجه، كي يعملوا على تقليص الاشتعال".
وذكرت "معاريف"، أن "الملك عبدالله والرئيس عباس ينسقان فيما بينهما منذ سنين، ويكثران من التحذير من تحويل الأقصى لمسألة دينية".
وزعمت أن "الأردن في الجمعة الثانية في شهر رمضان، كان يعول على إسرائيل بالسيطرة على الوضع، ولكن عندها بدأ يتعاظم الاحتجاج في شوارع الأردن، وفي عمان بادروا لحملة توعية، وبعد يوم الجمعة بأربعة أيام، ظهر رئيس وزراء الأردن، بشر الخصاونة، أمام البرلمان وأدى التحية لراشقي الحجارة في القدس، كما تم استدعاء نائب سفير إسرائيل في الاردن، للتوبيخ، والملك اتهم إسرائيل بخلق استفزاز، وكل هذا في غضون ساعات قليلة من يوم الجمعة".
وبينت أن "الخارجية الأردنية ولأول مرة تعرب عن قلقها من نوايا إسرائيل بشأن تقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، وهذا القلق تكرر مرات عديدة على لسان مسؤولين أردنيين، وهذا عبر عن التخوف من تغيير خطير في الوضع الراهن في الحرم واتهام اسرائيل باستفزاز خطير يمهد لحرب دينية"، موضحة أن "السلطة الفلسطينية وحدت الصفوف مع الأردنيين، وصدحت بهذا السيناريو في بياناتها الرسمية".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "الملك لم يكتفِ بذلك، اتصل بمعظم زعماء الدول العربية، وروى لهم عن الخطر المحدق بالجميع، وطالبهم بالضغط على إسرائيل للتراجع عن هذه المخططات"، زاعمة ان "القلق الأردني الفلسطيني مبالغ فيه وعديم الأساس، لكنه بدأ ينال الزخم وتمتع بمصداقية كبيرة".
وقالت: "إسرائيل فهمت السيناريو الأردني، فخرجت في حملة إحباط ضده، فخرج رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وزير الخارجية مائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس، وأعلنوا الواحد تلو الآخر، أنه ليس لإسرائيل أي نية لتغيير شيء في الوضع الراهن، وتعهد لابيد أمام سفراء أجانب أنه لا توجد مثل هذه الخطة، و بعد يوم فقط من يوم الجمعة العاصف إياه، وصل إلى المنطقة وفد عن مكتب وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن لفحص التوتر عن كثب".
وما يعد عاملا قلق لعمان أيضا، بين الحين والآخر حين يثور في إسرائيل، طلب منح السعودية الوصاية على المسجد الأقصى، وعندما يضيق الحال علينا، نطرح حلولا إبداعية، وفي عمان يأخذونها بجدية"، موضحة أن "لدى الأردن مخاوف، أن تقوم إسرائيل بمنح الأقصى كهدية للسعودية مقابل إقامة علاقات (تطبيع)".
ورأت الصحيفة أنه "عندما يقود الملك حملة وطنية ترمي إلى إنقاذ الأقصى من الاحتلال، فهور بذلك يعزز مكانته ويجمع النقاط على حساب المدعين بالملك، حماس، تركيا وبالطبع السعودية"، مبينة أن "الملك نجح في تجنيد الإمارات في حملته، وكانت أبو ظبي الوحيدة بعد عمان التي استدعت سفير إسرائيل لحديث احتجاج، والإمارات لأسباب خاصة بها، تستعرض الوطنية تجاه القدس والقضية الفلسطينية".
وقالت: "هاتان المسألتان ساخنتان، ابتعد حكام الإمارات عنهما على مدى السنين أو طوروا تجاههما موقفا لامباليا، وبدلا من ذلك قربوا منهم إسرائيل، وابعدوا السلطة وحماس، أما الان وحين يجري الحديث بأن المسجد الأقصى في خطر، فهذه فرصة للتجنيد للدفاع عنه، وهكذا ربحت الأمارات مرتين؛ حققت بضع نقاط في الشارع العربي، ووقفت إلى جانب الاردن في أزمته الحالية وغطت على الخيار السعودي".
ونبهت "معاريف"، أن "الحديث في إسرائيل عن منح الأمانة (الوصاية) في الاقصى للسعودية هي فكرة غير ناضجة، تتم حاليا في الصالونات الخاصة، وبقدر أقل لدى أصحاب القرار".
وقدرت أنه "في حال ثار هذا الخيار بجدية في السنوات القادمة، سينتظرنا توتر ليس فقط بين إسرائيل والاردن بل وأيضا بين العرب وبين أنفسهم، وسيكون هذا مثل عطاء محبوك لوظيفة مرغوب فيها للغاية، وظيفة فتحت من جديد بعد سنوات طويلة ولكنها موعودة للمقر