لص جزائري تبحث عنه كل أوروبا ..يسطو ويهرب من السجون على طريقة أفلام هوليود

بارس: عاد الحديث مجددا بفرنسا نهاية الأسبوع الماضي عن رضوان فايد، وهو فرنسي من أصل جزائري ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بأشهر قضايا السطو المسلح والفرار من السجون على الطريقة الهوليودية.

فصاحب الـ 40 ربيعا، هرب أول أمس السبت من سجن "سيكيدين" بالقرب من مدينة ليل شمال فرنسا حيث كان مسجونا لاتهامه بالمشاركة في عملية سطو عام 2010 أودت بحياة شرطية في الـ 26 من عمرها. اتهام رفضه المعني بالأمر مرارا، كما قال تقرير لفرنسا 24.

وأكد رضوان فايد في مناسبات عديدة شغفه بالأدب والسينما وأنه استلهم طريقة السطو من الأفلام البوليسية. ويبدو أنه استلهم منها أيضا طريقة فراره ، وهذا ما كان عليه الحال نهاية الأسبوع عندما فاجأ أربعة من حراس السجن بسلاح ناري، فجر بعدها عدة أبواب باستخدام متفجرات، ليأخذ أربعة حراس كرهائن أفرج عنهم فيما بعد، وهو يرتدي زي أحد الحراس..

واستخدم فايد في عملية الفرار سيارة عثرت عليها الشرطة محروقة ويرجح أنه أتلفها ليمحو أي أثر وراءه، ليستعمل سيارة ثانية لمواصلة طريقه برفقة شريك له.

ويعد رضوان فايد الرجل الأول المطلوب في أوروبا بعد أن أصدر قاض أوروبي مذكرة توقيف أوروبية بحقه في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة الفرنسية البحث عنه بكل الوسائل.

و"هيت" للمخرج ميكايل مان هو فيلم رضوان فايد المفضل، ويلعب فيه آل باشينو دور شرطي يطارد "روبيرت دي نيرو" في دور اللص الذي احترف عملية السطو بواسطة المتفجرات. وطبق فايد سيناريو الفيلم بصفة شبه "حرفية" لتنفيذ إحدى عمليات السطو.

ويبدو أن السينما ليست مركز الاهتمام الوحيد لدى فايد الذي ذاع صيته بعد أن نشر في 2009 سيرة ذاتية بعنوان "لص. من الأحياء الشعبية إلى اللصوصية". وتناول في الكتاب نشأته في أحد الأحياء الفقيرة في ضاحية باريسية وتحوله إلى الإجرام. وأكد فايد في كتابه أنه تاب وتخلى نهائيا عن اللصوصية، ويلقب الشرطيون فايد بـ "الكاتب" منذ صدور كتابه. لكنه سريعا ما خيب ظنهم إذ يعتقد العديد منهم أنه العقل المدبر لعملية السطو عام 2010. ووقع فايد مجددا بين أيدي الشرطة في 2011 بعد أن اغتنم إفراجا مشروطا عنه ولم يعد إلى السجن الذي احتجز فيه في قضايا أخرى.

ورجحت بعض المصادر في الشرطة إن زوجة فايد هي التي زودته بالمتفجرات خلال إحدى زياراتها له في السجن. وفي كل الحالات يجمع مسؤولون أمنيون على أن العملية محكمة التدبير.

 وأثارت القضية ضجة كبيرة في أوساط نقابات السجون في فرنسا وفي صفوف المعارضة التي طالبت باستقالة وزيرة العدل كريستيان توبيرا.

ونقلت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية عن رفاق سجن فايد أنه كان يطلب منهم مساعدته في توفير قطع من السلاح والمواد المتفجرة، الأمر الذي ساهم في ربط صلة بينه وبين أوساط الجريمة المنظمة. لكن فايد بدد شكوك الإدارة في نواياه للهرب عبر اعتماده سلوكا مثاليا.

وسبق لفايد أن هرب إلى الجزائر في 1997 ليفلت من العقاب في فرنسا في قضية سطو مسلح ثم عاد ليقضي في السجن 10 سنوات من أصل 30. كما تذكر بعض المصادر أن فايد سافر إلى إسرائيل بعد أول سرقة له، وقضى فيها 3 سنوات تلقى فيها تدريبات من قبل أحد العسكريين السابقين في الجيش الإسرائيلي.

 

حرره: 
ا.ش