فلنشجعهم..

بعد عام مضن من المسابقات والمقابلات والتحضيرات والاستعدادات وبعد جولات طوال من التدريب والتأهيل سيقف في رام الله خلال أيام خمسة عشرة متنافسا فلسطينيا من القدس وغزة والضفة الغربية، بعدما قطع هؤلاء ساعات طويلة من الاعداد وشد الأعصاب.

خمسة عشرة متنافسا ومتنافسة ريادي وريادية تقدمهم احتفالية الإبداع في عامها الثاني تحت مظلة مبادرة فلسطين من أجل عهد جديد، عهد تصبح المعرفة مؤشرا رئيسيا للنجاح وتغدو فيه روح المبادرة رائدة للموقف ودافعا قويا للشباب حتى ترى مشروعاتهم الناشئة النور وحتى تتطور وتزدهر تلك المشروعات كجزء رئيس من منظومة الصمود الوطني والعمل التنموي الأصيل.

خمسة عشرة شابا وشابة ستدق قلوبهم وتحبس أنفاسهم أمام لجنة التحكيم وجمهور المستثمرين بحثا عن رحلة المال والتطور وما يفوقها من رحلة البحث عن الذات الفلسطينية، الذات المبادرة والكفوءة والقادرة على تسخير الحاجة لتنفيذ الاختراع والابتكار بعيدا عن التذلل والمهانة!

خمسة عشرة كوكبا هم نجوم العهد الجديد لفلسطين، عهد يقدر العلم والتقانة والبحث العلمي واقتصاد المعرفة. عهد يكون فيه المؤشر هو ماذا تعرف وماذا تقدم مما تعرف لا من تعرف ولماذا حاجتك بما تعرف؟! عهد نعتمد فيه على عزائم الشباب وحيويتهم وإصرارهم و صبرهم.

نعم خمسة عشرة كوكبا تنافسوا من بين مئة متقدم سيقفون أمام لجنة تحكيم دولية وفلسطينية وبحضور متحدثين متميزيين ونماذج حية لنجاح الفلسطيني في مسيرة الإصرار، ليتم اختيار خمسة منهم ليحصلوا على الدعم المادي المطلوب والتدريب المهني اللازم لتحويل أفكارهم وأحلامهم إلى حقائق واضحة و تطوير ما بزغ من تلك الأفكار وبات يتلمس خطواته الأولى.

نعم شباب وشابات جمعهم الفضول والإصرار ليقفوا مع الساعة الرابعة والنصف في السابع من هذا الشهر في فندق الموفنبيك في رام الله وسط مؤازريهم ومدربيهم ومحبيهم وجمهور مهم من المستثمرين ليعرضوا خيرة أفكارهم وأحلامهم.

هؤلاء هم أبناؤكم وإخوتكم وأملكم ونوركم وطموحكم وحلمكم ومستقبلكم.. وهم من ينتظرون منكم التشجيع والمؤازرة على مبادراتهم ليس تقديرا لروحهم المبادرة فحسب وإنما التزاما منكم بطموحكم وبحلمكم أن تروا فلسطين وقد قدمت نموذجا أبيا في العطاء.

فلنقف معهم التزاما منا بشعورنا ومشاعرنا وانسجاما منا مع رؤيتنا ورغباتنا..

فلنشجعهم لأننا نرى معهم وطنا ينتج معرفة ويصنع نصرا.. هذه المرة بالاعتماد على سواعدنا وعقولنا وما يجمعنا جميعا من عناد وعزيمة!

s.saidam@gmail.com