عيوب جوهرية بقرارات نتنياهو
تل ابيب-زمن برس: خصصت غالبية القنوات الإسرائيلية تغطية خاصة بعدما صدر تقرير مراقب "الدولة" الإسرائيلي ميخائيل ليندنشتراوس ظهر اليوم الأربعاء. تقرير ليندنشتراوس مخصص لتقييم الاداء الاسرائيلي خلال السيطرة الاسرائيلية على أسطول الحرية التركي لكسر الحصار عن غزة والأحداث الدامية التي رافقته في نهاية أيار العام 2010 تضمن انتقادات شديدة لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه ايهود باراك.
وجاء في التقرير: (عملية اتخاذ القرارات من قبل الحكومة الإسرائيلية بشأن الاسطول البحري اكتنفها خلل، فقد كانت قرارات متسرعة وسطحية، وتم إقصاء مجلس الأمن القومي عن هذه المداولات، ولم تتطرق القيادة السياسية إلى سيناريوهات متطرفة تنبأت بحدوث مواجهة عنيفة بين القوات الإسرائيلية التي اعترضت سفينة "مرمرة" والنشطاء على متنها).
وبحسب القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي فإن التقرير المكون 153 صفحة تضمن نصوصا حمّلت نتنياهو مسؤولية الفشل الإسرائيلي بالتعاطي مع عملية اعتراض الاسطول البحري الامر الذي أدى في النهاية لمقتل تسعة من المتضامنين الاتراك، وتدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا واكد تقرير المراقب الاسرائيلي أن عملية اتخاذ القرارات في هذه القضية والتي قادها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكانت ضمن مسؤوليته شابتها عيوب جوهرية وهامة.
وكشف تقرير المراقب الاسرائيلي أن رئيس الحكومة الاسرائيلية تجاهل تحذيرات وردت من عدة اجهزة امنية وعسكرية، من اهمها ما صدر عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة غابي أشكنازي الذي حذر من مغبة السيطرة على الاسطول التركي لأن ذلك قد يجابه برد فعل عنيف من جانب نشطاء الأسطول. ويؤكد التقرير أن تحذيرات اشكنازي وصلت الى نتنياهو ووزير جيشه على شكل مذكرة عاجلة تضمنت توصية بالعمل على منع انطلاق الأسطول بطرق سياسية، وقبل اتخاذ القرار باعتراض الأسطول بالقوة. ويشير التقرير الى ان رسالة اشكنازي المذكورة لم تحظ بأي رد من نتنياهو وباراك.
وقال المحلل العسكري للقناة الثانية روني دانيل إن أهم ما في التقرير هو اشارته الى أن عملية اتخاذ القرارات لدى رئيس الحكومة تمت من دون عمل جماعي منظم ومنسق وموثق وذلك رغم علم المستوى السياسي الرفيع وقيادة الجيش الإسرائيلي وأجهزة الإستخبارات بأن الأسطول التركي مختلف عن الأساطيل التي سبقته.
بدوره قلل المحلل السياسي للقناة ادوي سيغال من احتمال ان يكون للتقرير تداعيات على شعبية نتنياهو المتصاعدة، واضاف سيغال أن نتائج التقرير من الممكن تشكل مصدر عزاء لبعض منافسي نتنياهو السياسيين لكنهم لن يملكوا أن يوظفوه ضده في المزاودات السياسية، على حد تعبيره.
أ م . آ ج