"مأساة اليهود" في الأندلس الجديدة

طنجة: عرض المهرجان الوطني للفيلم بطنجة فيلماً وثائقياً يحمل عنوان "من أجل إشبيلية جديدة" بالفرنسي، و"الأندلس الجديدة" بالعربي، من توقيع الحقوقية اليهودية الكندية من أصول مغربية كاتي وازانا، والفيلم من إنتاج كندي أمريكي إسرائيلي مغربي مشترك، يجسّد ملامح من ذاكرة اليهود المغاربة وعلاقتهم التي لا تنقطع مع موطنهم الأصلي المغرب.

هذا وقد سلطت كاتي وازانا بعدسة كاميرتها الضوء على مأساة الهجرة اليهودية من المغرب إلى إسرائيل، معتمدة في ذلك على ذكرياتها الخاصة والموروث الثقافي اليهودي في المغرب لتنبش في ذاكرة اليهود المغاربة الذين أنهكهم الحنين.

وصورت وازنا الفيلم بحواضر الصويرة وتطوان وأكادير والدار البيضاء، وبمناطق أخرى معزولة عن المدن، حيث التقت مع رموز الطائفة اليهودية، وفئات من اليهود المغاربة عبروا عن مدى ارتباطهم بالهوية المغربية وحنينهم لوطنهم الأصلي، معتبرين المغرب بمثابة أندلس ثانية غادروها تحت ضغط وكالات صهيونية، ويحلمون بالعودة لها والدفن فوق ترابها، على حد تعبير الجوهري.

ونبشت المخرجة في أسرار التعايش بين المسلمين واليهود، عبر تركيز عدستها على مغاربة مسلمين ينتحبون لفراق جيرانهم اليهود، ويهود تمسكوا بوطنهم في وجه حركات الهجرة إلى إسرائيل وغيرها، وكان من بين ما أثار انتباه الحضور صورة تذكارية تؤرخ لجوق موسيقي كان يضم قبل الاستقلال مسلمين ويهوداً كان يحتفظ بها أحد الحرفيين المغاربة الذين عاصروا الحدث.

تجدر الإشارة إلى أن نحو 900 ألف يهودي من أصول مغربية يعيشون داخل إسرائيل معظمهم وصل إليها في أواسط القرن الماضي، وتتميز هذه الجالية المغربية بتماسكها والحفاظ على عاداتها وتقاليدها، إضافة إلى أنها لا تزال تحتفظ باتصالاتها مع الوطن الأم ألا وهو المغرب، ويقوم عدد كبير منهم بزيارة المغرب سنوياً ويهود المغرب هم الأكثر عدداً من بين اليهود الشرقيين في إسرائيل.

زمن برس