المصالحة تعود للمربع الأول

 

غزة: اتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية وحركة فتح يوم أمس بوضع مخطط مسبق لإخراجها من 'المشهد السياسي'، من خلال إجراء انتخابات في أجواء 'غير صحية'، وقالت ان هذا هو ما دفعها لتعليق عملية تسجيل الناخبين بغزة، فيما رفضت فتح هذه المبررات، وأعلنت أن القرار 'مخيبا للآمال' ولا يحمل مبررات واقعية. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، ومندوبها في لجنة الانتخابات خلال لقاء مع عدد من الصحافيين بغزة أن حركته تريد إتمام عملية المصالحة الداخلية، وإنهاء حالة الانقسام، لكنه اتهم في ذات الوقت حركة فتح بأنها لم تطبق أيا من بنود المصالحة، التي قال انها تتعامل معها بـ'انتقائية ووفق مصلحتها'.

وكان أبو زهري يشرح في هذا اللقاء أسباب تعليق حركة حماس عملية تسجيل الناخبين بشكل مؤقت في غزة، والتي كانت مقررة أمس الثلاثاء. وأكد على 'وجود مخطط لإخراج حماس من المشهد السياسي، أعد بشكل مسبق'، لكنه أكد أن هذا الأمر 'لن يتم'. وقدم المسؤول في حماس شرحا للدوافع التي عملت على دفعت حركته تعليق عملية تسجيل الناخبين، وقال ان هذه الدوافع تتمثل في ثلاث نقاط، وهي 'الوضع في الضفة'، لافتاً إلى استمرار عمليات الاعتقال السياسي والملاحقة ضد أنصار حماس، وقدم كتيبا تضمن أسماء المعتقلين السياسيين، وتواريخ اعتقالهم، حيث بلغ عددهم 582 معتقلاً، وقال أن بعضهم اعتقل من قبل الاحتلال عقب أفراج أجهزة الأمن الفلسطينية عنهم، وبعضهم اعتقل من قبل أجهزة الأمن بعد إفراج الاحتلال عنهم بأيام.

واتهم الأجهزة الأمنية بعدم الالتزام بقرارات عملية المصالحة، وأنها 'عملت على تفجير الأوضاع'، لافتا إلى أن أعضاء حماس لم يتمكنوا من التسجيل في عملية الانتخابات بسبب ما اسماه 'القمع الأمني' في الضفة. وقال ان الدافع الثاني كان بسبب 'تجاوز السلطة لاتفاق الرزمة'، حيث شرح الأمر بالقول ان السلطة وحركة فتح فقط تريدان إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، دون إجراء انتخابات المجلس الوطني، وإنهاء ملف الحريات، بحسب اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. وتحدث عن تأكيد الرئيس محمود عباس بأن عملية تشكيل حكومة التوافق التي سيرأسها مرتبطة بالاتفاق على موعد إجراء الانتخابات، وقال أبو زهري ان هذا الأمر لم يرد في اتفاق القاهرة ولا إعلان الدوحة، وأضاف 'عملية الانتخابات تحتاج لحكومة وحدة أولاً تحضر لهذه الانتخابات بحسب الاتفاقيات'.

وأشار إلى أن حركة حماس سجلت العديد من النقاط السلبية على عمل لجنة الانتخابات في غزة، من خلال عملية التوظيف، وتسجيل المؤسسات الأهلية التي ستراقب عملها خلال تحديث السجل الانتخابي. وأشار إلى أن حركة حماس بسبب هذه الأمور 'اتخذت هذا القرار الاضطراري' بتعليق عمل لجنة الانتخابات بشكل مؤقت، واتهم حركة فتح بالتهرب من استحقاقات المصالحة، وقال ان خطوة حماس تعد 'مؤقتة' وانه إذا ما شهدت الظروف تحسناً بما يضمن نزاهة عملية الانتخابات، فسوف تسمح مجددا للجنة الانتخابات بمباشرة عملها من جديد، مشيراً كذلك إلى أن حماس 'لا تخشى الانتخابات'.

وكان من المقرر أن تفتح اليوم الثلاثاء 256 مركزا لتسجيل الناخبين، قبل أن تعلن حماس عن تعليق عمل اللجنة، وكانت لجنة الانتخابات المركزية بدأت عملها نهاية شهر ايار (مايو) الماضي في قطاع غزة، لأول مرة منذ الانقسام الداخلي، الذي أعقب سيطرة حماس على القطاع. ولم يتبق على إنهائها عملها بالكامل سوى أسبوعين، مخصصين لبدء ذهاب موظفيها إلى المدارس وفتح مكاتب تسجيل للناخبين. وأعادت الخلافات الجديدة بين فتح وحماس عملية المصالحة التي شهدت الشهر الماضي تقدماً بسيطا بتبادل حركتي فتح وحماس قوائم بأسماء مقترحة لوزراء حكومة التوافق، إلى المربع الأول.

واعتبرت حركة فتح، قرار حماس بـ 'المفاجأة وغير المبررة'، وقالت انه يعلق عملية المصالحة، وقال فايز أبو عيطة المتحدث باسم فتح أن القرار 'مخيب للآمال'، مشيراً إلى أن مبررات حماس 'غير واقعية'. إلى ذلك، قال المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة هشام كحيل أن سياسة اللجنة تقضي بعدم الرد على أي تصريحات تصدر عن جهة سياسية. لكنه أكد على أن جميع الفصائل الفلسطينية شاركت اللجنة التي أبلغتهم بسياسة تعيين الموظفين. وأشار كحيل إلى أن مجموع ما تم تعيينه وفق الإعلانات التي صدرت حسب إجراءات اللجنة كان 61 موظفا في المناطق الانتخابية، لافتاً إلى أن العدد الكبير الذي يبلغ 512 موظف تسجيل، للعمل في مراكز التسجيل الـ 256 المنتشرة في أنحاء قطاع غزة تم اختيارهم من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة التي تديرها حماس.

وذكر أن هذا الأمر جرى وفق اتفاقية خاصة وقعت مع الوزارة لهذا الغرض، مضيفاً 'بالتالي فأن العدد الكبير من الموظفين والذين سيقومون بالعمل الميداني وتسجيل الناخبين هم ليسوا من اختيارنا وإنما من اختيار وزارة التربية والتعليم'. وأشار إلى أن هذه الوظائف هي 'وظائف مؤقتة، وضمن عقود مؤقتة توقع مع العاملين في فترة تحديث سجل الناخبين'. ونفى كحيل وجود أي تزامن بين عملية تسجيل الناخبين في غزة والضفة، على اعتبار أن تحديث التسجيل في الضفة الغربية مكتمل، وقال ان لجنة الانتخابات تنوي تحديث التسجيل في الضفة الغربية بطريقة مختلفة.

القدس العربي

________

آ ج