هل يصنع السودانيون ثورة عربية جديدة؟
الخرطوم: تصاعدت في الأيام الأربعة الأخيرة موجة الاحتجاجات الشعبية في السودان ضد الفقر وارتفاع الأسعار، طارحة بوادر ثورة قد تُلحق الرئيس السوداني، عمر البشير، بقائمة الرؤساء العرب المخلوعين.
فبعد أن أعلن البشير، الاثنين، إن الحكومة ستلغي تدريجيًا الدعم عن الوقود وتقلص عدد موظفي القطاع العام وتزيد الضرائب على السلع الاستهلاكية والبنوك والواردات لسد العجز في الميزانية، بدأت مجموعات طلابية بتنظيم مظاهرات في محاولة للحؤول دون تطبيق هذه الخطط.
وارتفع سقف الشعارات التي رفعها المتظاهرون، وجلّهم من الطلبة الجامعيين، في الأيام الأخيرة من المطالبات الاقتصادية إلى "إسقاط النظام". وامتدت المظاهرات خلال 72 ساعة، لتشمل جامعة أم درمان الأهلية، وبعض كليات جامعة السودان، إضافة إلى أحياء الكلاكلة وكوبر والصبابي والمنشية وميدان جاكسون، وذلك في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان بحسب ناشطين، علاوة على مدينتي شندي شمال البلاد، وكسلا شرقها.
وقال ناشطون وشاهدان ان قوات مكافحة الشغب التي هاجمت متظاهرين بالهراوات أغلقت، اليوم، طريقًا رئيسيًا وطاردت عشرات الطلاب في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم، وعلقت في الأجواء رائحة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته باتجاههم.
كما أفاد ناشطين بإنهم شاهدوا مدنيين مسلحين بالسيوف وقضبان الحديد والسواطير يشاركون في قمع المحتجين، وتحدث هؤلاء أيضاً عن إصابات واعتقالات وسط المتظاهرين.
وأصدرت الشرطة السودانية من ناحيتها بياناً دعت فيه المواطنين إلى تفويت الفرصة على الداعين إلى البلبلة، معتبرة أن المظاهرات محدودة للغاية.
وشهد السودان ارتفاعا في أسعار الغذاء وتراجعا في قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام واقتطع ذلك نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط الذي يلعب دورا حيويًا في الاقتصاد.
________
د ع