14-12-2011
الغد الأردنية
عباس: الانضمام الى اليونيسكو "اعتراف أول بفلسطين"
باريس: صرح الرئيس محمود عباس الثلاثاء في باريس ان الانضمام الى اليونيسكو "اعتراف أول بفلسطين"، متمنيا "ان يكون ذلك فأل خير على انضمام فلسطين الى منظمات دولية اخرى".
وقال عباس في كلمة في مقر اليونيسكو بعد حضور حفل رفع العلم الفلسطيني في مقر المنظمة الأممية "ان مشاهدة علمنا يرفع اليوم في مقر للأمم المتحدة أمر مؤثر ومصدر فخر لنا".
وقال "ان فلسطين، ارض تلاقي الحضارات (...) تولد من جديد. بالرغم من جميع الصعوبات الناجمة عن الحصار، لطالما حافظنا على تراثنا".
واكدت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا من جهتها انها تريد "الايمان بأن الانضمام الى اليونيسكو فرصة لإثبات ان السلام يبنى بالتربية والثقافة".
وهذه المرة الاولى التي يرفع فيها العلم الفلسطيني في مقر منظمة للأمم المتحدة.
وقبلت عضوية فلسطين الكاملة في 31 تشرين الاول (اكتوبر) في اليونيسكو بعد تصويت للدول الاعضاء ما اثار غضب الاميركيين والاسرائيليين.
وخلال رفع علم فلسطين بث النشيد الوطني الفلسطيني داخل اليونيسكو وسط تصفيق العديد من الموفدين الحاضرين.
وهذا الانضمام سيسمح للفلسطينيين بتقديم طلبات لإدراج نحو عشرين موقعا اثريا ودينيا ضمن الإرث العالمي للإنسانية. ويرغب الفلسطينيون في ان تصبح كنيسة المهد في بيت لحم أول موقع يدرج "باسم فلسطين" في 2012.
واوقفت واشنطن على الفور تمويلها للمنظمة التابعة للأمم المتحدة. وفي الواقع يحظر قانونان اميركيان على البيت الابيض تمويل أي وكالة تابعة للامم المتحدة تقبل الفلسطينيين كدولة.
والقرار الاميركي يحرم اليونسكو من 22 % من ميزانيتها، ما يجعلها تعاني من عجز قدره 65 مليون دولار هذا العام و143 مليونا في العام 2012-2013.
وحدا ذلك بالمديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا للإعلان عن خطط توفير ضخمة رغم ان بلدانا اعلنت عن زيادة مساهماتها مثل اندونيسيا التي تعهدت بتقديم عشرة ملايين دولار والغابون مليونين.
كما ردت اسرائيل من جانبها بتدابير انتقامية شديدة من الفلسطينيين من خلال تسريع وتيرة بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة وتجميد نقل الأموال الى السلطة الفلسطينية.
ورغم انضمام فلسطين الى اليونسكو، فلم يؤثر ذلك ايجابا على المسعى الفلسطيني للانضمام كدولة كاملة العضوية في الامم المتحدة اذ ما يزال يتعين على الفلسطينيين الحصول على تسعة اصوات من بين خمسة عشر صوتا هم أعضاء مجلس الامن.
وحتى اذا تمكن الفلسطينيون من ذلك فقد اوضحت الولايات المتحدة أنها ستجهض هذا المسعى باستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به باعتبارها عضوا دائما بالمجلس.
ومع ان هذا الطريق يبدو مسدودا، فإن عباس اكد مجددا في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) ان الخطوات مستمرة في المجلس. وبعد حفل اليونيسكو من المقرر ان يلتقي عباس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل ان يتوجه بعد ذلك في جولة تشمل لندن وانقرة. وثمة حل بديل تدعمه فرنسا وهو طلب إجراء تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يضمن الفلسطينيون الحصول على غالبية واسعة. لكن هذا الحل لن يحمل لهم سوى وضع افضل كـ "بلد مراقب غير عضو" مقارنة بوضعهم الحالي كـ "كيان مراقب".
المنصف المرزوقي رئيسا: تونس تسترد روحها وقرطاج يحتفي بالجوعى
عمّان - في الجنوب التونسي ثمة ما ينير الحاضر ويعيد انتاجه مشرقا. فكان على المرزوقي أن يقرأ قدر إنسانه المأزوم بماكينة الاستبداد، وكان عليه أن ينقب عن جذور خرابه في الحاضر العياني المتفجر بالقيد ومآلات الصراع المفتوحة ضده.
من ذلك وبسببه، اتخذ المنصف المرزوقي الذي انتخبه ممثلو تونس الحقيقيون أمس رئيسا، مبتدأ لتفجير الواقع من داخله متكئاً على طاقة روحية كامنة لا يعرف الاستبداد مدياتها غير المحدودة في الانتفاض على نصه الوحشي.
في الصباحات المثقلة بإكراه الظلم كان المرزوقي يرى لقاء تتجدد مأساويته بين استبداد يقوم على النفي المطلق، وتونس الموجوعة بالتواطؤ والزيف، فينكشف الاستبداد قاتلا حديثا، بينما يتمظهر الجنوب جغرافيا مؤنسنة تجتمع قسرا مع ظلم كاجتماع الفرح والكآبة.
جنوب المرزوقي كان وما يزال نصا أنموذجا محتشدا بالتوتر الواعي بزيف التراتيل الرسمية، صانعة الهزيمة ومشتقاتها من الوحل، فآثرت البقاء سجينة مفاهيم وسياسات تقمع جنودها وتنهزم في المعارك.
لم يقع المرزوقي في فتنة القيادة التي انقادت له طائعة، لأن تونس تتمسرح لديه فضاء لا متناهيا من الحب الحارق وشوك النوم في أقبية المعتقلات، فترسم شخصية رئيس الحزب على مقاساتها القيمية.
يشتبك في شخصية المرزوقي مستويان أسطوري وواقعي تشكلا في المناخات الضاغطة للصراع اللحظي مع الاستبداد، ما أنتج شخصية لا تعرف المهادنة، صارمة وجريئة، وذات مقدرة على اسباغ الأهمية على الموضوع الذي يتبناه.
أجاد أحابيل التنظيم ودهاليز السياسة التي غرف من معينها مبكرا، حتى بات قطبا ملهما للنضال الوطني، فكان الاعتقال بالمرصاد بتهمة المعارضة التي يعشق. عرف الرئيس المنصف المرزوقي (66 عاما) بدفاعه المستميت عن حقوق الإنسان، وبمعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطلق بشأنه عبارته الشهيرة "لا يصلح ولا يصلح".
وبفضل سمعة زعيمه وحنكته اجتاز حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) الذي أسسه في 2001 نتيجة لم يتوقعها المحللون، وفاز بـ29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، ليحل ثانيًا بعد حزب النهضة الإسلامي (89 مقعدا).
يشيد الكثيرون بمبدئية المرزوقي وروحه النضالية، لكن بعضهم ينتقد اقترابه في الصيف الماضي من الإسلاميين، في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة أتاحت له تحقيق نتيجة جيدة، إذ لم يسع مثل باقي أحزاب اليسار التونسي، التي منيت بهزيمة انتخابية، إلى استعداء الاسلاميين، مركزًا على إزالة آثار النظام الفاسد السابق.
والمرزوقي بملامحه السمراء ووجهه الذي يعكس وهج الصحراء ونظارتيه اللتين تنشطان خيال رسامي الكاريكاتور، شخصية عنيدة وتملك موهبة مخاطبة الجمهور بجمل موجزة ومعبرة.
والدكتور المرزوقي طبيب وناشط حقوقي ومفكر وكاتب سياسي ولد في 7 تموز(يوليو) 1945 في قرنبالية (30 كلم جنوب شرق العاصمة) لأسرة تتحدر من قبيلة المرازيق في الجنوب التونسي.
وهو حائز على الدكتوراة في الطب من جامعة ستراسبورغ (1973) الفرنسية اختصاص الطب الباطني والطب الوقائي وطب الأعصاب، وحائز على إجازة في علم النفس من كلية العلوم الإنسانية في جامعة السوربون، وتولى تدريس الطب في جامعة ستراسبورغ، وهو أستاذ سابق في قسم الأعصاب في تونس، وأستاذ للطب الحديث في جامعة باريس.
وفي تونس، تولى تدريس الطب في جامعة سوسة (140 كلم جنوب شرق العاصمة) من 1981 إلى 2000. وفي 1995 منع من أي بحث علمي وفي العام 2000 طرد من كلية الطب بسوسة.
عرف المرزوقي بنضاله الحقوقي، وانضم في 1980 إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وأصبح رئيسها في 1989. في 1993 أحيل على القضاء إثر تأسيسه جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين، وفي 1994 خلع من رئاسة الرابطة فرد على ذلك بالترشح لرئاسة الجمهورية.
ووضع في آذار(مارس) 1994 في السجن الانفرادي لمدة أربعة أشهر، وحرم من جواز سفره، وأطلق في تموز(يوليو) إثر حملة وطنية ودولية وتدخل الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا. وفي 1997 أسس مع عدد من المناضلين، بينهم الناشط السوري هيثم مناع، اللجنة العربية لحقوق الإنسان، وترأسها حتى العام 2000.
أعلن المرزوقي أن "المؤتمر من أجل الجمهورية" "حزب مقاومة لا حزب معارضة"، وطالب بإسقاط نظام بن علي بدلاً من السعي إلى إصلاحه، لإيمانه بأنه نظام فاسد غير قابل للإصلاح، فصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عام.
قوبل هذا الحكم بضغوط دولية على الحكومة التونسية، ليرحل المرزوقي بذلك إلى فرنسا، حيث واصل نضاله في المنفى. في العام 2006 عاد إلى تونس من دون موافقة السلطة للدعوة إلى عصيان مدني بهدف إسقاط نظام بن علي، ولكنه رحل إلى فرنسا بعد 5 أيام تعرّض خلالها إلى الترهيب والتضييق الشديد من قبل البوليس السياسي.
والمرزوقي أب لطفلين من طليقته الفرنسية، وقد حصل على العديد من الجوائز الحقوقية وكتب العديد من المؤلفات في السياسة والأدب والطب، منها "الإنسان الحرام" و"إنها الثورة يا مولاي" و"الرحلة" و"حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان" و"في سجن العقل".
المنصف المرزوقي رئيسا يعني أن تونس تسترد روحها، وقرطاج الذي يقطع نهائيا مع الاستبداد بات قصرا لرئاسة لا تحتفي إلا بكرامة الإنسان فتستمد منه إلهامها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدستور الأردنية
مخطط لحصار محافظة بيت لحم عبر الجدار الفاصل
كشف الدكتور جاد اسحاق مدير عام معهد اريج للبحوث الخاصة بالاراضي في تصريحات خاصة بـ»الدستور» مساء امس النقاب عن مخطط إسرائيلي يجري تنفيذه منذ مطلع شهر اب الماضي يكرس حصار محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية عبر جدار الفصل العنصري وجدار من المستوطنات التي تحتوي المحافظة من كافة الجهات وتخنقها.
وقال الدكتور اسحاق لـ(الدستور) «ان مشروع توسيع التجمع الاستيطاني غوش عتصيون في غاية الخطورة يحاول ترسيخ توسيع حدود بلدية القدس لتصبح حدود بلدية القدس الكبرى التي تشمل ثلاث تجمعات استيطانية جديدة وهي بزجات زئيف وغوش عتصيون ومعاليه ادميم.
واوضح جاد وبهذا تكون إسرائيل قد زادت عدد سكان القدس بحيث يصبح الفلسطينيون اقليه لا تتجاوز 15% حسب المخطط الاستيطاني الجديد. وقال انه تمت اضافة 120 ألف مستوطن وحرمان ما يزيد عن 150 الف فلسطيني من القدس. ولفت الى ان هذا يعني ان بيت لحم كمحافظة ستصبح 87% من اراضي محافظة بيت لحم تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال جاد انه تم تهويد محافظة بيت لحم وسلخت عن توأمها التاريخي مدينة القدس. فهناك الجدار العزل يوازية جدار من المستوطنات التي ترسخ العزل والضم لاراضي المحافظة التي عملياً تخضع لعملية توسيع المستوطات بشكل يحضن المحافظة.
وختم ان هذا القرار يعني ان محافظة بيت لحم خسرت 22 الف دونم من اراضيها في القدس وفي غلاف الجدار الفاصل العنصري، مؤكداً ان هذه المساحة الكبيرة هي ضعف مساحة المدن الثلاث بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا مجتمعة.
رئيس الموساد السابق يحذر من تبعات سقوط الأسد
قال رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي أنه من المبكر القول أن إسرائيل ستواجه مرحلة جديدة في سوريا. وأضاف هليفي خلال لقاء مع إذاعة الجيش «إن المرحلة المقبلة في سوريا ليست بالضرورة ستكون باعثة على التفاؤل بالنسبة لإسرائيل من نواحي عدة». وقال هليفي -معقبا على تصريحات وزير الجيش إيهود باراك قبل يومين عندما أكد أن النظام السوري سيزول قريبا وأن زواله يصب في مصلحة إسرائيل-، «حسب رأيي الأهم هو الكيفية التي سيسقط على إثرها النظام السوري وما هي الظروف التي سيسقط فيها فنحن مازلنا نذكر العبر من سقوط القذافي ونهاية نظام حكمه، ويجب أن نتذكر أن سوريا ليست فقط حليفة إيران وأنها دولة تحد إسرائيل بل أيضا سورية لديها قدرات عسكرية غير تقليدية يسيطر عليها الاسد في حال جاءت قوى مثل الاخوان المسلمين كيف سيكون الوضع خاصة وانه لا توجد اتفاقية سلام مع دمشق؟».
وتابع «إن القضايا الأهم والأكبر هي الطريقة التي ستنتهي فيها المواجهة في سوريا وأيضا هل سيكون هناك نظام وانضباط في الميدان بعد سقوط الأسد». ولفت رئيس الموساد السابق إلى أنه في حال انهارت الهيكلية العسكرية للجيش السوري فلا يمكن معرفة ما الذي سيجري على ارض الميدان، ومن سيتحكم بمن وبأي أدوات سيتحكمون ولا احد يعرف إلى أين سيتم تهريب الأسلحة. وقال «أنا أذكركم أن هناك تقارير كثيرة تشير إلى أن أسلحة ليبية متطورة جدا وصلت المنطقة ووصلت إلى مناطق حساسة بالنسبة لنا، وعلى ما يبدو فإن الحديث يدور عن أسلحة غير تقليدية ومتطورة»
وأضاف «أنا أذكركم أيضا أن سوريا تمتلك قدرات صاروخية وأيضا تمتلك صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية والسؤال من سيتحكم بهذه الأسلحة سؤال لا يقل أهمية عن كيفية سقوط النظام السوري ومن سيرثه».
وأشار إلى هليفي إلى أنه رغم كل التوقعات بأن النظام الجديد في سوريا لن يوجه أسلحته فورا تجاه إسرائيل، على ما يبدو فإن هناك مرحلة انتقالية طويلة لن يكون نظام الحكم فيها مستقرا، على حد تعبيره.
وحول قدرة إسرائيل على التدخل لتغيير مسار الأحداث في سوريا، قال هليفي «لا يمكننا أن نقوم بشيء، فهناك المعارضة السورية المدنية التي تعمل خارج سوريا وهناك قوة عسكرية انتفضت ضد النظام السوري وهي على الحدود بين سوريا وتركيا. واعتقد أن تطور الصراع العنيف وتشكيل نوع من القوة العسكرية التي تعمل ضد النظام السوري يعتبر بمثابة معضلة معقدة وليس من قبيل الصدفة أن الولايات المتحدة خافت من هذا الوضع ولا تود أن يسقط النظام السوري بواسطة الثورة المسلحة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبيل الأردنية
"الربيع العربي" يدفع الإسلاميين للتفكير بالسلطة
شعارات "الربيع العربي" التي تنفستها المملكة على مدى 11 شهراً مضت، دفعت الحركة الإسلامية على ما يبدو إلى التفكير جدياً بالوصول للسلطة، عبر حكومة تشكلها الأغلبية البرلمانية.
القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، وهو رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي، لا يتردد في التفكير بصوت عال، حول خيارات وصول الإسلاميين إلى السلطة خلال الفترة القادمة.
يقول في تصريحات لـ"السبيل" إن "أي حزب سياسي لا يتملكه طموح الوصول إلى الحكم، لا داعي لوجوده أو استمراره".
ويضيف أن "الحركة الإسلامية الأردنية لا يوجد لديها أي تردد أو تأجيل أو ارتباك في موقفها من الوصول إلى السلطة؛ فكل حزب أو تيار لديه تحدٍّ حقيقي لتسلم الحكم ضمن الطرق السلمية".
وفي حين تؤكد قيادات إسلامية لـ"السبيل" أن بإمكان الحركة تأمين ما نسبته 40 إلى 50 بالمائة من مقاعد مجلس النواب، في حال أجريت انتخابات نزيهة وفق قانون توافقي، يرى بني ارشيد أن من السابق لأوانه الحديث عن نسب تلك المقاعد.
ويؤكد القيادي الإسلامي، وهو صاحب النفوذ الواسع في الجماعة وفق متابعين لشؤون الحركات الإسلامية، أن الإخوان المسلمين لا يسعون إلى أغلبية مطلقة في أي انتخابات قادمة.
يقول: "نسعى لأن نكون شركاء فاعلون في المشهد السياسي القادم، وفي حال قررنا النزول للانتخابات، سنعمل على تشكيل لائحة وطنية تضم إلى جانب مرشحي الحركة شخصيات نزيهة، نضمن من خلالها أن تشكل الأغلبية النيابية الحكومة، وأن تكون ممثلا لإرادة الشعب".
ويجادل بني ارشيد بأن المملكة "ليست بمعزل عما يشهده الإقليم من ثورات تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد".
ويقول أيضاً إن "الحركة الإسلامية تسعى إلى بناء شراكة حقيقية مع جميع التيارات السياسية والوطنية؛ لتمكن الحكومة القادمة من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ويتم بموجبها توظيف كامل الطاقات دون إقصاء أو احتكار".
ويتابع: "ليس المطلوب أن تكون غالبية الوزراء الجدد من الحركة الإسلامية. لا بد أن تتم الاستفادة من كل الخبرات؛ لنصل جميعاً إلى حكم رشيد".
وحول امتلاك الإسلاميين برنامجاً واقعياً يمكنهم من إدارة شؤون البلاد مستقبلاً؛ يجزم بني ارشيد بأن الحركة "تمتلك برنامجاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بمرجعية إسلامية، كما أن ذلك البرنامج يمتاز بالاستقلالية وعدم الارتهان للخارج".
ويعتقد بني ارشيد أنه من الضروري إعادة النظر بالسياسات الخارجية الخاصة بالمملكة في حال وصل الإسلاميون إلى سدة الحكم عبر حكومة تكون صاحبة الولاية العامة، "سيعاد النظر في المشهد السياسي، كما أن العلاقات الأردنية مع غيرها من الدول بما فيها إسرائيل، ستخضع للمراجعة. سيقول الشعب كلمته فيها من خلال مجلس النواب".
وبخصوص الاتهامات التي باتت توجه للحركات الإسلامية في العالم العربي حول التنسيق والتواصل مع الإدارة الأمريكية؛ يحاجج بني ارشيد بأن الشعوب التي أطلقت الربيع العربي "لم تنسق أبداً مع الأمريكان، ولم تتلقَّ الإسناد منهم". وبرأيه فإن أمريكا "دخلت على خط الثورات متأخراً؛ لتبحث لها عن موقع ضمن المشهد القادم".
وفيما إذا كانت الحركة الإسلامية ستدخل باتصالات مباشرة مع الأمريكان، قال بني ارشيد إن "قراراً محكم الإغلاق يقضي بعدم التواصل مع الكيان الصهيوني، لكن حظر الحوار مع الإدارة الأمريكية قرار قابل للمراجعة في أي لحظة داخل الأطر التنظيمية للحركة".
وينفي الإسلاميون أي تواصل مع الأمريكان منذ عام 2003 عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، حينما صدر قرار ملزم عن أعلى مرجعية تنظيمية في الإخوان - مجلس الشورى - يفرض فيتو على تلك الاتصالات.
ويعتبر بني ارشيد أن "الربيع العربي" بات يشكل "محطة جديدة في التاريخ المعاصر، وانعطافة واسعة باتجاه صعود المشروع العربي النهضوي الإسلامي".
ويرى أن المستفيد الأبرز من الثورات، هي "الشعوب التي بدأت تخط استقلالها وتحررها وانعتاقها من قيود الاستبداد والظلم والتعسف".
ويطالب الإسلاميون بتشكيل حكومة إصلاح وطني لإدارة المرحلة، والإشراف على الانتخابات البلدية والتشريعية، وإجراء تعديلات دستورية تدفع باتجاه تحصين مجلس النواب من الحل، وتشكيل الحكومة من الأغلبية النيابية، علاوة على المطالبة بإعادة النظر في آلية تشكيل مجلس الأعيان أو الاكتفاء بمجلس النواب سلطة تشريعية.
كما أنهم دعوا إلى التقدم بمشروع قانون انتخابي يلبي المطالب الشعبية وفق تعبيرهم، ويستند إلى النظام المختلط الذي يجمع بين القائمة النسبية وانتخاب الدوائر، إضافة إلى تشكيل هيئة عليا مستقلة لإدارة الانتخابات البلدية والبرلمانية والإشراف عليها.
وتشهد المملكة منذ بداية كانون الثاني الماضي احتجاجات شعبية متصاعدة تطالب بإصلاحات اقتصادية وسياسية، ومحاربة للفساد.