500 دولار للمهمّة الواحدة: إيرانيون جنّدوا إسرائيليًا من حيفا للتجسس

زمن برس، فلسطين: أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز "الشاباك"، اليوم الإثنين، عن اعتقال إسرائيليّ من حيفا يُشتبه في ضلوعه بتنفيذ مهام تجسس لصالح إيران مقابل مبالغ ماليّة.
500 دولار مقابل كل مهمّة! اعتقال إسرائيليّ من حيفا بتهمة التجسس لصالح إيران
ووفقًا لبيان مشترك صادر عن الشرطة والشاباك، فإن المعتقل ديميتري كوهين (28 عامًا)، خضع لتحقيق أجرته الوحدة المركزية في لواء الشمال (يمار حوف)، وستُقدّم لائحة اتّهام لتقديم "خطيرة" ضدّه خلال أيام.
وبحسب نتائج التحقيق، يشتبه في أن كوهين نفذ سلسلة مهام استخبارية بتكليف من جهات إيرانية، تضمنت مراقبة وتتبع أشخاص داخل "إسرائيل" والتقاط صور لمنازلهم ومحيطهم، وتوثيق تحرّكات داخل البلاد، ثم إرسالها إلى مشغّليه.
وأضاف البيان أن المشتبه استخدم هاتفًا مخصصًا ومشفّرًا للتواصل مع الطرف الإيراني، وتلقى مقابل كل مهمة مبلغًا يصل إلى 500 دولار على شكل عملات رقمية، ليصل إجمالي ما حصل عليه إلى آلاف الدولارات.
وقال مصدر أمنيّ إسرائيلي مطّلع على القضية -بحسب البيان- إن "هذه الحادثة تندرج ضمن سلسلة محاولات متكررة من قبل جهات معادية، تسعى إلى تجنيد إسرائيليين للقيام بمهام تمسّ بأمن الدولة وسكانها".
وخلال العامين الأخيرين، شهدت "إسرائيل" تصاعدًا ملحوظًا في محاولات إيران تجنيد إسرائيليين لتنفيذ مهام تجسس. وقد أعلن جهاز "الشاباك" عن تفكيك أكثر من 20 محاولة تجنيد منذ حرب أكتوبر 2023، شملت جنودًا في الخدمة، ومهندسين، ومهاجرين من أصول روسية وإيرانية، وأشخاصًا من خلفيات متطرفة دينيًا.
وقد تنوّعت المهام الموكلة لهم بين تصوير مواقع أمنية، والتخطيط لهجمات، وحرق مركبات، وكتابة شعارات تحريضية، مقابل دفعات مالية وصلت إلى آلاف الدولارات، غالبًا بعملات رقمية.
واتبعت إيران في هذه العمليات أساليب متطورة، أبرزها استخدام تطبيقات مشفّرة، وهويات وهمية، وتقديم نفسها عبر وسطاء كجهات أجنبية غير مرتبطة مباشرة بطهران. وبعض المجندين بادروا هم أنفسهم بالاتصال بطرف إيراني لعرض خدماتهم، كما في حالة مهندس الكهرباء الذي زعم امتلاكه تصريح دخول لمفاعل ديمونا. وأظهرت التحقيقات أن الاتصال يبدأ غالبًا عبر الإنترنت، ثم يتطوّر إلى مهام ميدانية متدرجة، ما يجعل الاكتشاف أكثر تعقيدًا.
ويكشف تحليل هذه القضايا أن الدوافع لا تقتصر على المال، رغم أنه المحرّك الأبرز، بل تشمل أيضًا خلفيات أيديولوجية (مثل حريديين معادين للصهيونية)، وحالات من التهميش الاجتماعي أو البحث عن مغامرة. وقد حذّر الشاباك من أن طهران تركّز على الفئات الهشة داخل المجتمع الإسرائيلي، مستغلة الانقسامات الداخلية والأزمات السياسية، بهدف زعزعة الجبهة الإسرائيلية.