الدلافين ستدافع عن مضيق هرمز

واشنطن: لن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في العالم إلى عدتها وعتادها، لكي تواجه تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمُز، إذا ما اشتدت وطأة الخلافات بين الطرفين حول برنامج إيران النووي.

إغلاق هرمُز سيتم وفقا لتوقعات جهابذة التحليل العسكري من خلال ألغام بحرية متنوعة تزرع العشرات أو المئات منها في عرض المضيق الممتد على طول 54 كيلومتراً بين إيران وعُمان، بهدف منع السفن والناقلات من العبور.

وسيلعب حيوان الدولفين دور كاسح الألغام في هذه الحالة، وهو بالنسبة للبحرية الأمريكية ليس بالشيء الجديد إذ تم استخدامه منذ 50 عاما تقريبا، لمقدرته على تطهير المضيق من الألغام في أسبوعين على أكثر تقدير.

ووفقا للأدميرال الأمريكي تيم كيتنغ الذي تولى قيادة الأسطول الخامس يوم عبرت قطع منه الخليج العربي زمن غزو العراق قبل 8 سنوات؛ فإن بإمكان إيران إقفال هرمز بسرعة وبأرخص ما يمكن، عبر إلقاء القليل من الألغام فيه كما قال.

وقال كيتنغ في مقابلة إذاعية، إن مجرد زرع الألغام في المضيق هو إعلان حالة حرب واضحة، وإن أفضل حل لاكتشاف مواقعها بسرعة يكمن في دلافين ذات قدرات مذهلة ومدربة على القيام بذلك.

واستخدمت البحرية الأمريكية في حربها على العراق دلافين من نوع "ذو المنقار القنيني"، وتم تدريبهما في قاعدة عسكرية في خليج سانتياغو بكاليفورنيا على رصد الألغام.

والسبب في استخدام الدلافين هي حساسيتها العالية، فلها رادار تتعرف بواسطته إلى ما يحيط بها من موجودات، فتميز الطبيعي من الاصطناعي بلمح البصر، عبر بثها لإشارات صوتية بالمئات في الثانية الواحدة، فيرتد الصدى إليها عاكسا نوعية الأجواء من حولها، تماما كما يفعل الخفاش، حتى إنها تميز الصخرة في قاع البحر من اللغم، وهو ما تفشل به أدق أجهزة الاستشعار.

ويتم استخدام الدولفين بتزويده بجهاز استشعار وبكاميرا على رأسه تكشف عن المكان الذي يتحرك فيه، ثم يتم إنزاله إلى الماء معصوب العينين، وبدقائق يكتشف حتى ولو قطعة معدنية صغيرة، أو أي قطعة معدنية حجمها أقل من 10 سنتيمترات وبعيدة عنه 90 مترا كمعدل، لذلك يصفونه بكاسح للألغام لا يقدر بثمن، لأنه يتصرف كالكلب البوليسي في تعقب المجرمين.

وكان استخدام الدلافين بدأ بشكل خاص بعد 10 سنوات من خطة وضعها الجيش الأمريكي في خمسينات القرن الماضي ووزعها على جميع مراكز البحث في الولايات المتحدة، مرفقة ببرامج لدراسة ثدييات بحرية معينة ومدى إمكانية استخدام بعض خصائصها الحسية، فأبدت البحرية اهتماماً خاصا بها ورصدت لها موازنة خاصة للبحث والتجارب.

وفي الستينات تم تأسيس قاعدة بحرية خاصة نالت اهتمام علماء الأحياء والبيطرة، لاحتوائها على مختبرات للأحياء المائية في سانتياغو بكاليفورنيا، كما في قناة بنما وجزر هاواي، ومن الاختبار تبين أن للدلفين وأسد البحر والفقمة قدرة على تنفيذ عمليات هامة للأسطول الحربي.

مما يمكن للدلفين وأسد البحر والفقمة أن تفعله حين تحويلها الى كائنات "انتحارية" هو تدمير الغواصات والسفن والبواخر والناقلات، إضافة الى تفجير معدات هيدروليكية وفنية في الأنهار، وحراسة بعض المناطق والسفن من عمليات التخريب المعادية، وزرع الألغام، ومساعدة الضفادع البشرية أثناء تنفيذ أعمال متفرقة تحت الماء، حتى وإنقاذ المشرفين على الغرق.

العربية