تسويق زيت الزيتون.... (( 3 ))
استكمالا للموضوع نفسه وحديثنا متواصل عن ايجاد حل لمشكلة زيت الزيتون المتكدس لدى المزارعين وتحديد السعر العادل لبيع الزيت. واكرر مرة ثالثة ما جاء في المقالتين السابقتين ان المشكلة يتم تضخيمها اكبر من حجمها ولكن ركودا مخيفا يسود الموقف وبطبيعة الحال فان المحتاج تسود الدنيا بوجهه عندما يكون بحاجة للنقد ويملك الزيت ولا يجد من يشتريه..... وهذا يتناقض مع المثل المعروف " خلي الزيت في اجراره تا تيجيله اسعاره " .
بالامس زرت مدينة قلقيلية وفي المبنى الجديد للجمعية التعاونية للتسويق الزراعي والري في محافظة قلقيلية الذي نبارك لهم به ونشكر الجهود العظيمة التي بذلت لايجاد صرح تعاوني بهذا الحجم والتنظيم فقد التقينا مجموعة من المزارعين من عدة قرى من المحافظة وزرت بعدها بلدة جيوس و بلدة عزون والتقيت مع المزارعين والتقيت مع اعضاء الجمعيات التعاونية وزرت مقر الاغاثة الزراعية في عزون وفي مكتب المهندس صادق عودة التقينا مع خيرة العارفين لشؤون الزيت في المحافظة والجميع يشكو من ركود عملية البيع والشراء ومن الاسعار وقد افاد احد المزارعين الرئيسيين في بلدة جيوس وهو عضو هيئة ادارية في جمعية جيوس لانتاج الزيت العضوي انه باع كمية من الزيت قبل يومين فقط على سعر 17 شبقل للكيلو الواحد,وباستثناء بلدة كفر قدوم وكفرعبوش فان كميات الزيت الموجودة في المحافظة لا تتجاوز الحد الادنى للموجودة كل عام وهي اقل مما كان متوقعا او ما كنا نحن نتوقعه.
واعطي امثلة من ارض الواقع ان كمية زيت الزيتون التي كانت موجودة في جمعية كفر قدوم الزراعية عند بداية موسم 2011 كانت تتجاوز ال 14 طن بينما هي الان اقل من خمسة اطنان اي انهم باعوا انتاجهم لهذا العام اضافة لما كان موجودا في العام الماضي وايضا جمعية سلفيت فقد كان هناك 20 طن من الزيت في نهاية موسم 2010 بينما لا يوجد لديهم حاليا اي كمية من الزيت .....
وخلاصة الحديث حول هذا الموضوع انه في بداية موسم 2011 كان موجودا في مخازن الشركات والمعاصر والجمعيات والمزارعين كمية من الزيت هي اكثر من المشكلة الموجودة حاليا. والتخوف لان الموسم القادم غير واضح حتى الان ..... فنحن الان نعيش في الايام الحرجة في بعض المناطق لتحديد هوية الموسم القادم مع انه في بعض المناطق اصبحت الامور شبه قطعية اننا ننتظر موسما ممتازا .
نحن على وشك الانتهاء من رسم خطوط عريضة للخطة التسويقية الوطنية التي سنطلقها خلال ايام محدودة لمحاولة فكفكة الازمة وهذه الخطة ستستهدف السوق المحلي والسوق الخارجي والمنظمات غير الحكومية والممولين والمؤسسات الوطنية الكبرى والجمعيات الخيرية في الوطن وفي فلسطين المغتصبة وفي الدول العربية والدول الاسلامية الصديقة وسيشارك في الحملة فريق وطني متطوع من القطاع التعاوني اولا والقطاع الحكومي والقطاع الخاص وسيتسابق المتسابقون لعصر الفكر وتجنيد كل الامكانيات المادية و الاهم من الامكانيات المادية هي العلاقات العامة في الداخل والخارج . ان التكافل والتعاضد مع المزارعين سيكون واضحا كما تعاضد كل الشعب مع القضايا الوطنية الكبرى,ان تعزيز صمود المزارع على ارضه والمحافظة على شجرة زيتونه والاعتناء بها ورفع نسبة مساهمتها في الدخل القومي هو النضال السلمي بحد ذاته وهو الوسيلة لاقتلاع المستوطنين من الاراضي التي اتخذوها مسكنا لهم وموطنا غير قانوني .