أسطول الصمود العالمي يقرر التجمع قرب مالطا قبل الإبحار نحو غزة

زمن برس، فلسطين: أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، أن سفن أسطول الصمود العالمي سيتم جمعها قرب مالطا كي تبحر معاً في البحر المتوسط باتجاه شواطئ غزة. وقالت اللجنة في بيان: "أبحرت سفن أسطول الصمود العالمي، التي يزيد عددها على 50 سفينة، بشكل متتابع ابتداءً من مساء الأحد" الماضي.
ولفتت إلى أن الإبحار حصل من "عدد من الموانئ في كل من تونس وإيطاليا واليونان وليبيا". وتابعت: "بالإضافة إلى السفن الإسبانية، التي أبحرت من ميناء برشلونة في مطلع الشهر الجاري ثم توقفت عدة أيام في موانئ تونس لأسباب فنية وتنظيمية قبل معاودة الإبحار من ميناء بنزرت، شمال تونس".
ومن المقرر أن يتم جمع سفن الأسطول في نقطة التقاء قريبة من مالطا لتبحر معاً باتجاه شواطئ غزة"، وفقاً للبيان، دون تحديد موعد. وأضافت اللجنة: "تحمل السفن على متنها كميات من مواد الإغاثة والأدوية وحليب الأطفال، ومئات من المتضامنين من أكثر من 40 دولة".
وأفادت بأن "منهم عدداً كبيراً من النشطاء والمتضامنين العرب وعشرات من الشخصيات العامة والنواب والأطباء ورموز المجتمع من دول شمال أفريقيا". ويضم الأسطول أيضاً "عشرات من المشاركين من ماليزيا وتركيا ودول من كل قارات العالم"، بحسب البيان. وزادت اللجنة أنه "من المتوقع أن يشكل هذا الأسطول، بما يحمل من تجربة جديدة من حيث الضخامة والتنوع، نقطة تحول في عمل المجموعات التضامنية المعنية بكسر الحصار البحري عن غزة".
وهذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن معا نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 عاماً. وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية، القرصنة ضد سفن متضامين سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ويهدف المشاركون في أسطول الصمود إلى "كسر الحصار، وإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة والتهجير ضد أهلنا في غزة، وسيدشّنون ممراً للإغاثة وإيصال المساعدات وأسباب الحياة لغزة"، وفقاً للبيان.
ومنذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده. وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، ولا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
وطالبت اللجنة بـ"حماية دولية للمتضامنين والنشطاء الذين يشاركون في هذه المهمة الإنسانية، التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات وأسباب الحياة لمن يتعرضون للإبادة والتهجير". كما طالبت اللجنة "الدول التي لها رعايا على متن هذه السفن بالتدخل لتسهيل مهمتها وتوصيل المساعدات التي تحملها لغزة"، وأكدت أن أي محاولة للاعتداء على السفن والنشطاء تعتبر "جريمة كبرى، ومخالفة للقانون الدولي، الذي يمنع دولة الاحتلال من الاعتداء على السفن السلمية والإنسانية في أعالي البحار وفي المياه الدولية". ودعا زاهر بيراوي رئيس اللجنة إلى "أن تظل كل الأنظار مركزة على غزة وما يجري فيها من إبادة وتدمير وتهجير وأن يظل الإعلام مسلطا على فضح تلك الجرائم". وتابع "وإذ ندعو لمتابعة مسار السفن فإن هذا ينبع من محاولتها وقف هذه المأساة وهو ما يعطيها أهميتها ولا ينبغي بذات الوقت إغفال ما يجري في غزة فهي أصل القصة وما فيها".
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت 64 ألفاً و964 شهيداً و165 ألفاً و312 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينياً، بينهم 146 طفلاً.