السير خلال النوم حالة عابرة

برلين: يرفض أطباء علم النفس في ألمانيا تسمية من يمشي خلال النوم بالمريض، بل يعتبرون ذلك حالة عابرة، وتختفي في وقت من الأوقات.

ففي نصف الليل ينهض النائمون ويتجولون في المنزل، وتكون نظراتهم حادة ومركزة نحو الأمام، بعدها يعودون إلى السرير، وكأن شيئًا لم يحدث، واذا ما سئلوا في اليوم التالي عن ذلك لا يتذكرون شيئًا، حتى إن بعضهم يصاب بالغضب، لأنه يشعر بالإهانة. والملفت أن الرجال أكثر إصابة بهذه الحالة من النساء، وثبت علميًا أنه حتى ستة في المائة من الأطفال يعانون ظاهرة المشي خلال النوم.

تقول دكتورة علم النفس هالديغارت مولر فوغت من هانوفر: لقد أهمل الطب هذه الظاهرة التي تسمى sumnambulation، أي السرنمة (السير نومًا) لسنوات، لأنه اعتبرها حالة "عابرة"، لكن بعد تكرار الأحداث، التي تقع لمن يمشي خلال النوم، وبعضها خطر، مثل السقوط من الشرفة أو الخروج من المنزل من دون هدف، أصبح هناك من يحلل هذه الحالات، ويخضع من يمشي ليلاً إلى الفحوصات، لأنها أضيفت إلى قائمة الأمراض النفسية المحددة الزمن.

وتشير أحدث التحليلات لحالة السير خلال النوم حسب الدكتورة مولر غوفت إلى أنها في الغالب غريزية، وتبدأ مع المصاب بها في الفترة الانتقالية من النوم العميق إلى حالة الحلم، فتتحكم بتلك الفترة اضطرابات نفسية، لم يكشف عن أسبابها حتى الآن.

وبعكس النائم العادي، تحدث هذه الحالة في وقت يكون فيه الدماغ نشيطًا، فيؤدي ذلك إلى وضع من اللانوم واللايقظة، فيتحمل الدماغ أكثر من طاقته، وبالنتيجة تبقى الاتصالات مع مركز، تكون الحركة فيه عاملة ونشيطة، فيرسل حوافز عصبية إلى العضلات في الجسم، وفي البداية في الساقين، ثم العينين فتنفتحان، فينهض النائم، ويبدأ بالمشي إلى الأمام، وتحدث هذه الحالة عادة في الثلث الأول من الليل. وقد يكون ذلك ناتجًا من الإرهاق النفسي والعصبي المتواصل.

وهناك حالات كثيرة تحدث عندما يكتمل القمر، لأن من يسير خلال النوم يتجه في سيره إلى الزاوية المنيرة، لأنها واضحة وأسهل للوصول إليها، وهذا قد يدفعه مثلاً إلى الخروج إلى الشرفة، لذا يجب إقفال الباب بإحكام.

وتفسير سعي السائر خلال النوم الى النور يعني ايضا انه يستعين به في توجهه، فهو يستطيع الحركة والمشي، لكنه فاقد التحكم لخط سيره، لانه يسير عبر الغريزة التي لم يتعمق العلماء في البحث فيها. ولا تنصح الطبيبة الالمانية ان يتم ايقاظ السائر خلال النوم بعنف وقوة لانه سوف يستيقظ فجأة ويرى نفسه في وضع غير طبيعي او انه في مكان غير سريره، فتكون ردة فعله خاطئة وقد تكون عنيفة أيضا. لذا يجب ايقاظه بهدوء او الامساك بيده والتوجه به الى السرير كي يواصل النوم.

والملفت ان الكثير ممن يمشي خلال النوم يشعرون بالجوع، وبعضهم يتوجه الى الثلاجة ويأكل ما يجده فيها بغض النظر عما اذا كان يحبه ام لا، حتى انه يأكل الشكولاته بغلافها الورقي، وفي الكثير من الأحيان تنتهي جولته الليلية عند الثلاجة فيتوجه الى السرير.

وعلاج المصاب بالسير خلال النوم معقد جدا، ولانه حالة يقتضي مراقبة صاحبها فقط لانها تختفي في سن معينة تقول الطبيبة ان العناية العائلية هي أفضل علاج طالما ان هذه الحالة ستزول دون ان تترك ايضا تأثيرات سلبية.

إيلاف