القدس العربي 21.1

ضغوط على الجامعة لإحالة ملف سورية لمجلس الامن والأزهر يدعو الحكام العرب للتدخل لحماية الشعب

تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لاحالة الملف السوري الى مجلس الامن مع تسليم المراقبين العرب 'تقريرا حاسما' حول الشهر الاول من مهمتهم في سورية، في الوقت الذي دعت فيه مشيخة الأزهر في مصر، الجمعة، الحُكام العرب إلى اتخاذ إجراءات جادة وفورية لحماية الشعب السوري، والحيلولة دون 'استباحة الآخرين لأرضنا العربية'، كما حثت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' مجلس الامن على فرض عقوبات على دمشق من اجل وقف العنف.

وناشد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في بيان الحُكام العرب 'العمل بجدية من أجل وقف العنف في سورية، والحيلولة دون استباحة الآخرين لأرضنا العربية'.

وأضاف البيان أن 'الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه، يشعر بالانزعاج والحسرة والألم الشديد لاستمرار شلال الدم المتدفق في سورية العزيزة علينا جميعاً، ويتوجه إلى كل الحكام العرب أن يبادروا باتخاذ كل الإجراءات الجادة والفورية التي تحمي دماء الشعب السوري وتعزّز حريته'.

وفي القاهرة، اعلن مسؤول في الجامعة العربية ان رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق اول محمد احمد الدابي سيعود السبت الى القاهرة لتقديم تقريره الثاني، مرجحا 'التمديد لبعثة المراقبين العرب في سورية ومضاعفة عددهم الى نحو 300 مراقب'.

واكد المجلس الوطني السوري الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة في بيان ان رئيسه برهان غليون توجه الى القاهرة الجمعة مع عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وقال البيان انه من المقرر ان يطلب هذا الوفد من الامين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم 'العمل على نقل الملف الى مجلس الامن للحصول على قرار يتيح انشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية'.

من جهتها، حثت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' الجمعة مجلس الامن على فرض عقوبات على دمشق من اجل وقف العنف، داعية الجامعة العربية الى نشر التقرير الذي يتوقع ان يسلمه اليوم رئيس بعثة المراقبين العرب.

كما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا 'لن تسكت امام الفضيحة السورية' ولا يمكن ان تقبل 'بالقمع الوحشي' للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الاسد الذي 'يجر البلاد مباشرة الى الفوضى'.

واكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريه السفير عدنان الخضير ان رئيس بعثة المراقبين العرب 'سيعود السبت الى القاهرة من دمشق لتسليم الامين العام نبيل العربي تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر في مختلف المناطق السوريه التي تشهد اضطرابات واحتجاجات'.

من جانبه اكد مصدر دبلوماسي عربي مسؤول ان 'كل المؤشرات الواردة من دمشق ومن عدد من العواصم العربية بعد التشاور فيما بينها هو ان يتم التمديد لبعثة المراقبين العرب في سورية ومضاعفة عددهم الى نحو 300 مراقب'.

ولم يمنع القمع الذي تمارسه السلطات ضد المحتجين من خروج الاف المتظاهرين تلبية لدعوات جديدة اطلقها ناشطون مطالبون بالديمقراطية الجمعة تحت شعار 'جمعة معتقلي الثورة'.

وقال نشطاء إن ستة اشخاص على الأقل قتلوا في سورية الجمعة وسلمت جثث ستة آخرين لأسرهم، وقال نشطاء إن قوات الأمن منعت إقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد، وهي مهد الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد وذلك للجمعة الخامسة على التوالي.

وتعقب صلاة الجمعة عادة مظاهرات إما لإبداء التأييد للأسد أو للاحتجاج على حكمه.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هناك تواجدا أمنيا كثيفا حول المساجد بمدينة اللاذقية وإن عدة بلدات شهدت إطلاق نيران.

وفي مظاهرة صغيرة مؤيدة للاسد قرب المسجد الأموي في دمشق ردد شبان هتافات التأييد للرئيس السوري.

وقال مجند في الجيش يدعى حسام يونس في التجمع الحاشد انه يتعين على الاسد استخدام 'القوة الكاملة' لسحق المتمردين المسلحين.

واضاف لرويترز ان الجيش يواجه صعوبات هائلة منهم في حمص وحماة، موضحا 'لا نريد اصلاحات.. نريد القضاء على هؤلاء الارهابيين اولا.. يجب ان يتحد الشعب ضدهم'.