اجتماع 'الرباعية' والأزمة التفاوضية

shabeeb

مساعٍ أردنية مشكورة، أخذت في الاعتبار المصالح الفلسطينية والإقليمية على حدٍّ سواء، جرى اجتماع 'الرباعية' في عمّان، وبحضور وزير الخارجية الأردني.

لم يستقبل هذا اللقاء بترحيب كبير من لدن الشعب الفلسطيني، ولم يبد الطرفان الرئيسان: فلسطين وإسرائيل تفاؤلهما بهذا اللقاء. سبق لهذين الطرفين أن تفاوضا طويلاً منذ 1993، وحتى وصول نتنياهو سدة الحكم، ومنذ ذلك توقفت المفاوضات، على ضوء تنامي الاستيطان على نحوٍ هدّد الوحدة الجغرافية للضفة الغربية، ما أدى إلى جعل وقف الاستيطان لازمة من لوازم استئناف المفاوضات، انسجاماً مع روح المفاوضات والمرجعيات الدولية لها.

توقفت المفاوضات طويلاً، ولم تنجح 'الرباعية' باستئناف المفاوضات، غير الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاحتكام لمقررات الشرعية الدولية. وبذات الوقت استشرى الاستيطان، خاصة في مدينة القدس وما حولها. يأتي الآن، اجتماع 'الرباعية' بعد غياب طويل، عبر محاولة جديدة لاستئناف المفاوضات.

ليس خفياً أن 'الرباعية' حلّت منذ تأسيسها محل الشرعية الدولية، وبالتالي فإن الأطراف المشاركة فيها، يرون في إخفاق جهودها، إخفاقاً للجهد الدولي في حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

لم يتمخّض عن اللقاء، إعلان واضح في رسم ملامح المستقبل القريب للمفاوضات، بل نتج عنه تبادل وجهات نظر، إسرائيلية وفلسطينية على حد سواء.

ما قاله الفلسطينيون، سبق وأن قالوه رسمياً وعبر أعلى المستويات، لا مفاوضات دون وقف الاستيطان وتحديد مرجعيات التفاوض.

ما أعلنه أطراف 'الرباعية'، أن ثمة دراسة للورقتين الإسرائيلية والفلسطينية، ستجري عبر 'الرباعية' من جهة، ومن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من جهة أخرى.

ستجري هذه الدراسة خلال أسابيع قادمة، وبعدها ستجتمع 'الرباعية' بحضور الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وبذلك يصبح موعد الإعلان عن فشل 'الرباعية' أو نجاحها، مرهونا بما سيحدث عبر لقاءات قادمة، قد يطول أمدها.

هل يمكننا القول: إن ما جرى وسيجري هو استئناف للمفاوضات بشكل آخر؟! بالقطع لا. ما يمكننا قوله في هذا السياق: إن ثمة بحثا دوليا، يجري عبر 'الرباعية'، وبحضور الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لإيجاد مخرج ملائم للأطراف جميعاً، وفي المقدم منها 'الرباعية' ذاتها.

هنالك نقاط جوهرية، لا يمكن للمفاوضات تجاوزها، بأية حال، وفي المقدم منها وقف الاستيطان، يأتي ذلك في وقت تلتزم فيه حكومة نتنياهو ببرنامجها، الذي نالت الثقة على أساسه من الكنيست.

ما سيتحكم في عملية الأخذ والرد عبر 'الرباعية'، وفي ظل أجوائها، اعتبارات واحتمالات شتى، لا ترتبط بما هو فلسطيني وإسرائيلي فحسب، بل هو أوسع من ذلك بكثير، فالمنطقة حُبلى باحتمالات ومفاجآت شتى!