قلق اسرائيل يطلق عتادها العسكري
رام الله-زمن برس: أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الصادرة اليوم أن الجيش الإسرئيلي نشر عشرات الدبابات على الحدود المصرية، الأمر الذي أثار مخاوف أطراف سياسية عدة اعتبرت ما قامت به اسرائيل خرق لاتفاقية كامب ديفيد المبرمة عام 1979.
الخبير العسكري اللبناني العميد أمين حطيط أشار بدوره في حديث مع وكالة "زمن برس" إلى أن اسرائيل اليوم تراقب الوضع في مصر منذ ان انطلقت الشرارة الاولى بالحراك الشعبي، بحذر وقلق شديد، مراهنةً رهاناً كبيراً على السعي الامريكي باتجاه مصر لاحتواء هذا الحراك وحصر الشأن الداخلي دون ان تمس العلاقة مع اسرائيل باتفاقية كامب ديفيد.
وقال حطيط: "ما توقعته اسرائيل نظرا لما تداولته في صحافتها مؤخرا من مسألة عودة النظام باشخاص جدد متمثلة باحمد شفيق- آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع حسني مبارك- بات أمراً مسلماً به بأن يكون شفيق الكنز الاستراتيجي البديل لحسني مبارك. هذا الامر وارد رغم ان النتائج النهائية لم تعلن بعد، ولكن الارهاصات الاولى تقول بأن مرشح الاخوان المسلمين هو الذي يتقدم حتى الآن."
وقال حطيط إن عملية اسرائيل العسكرية قد تكون نوعية لانها غير مسبوقة منذ عام 82، مشيرا إلى أنها تقوم بنوع من الضغط على المسؤول العسكري في مصر كرسالة مفادها أن اي متغير على الحدود المصرية تفوقه عمليات عسكرية وتتقدم عليه.
واسترسل بالقول: "رغم التصميمات التي صدرت عن الإخوان بأن المستقبل لن يشهد مساً باتفاقية كامب ديفيد، إلا أن قلق اسرائيل يكمن من علمها بان المنطلقات العقائدية للإخوان لا تسمح لهم بالسير في نفس النهج الذي كان قائما في عهد حسني مبارك و لابد من اجراء متغير ما.
" وأشار الخبير العسكري إلى ضبابية المشهد القادم من حيث تعامل الإخوان المسلمين مع اسرائيل في حال تولت رئاسة مصر.
وقال لزمن برس: "إن المظاهر الرئاسية ومواقف المرشح لأي رئاسة تتطبق تماما عندما يصل الى سدة الحكم، وفي حالة الإخوان فإن تطبيق العقائدية ربما سيواجه اصطدام بعقبات تحتم عليهم صياغة جديدة واختبار المسار الممكن."
وأضاف حطيط: " الإخوان المسلمين فوجئوا في الوضع الذي وضعوا به، فهم لايستطيعون الانطلاق بشكل جذري مع عقائدهم السابقة، لذا فهم يعيشون في وضع الاضطراب بين ما يشدهم الى عقيدتهم والتي تدفعهم الى المواجهة وما بين يشدهم الى الواقع."
وفي سياق آخر قال الخبير العسكري إن وصول الاخوان المسلمين الى تولي رئاسة مصر تزامنا مع سيطرة حماس على قطاع غزة، يفرض على الطرفين ايقاع آخر، فمن جهة لا تستطيع حكومة الإخوان ان تمارس على حماس ما مارسه المخلوع مبارك، ومن جهة أخرى لا تستطيع ان تذهب بعيدا في دعمها لحركة حماس."
وأضاف حطيط أن حركة الاخوان المسلمين في علاقتهم مع حماس من ناحية واسرائيل وكامب ديفيد من ناحية أخرى لن تجد طرقا معبدة او مفروشة بالسجاد والورود، فمع كل مقطع هناك مأزق ينبغي لها ان تعرف كيف تعامل معه بحكمة.
وختم بالقول: "اسرائيل لن تسمح ان يكتمل التبدل الاستراتيجي بشكل كامل وتجد نفسها قد خسرت كل شيء اسرائيل، ستقوم بتدبير او سلوك يحد من الاندفاعة المصرية ويحدد المسار لصالحها."
ــــــــــــــــــ
ي ف