طوبى لمن لم ينتش من الوطن إلا حُبَهُ‎

هلا حبيبي د. عمر عبد الشافي /أبو مصطفى ...

أفهمهم جميعا هؤلاء الفاشلين الراقصين على هموم هذا الشعب، الذين أدخلوه في زوايا الحقد، وكانت صفحة معرفته مشوهة منذ سنوات الجاهل والديوث والحاقد والمارق وكل هؤلاء الكالحين. كانوا قبل انتباههم للوطن يركعون للكأس ونساء بارات وشوارع المعسكر الاشتراكي فتعلموا الفهلوة وبيع القيم والعبث في كل شيء وانتقلوا هم ومجرمي عصابات الثورة العابثين بعواصم من مروا إليهم كضيوف فكانوا ثقيلي الدم وفشلوا فكونوا لنا خليطا من أعاجيب الدنيا لا تجمعهم إلا صفة الانتهازية فهم بغير اتزان في حياتهم فكيف سيحررون شعب ..

إنها الكارثة التي بدأت بقصة وطن وانتهت لحضن الماسون وعبادة الدولار الكبير في وقت كان شعبنا في أمس الحاجة لمخلصين متزني الشخصية، فضاع كل شيء. نعم هناك تراجع عن .. عن الحياة في شارع العبث فأصبحنا هكذا تجوز علينا الرحمة واللعنة والهلاك في آن واحد " هذه مفارقة عجيبة " في عصر الديثة( الديوسين) فكان السقوط الكبير ... تحياتي صديقي أبو مصطفى دائما ولن تتغير قيمنا فهي ثابتة على الدوام، ولن تهتز بهؤلاء الجعارين النتنة الرائحة حين تنقلب على ظهورها ..

استعلو القيم في حين ما، رغما عن الانكسار الذي أحدثوه، وهذا هو المنطلق لتواصل فعلنا بعدما طويت موجات وموجات من الزعامات الورق .. وطوبى لمن لم ينتش من الوطن إلا حُبَهُ. كانت عمان وبعدها بيروت وبعدها تونس وبعدها غزة وبعدها رام الله ومازالوا يسخطون التاريخ بجهلهم فأصغروا كل ما كان عال في حياة هذا الشعب، إنهم الصغار بأفعالهم، المستصغرين تاريخيا بنتائج مدرستهم العبيطة، حين لم يفهموا الصراع، فأداروا القضية كما لو كانت حبة بندورة لم يعرفوا تسويقها ففغصوها تحت أقدامهم فنزف الدم أحمر قانيا .. طوبى للشهداء، من علم منهم بالمؤامرة وجهل قادتهم ومن لم يعلم ..

اليوم الفاشلين يمشون عراة فيقول لهم المتأسلم الانجليزي الصياغة، إن المشي عراة محرم .. خذوا عباءتنا واستروا أنفسكم لنبيع سويا أرض فلسطين .. بئس ما فعل ويفعل أولئك وهؤلاء. هذه القيادات وهؤلاء كتاب المشيمة المتكلسة، وإعلاميي الفضيحة الساقطين في اللغة العربية وتجار الهواء في ال NGOs ، وبائعي عرض وأرض فلسطين المتأسلمين والمتعولمين قد جرحوا وجه فلسطين ومازالوا صامدين على خازوق الفهلوة لا يتركون المكان إلا منهارا وتحت أنقاضه تصرخ الثكلى واليتامى والمقعدين وأهلهم المكلومين، فبأي ذنب تنتهك حياتهم وتمزع كرامتهم بين قبائل الهكسوس من أحزاب ومثقفين وكتاب وصحفيين وإعلاميين كما يطلقون على أنفسهم وقادة التخريب في الوطن الحبيب ..

إنهم مجرمي عصر الدولار والكأس والنساء وسقط المدارس وممري كل ما يسيء لهذه الأمة. .. الشيخ السكران بتعدد الزوجات والمفرحات وذاك الديوث المناضل في أرض أبدلها من الاستيطان الإسرائيلي لاستيطان عائلي في رحلة التحرر كما يفهمها هؤلاء المجاهدين والمناضلين التعساء فكانت المأساة الكبرى، فبئس ما فعلوا جميعا.

طوبى لمن لم ينتش من الوطن إلا حُبَهُ.