سعي لدولة غير عضو

رام الله: أعلن الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير أن القيادة الفلسطينية تجرى اتصالات مع كل 'المجموعات الجيوسياسية' لكسب تأييدها لصالح التصويت لمشروع سيقدم للجمعية العامة للحصول على صفة 'دولة غير عضو'، رافضاً بذلك التهديد الأمريكي بقطع المساعدات التي تتلقاها السلطة، ونفى أن يكون الفلسطينيون قد غيروا من طلباتهم لاستئناف المفاوضات، بالتخلي عن شرط وقف الاستيطان. وقال عريقات ' ان الطلب الفلسطيني الذي قدمه الرئيس محمود عباس في ايلول (سبتمبر) الماضي لمجلس الأمن للحصول على عضوية لدولة فلسطين لا زال مستمرا، وذكر أن الخطة الجديدة تتركز على الذهاب للجمعية العامة، وأضاف 'الذهاب للجمعية العامة لا يتم بتقديم بطلب عضوية، بل يتم بمشروع قرار'.

ويشرح عريقات الذي يرأس طاقم المفاوضات الفلسطيني ان هذا المشروع يتم بطلب رفع تمثيل فلسطين إلى دولة غير عضو كالفاتيكان وكما كانت سويسرا، ويقول ان هذا الأمر في حال تم يعني أن تصبح فلسطين 'دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وتصبح كذلك دولة تحت الاحتلال'.

ويقول عريقات ان هذا الأمر يعني أن حدود الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتغير بالاستيطان الذي يصبح باطلا وغير شرعي، كما حدث مع العديد من الدول التي احتلت خلال الحرب العالمية الثانية. وأوضح عريقات أن تحقيق هذا الأمر يحتاج إلى أن يحصل المشروع هذا على نسبة خمسين زائد واحد من أعضاء الجمعية العامة، وهو أمر سيؤكد أن 'الاحتلال لا يلغي حدود الدولة'.

وكشف عن أن القيادة الفلسطينية تتحرك لبناء أكبر بناء جبهة دولية، بعد أن تم اتخاذ قرار بذلك خلال اجتماع الجامعة العربية، وقال 'نحن على اتصال مع كل مجموعات الجيوسياسية، مع الاتحاد الأوروبي، ودول عدم الانحياز والتعاون الإسلامي وأفريقيا، وأمريكيا اللاتينية لبناء أكبر جبهة ممكنة'.

وكشف عن اتصالات كبيرة تقوم بها السلطة الفلسطينية الآن على مستوى كبير لحشد التأييد لهذا الطلب، وقال ان زيارة الرئيس محمود عباس الأخيرة لفرنسا قبل أيام تأتي في هذا الإطار. وحين سألت 'القدس العربي' عن ما آلت إليه هذه الاتصالات قال المفاوض الفلسطيني ان هناك دعما كاملا من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي، ودول عدم الانحياز، إضافة إلى دعم من بعض الدول الأوروبية. لكنه قال ان موقف أوروبا غير موحد تجاه هذا الأمر، إذ أن هناك دولا تعارض الخطوة، لكنه قال ان القيادة الفلسطينية تجري معها اتصالات لحثها على تغيير موقفها. وأكد أن التصويت على مشروع القرار هذا سيتم حين يتم الانتهاء من كل التحضيرات اللازمة.

وعبر عن أمله في أن تحصل فلسطين على تصويت من 170 من أعضاء الجمعية العامة. ورفض عريقات في ذات الوقت التهديد الأمريكي بقطع المساعدات عن السلطة، وإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، إذا ما تقدمت بطلب من هذا القبيل، مذكراً بقانون في الكونغرس الأمريكي يهدد بوقف المساعدات حال إقدام السلطة على خطوة الحصول على اعتراف بدولة في الأمم المتحدة، وأضاف 'هذا أمر غير مقبول لنا على الإطلاق'.

وكانت الولايات المتحدة أوقفت لأشهر دفع مساعدات مقرة للسلطة الفلسطينية، في أعقاب تقديم الرئيس عباس طلب للحصول على مكانة عضو في الأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر) الماضي، قبل أن تعاود وتستأنف دفع هذه المساعدات من جديد.

القدس العربي

ـــــــــــ

م م