الرئيس الأوكراني يقر بمسؤوليته عما يحدث في بلاده

أوكرانيا: أقرّ الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، بمسؤوليته اليوم الثلاثاء، عن كل ما يحدث في بلاده، وسط تواصل الاحتجاجات في العاصمة كييف على قرار الحكومة المفاجئ بعدم إبرام اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن يانوكوفيتش، قوله خلال اجتماع "الطاولة المستديرة" الذي شارك فيه الرؤساء الأوكرانيون السابقون الثلاثة ليونيد كرافتشوك، وليونيد كوتشما، وفيكتور يوشينكو، "أقرّ بمسؤوليتي عن كل ما يحدث" في البلاد.

واضاف "أحاول دائماَ ألا أكون منحازاً في أحكامي"، مؤكداً ان المسألة مسألة مبدأ بالنسبة إليه.

وأشار إلى أن كييف تعتزم تحديد موقفها من شروط توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قبل مارس/آذار المقبل، مضيفاً "كلفنا الحكومة بأن تعمل على ذلك، وتقوم بإشراك العدد اللازم من الخبراء"، لافتاً إلى أن "القمة التالية ستعقد في آذار/مارس وعلينا إنجاز هذا العمل قبل ذلك الموعد".

وقال الرئيس الأوكراني إن قطاع الزراعة كان من شأنه أن يكون الأكثر تضرراً في حال توقيع اتفاقية الشراكة بشكلها المطروح على قمة فيلنيوس في الشهر الماضي، مشيراً إلى أن أوكرانيا عليها أن تفهم الشروط لفتح سوقها أمام الاتحاد الأوروبي، وعلى أي شيء ستحصل في المقابل.

وتوقع أن يتوجه وفد أوكراني برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي أربوزوف، الأربعاء القادم الى بروكسل ، حيث ستبدأ أعمال فريق مشترك بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد يانوكوفيتش أن النهج نحو التكامل مع أوروبا بقي دون تغيير، وقال "لقد قلت غير مرة إن الهدف الإستراتيجي لبرنامج حزب الأقاليم تمثل منذ العام 1997 بالسعي إلى اندماج أوكرانيا في المجال الأوروبي"، فيما أشار كذلك الى ضرورة تسوية قضية أسعار الغاز في العلاقات مع روسيا، مشدداً على أن أوكرانيا غير قادرة على دفع ثمن الغاز الحالي.

وقال إن سعر الغاز الروسي لأوكرانيا أعلى من الأسعار الأوروبية بأكثر من 200 دولار، وبالتالي بلغت خسائر أوكرانيا أكثر من 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية، وأضاف أن "روسيا وافقت على مناقشة هذا الموضوع، لأنها ستواجه مشاكل أيضاً في حال فقدان السوق الأوكرانية".

وتطرق يانوكوفيتش الى الأوضاع الميدانية في بلاده بعد التراجع عن توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وقال إنه طلب من النائب العام فيكتور بشونكا إيجاد إمكانية لإطلاق سراح المحتجين المعتقلين الذين لم يرتكبوا أي انتهاكات خطيرة، داعياً إلى "طي هذه الصفحة المحزنة بأسرع ما يمكن وعدم السماح بتكرار ذلك".

وتتواصل الاحتجاجات في العاصمة الأوكرانية على قرار أوكرانيا المفاجئ عدم إبرام شراكة مع الاتحاد الأوروبي، حيث تطوّرت لتطالب بإسقاط حكومة نيكولاي آزاروف، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

ويواصل المحتجون محاصرة مبنى الحكومة الأوكرانية وقطع جميع الطرق المؤدية إليه، فيما تشير المعارضة إلى أن السلطات الأوكرانية قد حاصرت ميدان الاستقلال وسط كييف، وتستعد لفض اعتصامات المعارضة بالقوة.

وكانت أوكرانيا علقت التوقيع على اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي، وعلّلت بأن هذا القرار جاء من منطلق الأولوية في تطوير التعاون مع الجارة روسيا ودول الاتحاد الجمركي (روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا).

حرره: 
ع.ن