النهار 21.1

الغرافيتي يزدهر: "حديث الجدران من تونس الى ليبيا" يحتفي بالربيع العربي

لأن "الرسوم والكتابات التي غطت الجدران "وثيقة تاريخية يجب الا تطمس" واحتفاء بـ"فن الغرافيتي" الذي بدأ يتحسس طريقه مع انطلاق الربيع العربي، يقدم الفنان التشكيلي التونسي عبد الباسط التواتي معرضا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "حديث الجدران من تونس الى طرابلس".

وقال التواتي "أغرتني الاعمال الفنية التي انجزها الرسامون الليبيون، فحاولت توثيقها لتظل راسخة في الاذهان. المقصود بفن الغرافيتي ليس تلطيخ الجدران بالالوان بقدر ما هو التعبير عن فكرة او موقف بأسلوب ينطوي على الكثير من الروح الفنية الثائرة التي طالتها يد القمع على مدى سنوات".

اضاف "اتسمت الرسوم والكتابات في تونس بالعفوية وطغى على معظمها اللون الاسود، في حين بدت الجداريات في ليبيا اكثر حرفية وتحمل تفاؤلا وألوانا زاهية".

ويشمل المعرض الذي يستمر حتى 2 شباط في بهو دار "ابن رشيق" الثقافي وسط العاصمة، اربعين لوحة فنية.. عشرون منها التقطتها عدسة التواتي لجدران وركائز اخرى استخدمت للرسم في عدد من المدن الليبية ابان الثورة الليبية التي ادت الى سقوط النظام الليبي في نهاية آب الفائت.

وتحمل غالبية الصور الفوتوغرافية التي التقطت في تشرين الثاني 2011 تفاؤلا، وأتت بألوان مشرقة مستوحاة من لون العلم الليبي الجديد.

إلى الجداريات الليبية، يضم المعرض عشرين جدارية تروي مشاغل اهالي مدن تونسية من بينها مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة التي انطلقت شرارتها حين اقدم الشاب محمد البوعزيزي على احراق نفسه في 17 كانون الاول.

وتستعرض احدى الجداريات الشهداء الذين سقطوا في سيدي بوزيد، في حين تترجم الرسوم في قفصة وقبلي فرحة الاهالي بـ"سقوط الديكتاتور"، في اشارة الى زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طوال 23 عاما.

وفن الغرافيتي يعتبر مستجدا في تونس وليبيا، وقد بدأ يتحسس طريقه مع بداية الربيع العربي. وكانت الكتابات على الجدران لا تعكس الشأن السياسي في البلدين خوفا من

العقاب او الملاحقات القضائية، بل تقتصر على ألفاظ سوقية او عبارات تشجيع لفرق كرة قدم.