وبحسب التقرير، فإن نتنياهو هو من بادر بالاتصال مع ترامب. وتسلط تفاصيل هذه المكالمة الضوء على تسلسل الأحداث التي رافقت العدوان الإسرائيلي على قطر. ورغم تصريحات البيت الأبيض بأن ترامب أُبلغ من قبل الجيش الأميركي بشأن الهجوم الإسرائيلي، وتصريح الرئيس الأميركي بأنه لم يتلق أي إخطار مسبق من إسرائيل، فإن سبعة مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن نتنياهو أخطر ترامب مسبقًا بالفعل بالهجوم.

وأوضح ثلاثة من هؤلاء المسؤولين أن الإنذار نُقل قبل أن تطلق الطائرات الحربية الإسرائيلية الصواريخ الباليستية التي استهدفت مجمعًا سكنيًا في الدوحة، مؤكدين أنّ الوقت كان كافيًا لإلغاء العملية لو اتُّخذ قرار بذلك.

وأشار التقرير إلى أن الهجوم في الدوحة هزّ العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها قطر، وأثار توترًا بين واشنطن وتل أبيب، وعمّق بشكل ملحوظ الأزمة الإقليمية التي يشهدها الشرق الأوسط منذ السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وذكر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين للقناة 12 أن نتنياهو اتصل بترامب في حدود الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت واشنطن (15:00 بتوقيت القدس). وقد نُشرت التقارير الأولى عن الانفجارات في الدوحة في الساعة 8:51 صباحًا بتوقيت واشنطن (15:51 بتوقيت القدس).

ونُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله: "ترامب كان يعلم بالهجوم قبل إطلاق الصواريخ. جرى أولًا تواصل على المستوى السياسي بين نتنياهو وترامب، ثم عبر قنوات عسكرية. ترامب لم يقل لا".

وأضاف مسؤول آخر أن الولايات المتحدة أُخطرت "مسبقًا" على المستوى السياسي، مضيفًا: "لو أراد ترامب إيقاف ذلك، لفعل. عمليًا، لم يوقف". وشدد على أنّ إسرائيل لم تكن لتُقدم على هذه الخطوة لو كانت تعتقد أن الولايات المتحدة تعارضها.

من جهته، نفى البيت الأبيض أن يكون ترامب قد تحدث مع نتنياهو قبل الهجوم. كما رفض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية التعليق.

وقال مسؤول إسرائيلي ثالث إنه رغم أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا، إلا أن البيت الأبيض يحاول إبعاد نفسه عن العملية. وأضاف: "من جانبنا تقرر مساعدتهم بذلك من أجل علاقات إسرائيل–الولايات المتحدة".

ومنذ الهجوم، شدد نتنياهو على أنّ العملية كانت إسرائيلية بحتة، وأعاد التأكيد على ذلك يوم الإثنين في مؤتمر صحافي بالقدس إلى جانب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو. ونُقل عن مسؤول إسرائيلي رابع قوله: "الأميركيون يمثلون. لقد أبلغناهم بالهجوم".

وأشار مسؤول خامس إلى أنّ إدارة ترامب كانت لها حسابات ومصالح مختلفة جعلتها تختار النأي بنفسها عن العملية. وقال: "يجب التعامل بحذر مع ما يقولونه علنًا". وأضاف مسؤول سادس أن هذه ليست المرة الأولى التي "تختلق فيها إدارة ترامب روايات" حول محادثاتها مع إسرائيل لدوافع سياسية.

وفي ردها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت: "كما صرّح الرئيس ترامب، فقد أطلعه الجيش الأميركي على الهجوم الإسرائيلي ضد قادة حماس في الدوحة، وعلى الفور وجّه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ قطر".

وفي وقت لاحق مساء الإثنين، في رد على التقرير، أصدر مكتب نتنياهو بيانا باللغة الإنجليزية جاء فيه أن "رواية البيت الأبيض للأحداث صحيحة"، مشددا على أن الهجوم ضد قادة حماس في الدوحة كان "عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل"، وأضاف أن إسرائيل "هي التي بادرت إليها ونفذتها وتتحمل كامل المسؤولية عنها".