يعلون يؤبد الاستيطان
اعلن يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة اقصى اليمين اول امس من مستعمرة غوش عتصيون، المقامة على اراضي القدس الشرقية، إن الاستيطان موجود للابد. واننا (حكومة إسرائيل) سنواصل الاستيطان في الخليل وغيرها!؟ تصريح بوغي ، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاستراتيجية ليس جديدا، ولكن إعادة تأكيده الآن يشير الى ان حكومة اقصى اليمين الصهيوني مستمرة في تنفيذ خيارها الاستعماري على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الاراضي المفترض ان تقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وهو ما يعني مباشرة إسقاط خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67. كما ان تصريح القائد الاسرائيلي يأتي عشية توجه القيادة الفلسطينية لطلب العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية، وهو ما يعني، الرفض الاسرائيلي المطلق لحصول الفلسطينيين على ابسط حقوقهم حتى ولو كانت معنوية . وإصرارهم على المضي في توسيع مشروعهم الكولونيالي التوسعي على حساب مصالح الشعب الفلسطيني.
فضلا عن ان تصريح وزير الشؤون الاستراتيجية، يصب في إطار الحملة المعادية للقيادة السياسية الفلسطينية، وتشديد الخناق عليها من خلال إفقادها الامل بتحقيق الحد الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني. كما انه يأتي في سياق صب الزيت على نيران السخط الشعبي الفلسطيني نتيجة الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على مصالحهم اليومية والعليا، وحرمانهم من ابسط الحقوق السياسية والاقتصادية والحقوقية والثقافية والدينية. وكأن لسان حال يعلون ورئيس وزرائه ووزير خارجية حكومته وغيرهم ، ليخرج الفلسطينيين الى الشوارع ، ويعلنوا انتفاضتهم، لنتمكن من تحمليهم المسؤولية عما ستؤول اليه الامور، ونؤبد الاستيطان الاستعماري، ونتابع عملية التطهير العرقي.
تصريحات وبيانات القيادات الاسرائيلية الصهيونية عميقة الدلالة في عنصريتها وعدوانيتها ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني لا تخشى ردود الفعل العربية او الدولية. لا بل أن القيادات الصهيونية تعتقد جازمة ، ان الولايات المتحدة تقف دون تردد الى جانبهم، وتقف خلف مواقفهم، وتناصرهم على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية. ليس هذا فحسب، انما الادارة الاميركية واركانها والحزب الجمهوري وكل مكونات صناع القرار في اميركا تدعم دون تردد المواقف السياسات الاسرائيلية، وتحارب مصالح الشعب الفلسطيني وتضغط على القيادة الفلسطينية. وباقي الاقطاب كالاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي وغيرهم ، مازالوا حتى الان غير قادرين على اتخذ مواقف متناقضة مع الرؤية الاميركية.
الرد الفلسطيني من الواجب ان يكون جليا من خلال اولا التقدم الشجاع نحو المصالحة الوطنية، والكف عن التحريض الحمساوي الاسود ضد القيادة الشرعية وخصوصا ضد الرئيس ابو مازن؛ وثانيا تفعيل المقاومة الشعبية بما يشعر القيادات الاسرائيلية والعربية والعالمية، ان الشعب الفلسطيني كفيل باعادة الاعتبار لمصالحه الوطنية واهدافه المشروعة؛ وثالثا وحث جامعة الدول العربية على اتخاذ مواقف تتناسب مع اللحظة السياسية، والرد بقوة على وقاحة وعدوانية القيادات الاسرائيلية، وايضا الزام الدول العربية لدفع التزاماتها المالية للسلطة الوطنية ، لتتمكن من مواجهة التحديات الصهيونية الخطيرة، التي تهدد المشروع الوطني برمته.
ورابعا توجيه رسائل من القيادة الفلسطينية للقيادة الاسرائيلية وقيادات العالم وخاصة الادارة الاميركية ومطالبتها بموقف واضح وجدي لوقف مثل تلك التصريحات، فضلا عن ايقاف الاعمال العدوانية من مصادرة وتهويد للاراضي والبناء عليها وغيرها من الجرائم، لبعث الامل في خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67. وهناك ردود كثيرة وواقعية وعملية يمكن لها ان ترد على يعلون وليبرمان ونتنياهو وباراك ويشاي ، الامر الذي يفرض على القيادة إعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني ، واشتقاق برنامج عمل يخدم التوجهات الوطنية.