روسيا والصين تعززان توافقهما

بكين: تعهدت الصين وروسيا الاربعاء في بكين بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتحركهما بشكل منسق في موضوع سوريا، مؤكدتين معارضتهما لاي تدخل عسكري اجنبي في هذا البلد وكذلك في ايران، وبتوسيع نفوذهما في افغانستان في سياق انسحاب قوات الحلف الاطلسي.

ووعدت موسكو وبكين اللتان تعتبران الداعمين الاساسيين لنظام دمشق، بتنسيق تحركاتهما بشأن سوريا خصوصا لجهة تطبيق خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي انان. وجاء في البيان المشترك الذي نشر عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى العاصمة الصينية بكين، ان "روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة لتغيير النظام" في هذا البلد.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته محذرا ان مجموعات المعارضة "خارج سوريا تدعو الاسرة الدولية بشكل متزايد الى ضرب نظام الاسد وقلبه"، مضيفا ان "ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن ان يقود المنطقة الى كارثة". واكد بعد محادثات مع القادة الصينيين "اننا نتحرك في اطار التشاور بخصوص مختلف اوضاع الازمات في العالم".

ودعا ايضا الى عقد مؤتمر جديد حول سوريا يضم الدول او الهيئات الدولية التي "تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة" السورية مثل تركيا وايران والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي واعضاء مجلس الامن الدولي. واجرى بوتين محادثات مع رئيس الوزراء وين جياباو ونائب الرئيس شي جينبينغ المرجح لتولي الرئاسة.

واعلن الرئيس الروسي ان "العلاقات بين بلدينا (وهما عضوان دائمان في مجلس الامن الدولي) تشكل عنصرا مهما في العلاقات الدولية والامن الدولي". واضاف "ذلك يتضمن المبادلات بين قطاعاتنا العسكرية. وسنواصل تعاوننا المشترك"، مرحبا ب"نجاح" اول مناورات بحرية صينية روسية جرت مؤخرا في البحر الاصفر.

واكد وين جياباو من ناحيته ان "تعزيز شراكتنا الاستراتيجية تستجيب ليس فقط لمصالح بلدينا الحيوية، بل يكتسي ذلك اهمية اساسية من اجل السلام والاستقرار في العالم". وقد جرت محادثاتهما على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي دعي اليها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس الافغاني حميد كرزاي.

وتعتبر الصين وروسيا القوتين العظميين المحاذيتين لاسيا الوسطى، المنطقة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز. وتضم منظمة شنغهاي للتعاون روسيا والصين واربع جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى هي كازاخستان واوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان.

وايران هي من اربع دول تتمتع بوضع مراقب في منظمة شنغهاي فيما يتوقع ان تنضم افغانستان ايضا بصفة مراقب خلال هذه القمة التي تستمر اعمالها حتى الخميس. ويندرج على جدول اعمال المحادثات على هامش منظمة شنغهاي التي تعتبر بمثابة ثقل مواز للنفوذ الاميركي في آسيا الوسطى، موضوعان ساخنان هما الانسحاب العسكري الدولي من افغانستان والبرنامج النووي الايراني.

واكد الرئيس الصيني هو جينتاو في مقابلة الاربعاء مع صحيفة الشعب الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي الصيني، ان منظمة شنغهاي للتعاون "ستلعب دورا اكبر في عملية اعادة الاعمار السلمية لافغانستان". واوضح ليو ويمين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان "منظمة شنغهاي تملك الخبرة والقدرة الضروريتين في مجال مكافحة الارهاب والمخدرات والجريمة عبر الحدود وكذلك في مجال التنمية الاقتصادية، وهي مستعدة لتعزيز تعاونها مع افغانستان".

أ ف ب

ــــــــــــ م م