السلاح والدم والعشائر
في البداية هذا ليس الوقت المناسب للغوص والتطرق والاشارة الى هذا الحديث المتطرف والرجعي. وهناك من القضايا والمواضيع ما هو اكثر اهمية بالنسبة لنا كمواطنين نعيش في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية .لكن ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر وما سيحدث في المستقبل .هو شي مخيف ومرتبك ولربما مرعب لنا كشباب ويدق ناقوس الخطر لدينا . السلاح والدم والعشائر هو ليس عنوان او شعار لمناسبة او مسلسل او لقصيدة .هذا عنوان مفخخ وملغم وخطير ولربما هو فلتنان بطريقة عشائرية . الدم يعني فيها القتل مقابل القتل ولا يسقط القتل الا بالقتل والحق لا يأخذ الا بقوة الذراع والعشيرة . والسلاح كذلك ليس اقل اهمية في معادلة العشائر من يملك القوة والجبروت والعدد والعدة والعائلة المالكة او المحترمة او الضخمة هي من تملك السلاح وكثرة السلاح هي المعيار للمقارنة بين هذه العائلة وتلك العشيرة.
والعشائر التي اعتقد انها بقيت متواجدة ومتشبثة يهذا الاسم وهذا اللقب الكبير في محافظة الخليل . وهذا ليس عيب . لكن المعيب هنا عند الحديث عن العشيرة التي يكن لها ابنائها القدسية والولاء والتبعية اكثر من النظام او الدولة . بحيث قد تكون هي مصدر التشريع وايضا مصدر السلطة . لست مغرما بالتطرق لهكذا امور او فتح هكذا ملفات .لكن اليوم ومع اشتداد وتر العنصرية وعصب العائلية في فلسطين وعلى وجه الخصوص في محافظة الخليل .
منذ فترة وجيزة جلست بيني وبين نفسي اقلب في الصفحات القديمة فيما يتعلق في بلدي وقريتي الوادعة بين جبال الوطن الساكنة في خاصرة الخليل .استوقفني شئ غريب وهو أن القرية تعيش تهدئة فيما بين اهلها منذ العام 2008 دون حدوث اي مشكلة او اي دم وكأنني ابشر تلك القرية برحيل هذه الاسطوانات المشروخة عن سمع سكانها .لكنني اخطأت الظن والتقدير.حين ذهبت مخيلتي الى هذا التفكير العقيم عندما ايقنت ان تلك التهدئة هشة وعلى صفيح ساخن قد ينفجر وبالفعل لم يتأخر الانفجار . قرأت عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتل احد ابناء تلك البلدة . ليعيدني الى قاعدة الحسابات الخاسرة لكن لا وجب في هذا الا ان نترحم على روحة الطاهرة المغدورة وفيها ايضا ان نرجوا الصبر ونطلب السلوان لعائلته على هذا المصاب الجلل بفقدان عزيزا وغالي .
لكن ارادة الله هي العليا . هنا تعود البلدة الى المربع الاول الا وهومربع العائلات والعشائر وغابة السلاح و التسليح العشوائي الذي يجري تحت نار هادئه بدعم وبمباركة من المحتل واجهزته التي تبتسم وتسعد لهكذا اخبار وهكذا فتن ومشاكل في داخل المجتمع الواحد والعائلة الواحدة والبيت الواحد .في الفنرة المنصرمة . كانت المشاكل والدموم والعصبيات القبلية والعشائرية هي حديث الناس .وفي تلك المرحلة كانت السلطة الفلسطينية واجهزتها طريدة الاحتلال .
الذي حول قدراتها ومقارها الى خراب ودمار .حتى يتسنى له ان يرى مجتمعا مفكك ينقض فيه القوي على الضيف وهذا ما حصل . لكن اليوم الامر اختلف في كل بلد قانون وكل الناس تستضل بضل القانون من جنين شمالا الى قطاع غزة جنوبا .ولا ضير في ذ لك اليوم تلتفت يمينا وشمالا ترى اجهزة امنية ومقرات عسكرية والكثير من المميزات التي يتمتع بها الكادر الامني في الاراضي الفلسطينية وفي الاونه الاخيره ترى ان الاراضي الفلسطينية باستثناء قطاع غزة لوضها المختلف اصبحت واحة الامن والامان وما زالت الخليل ترى في سمنفونية العائلة والعشيرة اجمل شي يطيب سماعه . وهذا خطا فادح . لذا على السلطة والعائلات والمواطنين والكل المجتمعي ان يكونوا عنوانا للقانون عنوانا للمصالحة الذاتية ... ان يقتلوا القوانين العائلية البالية في مهدها وهي تتمرد على قوانين وسلطة الدولة وتزعزع كيانا هو ليس مكتمل وقائم الى حد اللحظة .
اذنا هذه البلدة الطيب اهلها تعيش على شفا حفرة من النار وبين من... بين اناس هم اهل واقارب وابناء عمومة .كانوا ولا زالوا اكبر من الصغائر هم ملح اذنا وسكرها ..لكن الدم له اللعنه والفتنه قد استيقضت ...واصبحت البلدة والمناصب تؤخد وتسقط فقط بالدم بعيدا عن العمل الديمقراطي والانتخابي . كاي شاب وكاي انسان واعي ومدرك لتلك المرحلة الصعبة التي هي بمثابة مرحلة الولادة العسيره قد تكون الحلم الذي يراود شعبنا منذ الازل الا وهو حلم التحرر والحرية.بما ان السلطة هي راعية هذه المحافظة وهذه البلدة فلا بد وأن تكون كلمتها العليا فوق كل الكلام والتنظير والتبجيل والتفخيم الذي لا يؤدي الا الى خراب البيوت ودمار وتففك الاسر والعائلات وتقسيم البلد الى احياء منعزلة ...
السلاح والدم والعشائرية هي خناجر مسمومه في خاصرتنا كشباب وكجيل يعي ويعلم ويدرك ان المحبة والاخوة والتاخي والرحمة والعدل والانسانية والتسامح هي اقرب الطرق واقصرها للوصول الى الحل وحماية تلك المحافظة والبلدة من الدم و القتل و الثأر. . انصفوا الدم وادفعوا الدية واتقوا الله ولا تسلكوا طريق الشر لانها موحلة وفيها من الدماء والعناء الكثير . اجعلوا المحكمة صاحب الشأن والسلطة . وجففوا منابع التحريض الرخيص والعنصرية الباتئسة .فسلاح العائلات سلاح عاهر لا يمت للطهر بصلة هو سلاح دموم وهلاك .
هو سلاح عربدة وعرض للعضلات وليس سلاح شريف . تذكروا دوما اننا في فلسطين وفلسطين تحت حراب المحتل الذي يبارك هكذا اعمال ونحن لسنا في جبال صعدة ولا في محافظات اليمن نحن محتلون وقضيتنا ترواح مكانهاااا . واخر الحديث ارحمو بلدتكم وكونوا يدا واحدة واجعلوا منها واحة للوحدة والتأخي لتكن مثلا يقتدا به في التسامح والاخلاق والعفوا والصفح. ولا تجعلوا الدم والسلاح والعشائر مصدر الفخر بل اجعلوها ثلاثية زائفة قد تأخذ البلدة والمحافظة الى الهلاك وقد تفتح علينا ابوابا لا يعلم فيها الا الله .