تشكيك إسلامي بحرية التعبير لدى الغرب
نييورك: احتلت قضية الفيلم المسيء للرسول حيزاً واسعاً من النقاشات والكلمات التي ألقيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشهدت تبايناً بين زعماء الدول الإسلامية وقادة الدول الغربية، تمثلت في تشكيك العالم الإسلامي بحرية التعبير لدى الغرب.
ففي كلماتهم في الأمم المتحدة خلال اليومين الماضيين، اتحد الزعماء المسلمون قائلين إن الغرب يتخفى وراء دفاعه عن حرية التعبير ويتجاهل الحساسيات الثقافية في أعقاب الإهانات الموجهة للإسلام التي أثارت مخاوف من اتساع هوة ثقافية بين الشرق والغرب.
وقال وزير الخارجية التركي "أحمد داودأوغلو" إن الوقت حان لوضع نهاية لحماية الخوف من الإسلام والذي يتخفى في شكل حرية التعبير.
وقال داودأوغلو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة: "للأسف فإن الخوف من الإسلام أصبح أيضاً شكلاً جديداً من أشكال العنصرية مثل معاداة السامية. لم يعد من الممكن التسامح مع ذلك تحت ستار حرية التعبير.
الحرية لا تعني الفوضى". وكان الرئيس المصري محمد مرسي أعرب في كلمته من على المنبر نفسه الأربعاء عن مشاعر مماثلة، وقال إن مصر تحترم حرية التعبير التي لا تستخدم للحض على كراهية أحد. وطالب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بتجريم اهانة الأديان، وقال "يجب على المجتمع الدولي ألا يصبح مراقباً صامتاً ويجب تجريم مثل تلك الأعمال التي تدمر سلام العالم وتعرض الأمن العالمي للخطر من خلال سوء استخدام حرية التعبير".
وتصدر الفيلم المسيء للإسلام جدول أعمال وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي، التي تضم 57 عضواً، الذين التقوا الجمعة.
وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو للصحفيين إن "هذا الحادث يظهر العواقب الوخيمة لإساءة استخدام مبدأ حرية التعبير من جانب وحرية التظاهر من جانب آخر".
على أن معظم المتحدثين الغربيين في الأمم المتحدة دافعوا عن حرية التعبير ولكنهم تفادوا دعوات من جانب زعماء مسلمين لفرض حظر دولي على التجديف.
ورغم إدانته للفيلم دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة عن حرية التعبير، ما أثار غضب بعض هؤلاء الزعماء.
وقال أوباما، في كلمة هيمنت عليها هذه المسألة، إن "أقوى سلاح ضد خطاب الكراهية ليس القمع إنه مزيد من التعبير.. أصوات التسامح التي تحتشد ضد التعصب الديني والتجديف".
وقال "البعض سيجعلنا نعتقد أن حرق مباني السفارات دليل على صدام الحضارات.. يجب ألا نسمح لأنفسنا بأن تضللنا مثل هذه الحجج. هذا ليس صدام حضارات. إنه صدام داخل حضارات. إنه أيضا نضال من أجل روح حركة التغيير في العالم العربي".
يشار إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها بعض الدول العربية والإسلامية على الفيلم المسيء للنبي محمد أسفرت عن مصرع نحو 50 شخصاً، من بينهم السفير الأميركي لدى ليبيا، الذي قتل خلال هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي.
سكاي نيوز
______
س ن