إسرائيل تفقد القدرة على الحركة في غزة

زمن برس: قال رئيس جهاز الموساد السابق، إفرايم هليفي، إن جيش الاحتلال يفقد حرية الحركة في قطاع غزة، بسبب التغيرات الحادثة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الثورات في مصر وسوريا، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "تنازل عن سياسته"، وهو يبتعد عن خلق مواجهة مع المقاومة الفلسطينية بغزة، ويفضل التركيز على الملف الإيراني.

وكتب هليفي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت آحرنوت" اليوم، أن الأمور تغيرت إلى الأسوأ على المسار السياسي الاستراتيجي، فمصر بعد مبارك لن تمنح تغطية علنية ولا حتى سرية لعملية رصاص مصبوب ثانية على قطاع غزة، وتركيا ستنظر بشكل مختلف إلى أي عملية إسرائيلية مقبلة، بعد واقعة سفينة "مرمرة".

وأوضح هليفي أن موضوع سوريا يعتبر الأكثر اتساعاً على المسار الدولي، وسيمنع الولايات المتحدة من الوقوف جانباً، كما فعل بوش في نهاية عهده عندما أيد عملية جيش الاحتلال في قطاع غزة. وزيادة على ذلك، فإن إسرائيل تركز على الخيار العسكري اتجاه إيران، وذلك سيصعب عليها أن تخاطر بعملية ضد غزة نحتاج لتركيز جهد مركزي إذا ما أُقرت.

ويضيف هلفي أن عمل نتنياهو في الثلاث سنوات الأخيرة في مسار دمجَ بين خليط من التصريحات الهجومية حول الحاجة للقضاء على "التواجد الإيراني في غزة" من جهة، وإنجاز ملفين مع الفصائل بغزة من جهة أخرى. الملف الأول كان صفقة شاليط والتي أجبرت نتنياهو على تغيير سياسته، "ولا يهم إن كان ذلك من خلال حسابات سياسية أو داخلية أو خارجية، المهم أن نتنياهو قبل شروط ومبادئ المقاومة"، والملف الثاني الخضوع لصفقة إنهاء إضراب الأسرى الأمنيين في السجون الصهيونية.

وكتب هيلفي أنه في أكتوبر عام 2009 قدم باحث حل ضيفاً على معهد واشنطن، بحثاً شرح فيه بشكل كامل ومفصل أداء المقاومة العسكري في قطاع غزة أثناء عملية الرصاص المصبوب. وحسب تقديرات الباحث، فإن المقاومة ستغير طريقة الحرب وقدرات قواتها، وستركز على الحصول على سلاح متطور كصواريخ طويلة المدى، ورؤوس قتالية أكبر وأدق. "وبمرور ثلاث سنوات على توقعات الباحث ها هي تتحقق واحدة تلو الأخرى"، كتب هيلفي.

وفي ذات الشأن تطرق هليفي إلى التقرير الذي قدمه "يورام كوهين" رئيس جهاز الشاباك مؤخراً قائلاً: أن يورام شارك الجمهور في توقعاته وتقديراته بأنه حماس تقترب من القدرة العسكرية لدولة، وذلك في عهد الحكومة الحالية التي يشغل فيها إيهود باراك وزيراً للحرب، والذي كان يشغله زمن عملية الرصاص المصبوب.

كما عرج هليفي على العملية الفدائية التي وقعت في غزة، يوم الجمعة، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي من لواء جولاني على الحدود، موضحاً أن الحادث وحسب شهادة مسؤولين في جيش الاحتلال شهد "ارتفاعاً في مستوى التكنولوجيا وفي أهلية القتال" لدى المقاومين الفلسطينيين.

وقال إنه "في ظل الحزن العميق على فقدان حياة جندي من لواء جولاني، مطلوب من الحكومة والمسؤولين أن يناقشوا عميقاً مغزى هذا الحادث وانعكاساته وكيفية التعامل مع المقاومة في القطاع"، مضيفاً أن هدف عملية الرصاص المصبوب كانت في حينها هي "رفع التهديد من قطاع غزة عن قرى ومدن الجنوب، واليوم واضحاً أن هذا الهدف لم يتحقق ومدى التهديد توسع بل أخذ في التوسع، ويصل الآن الي منطقة غوش دان ولا زالت اليد عاجزة".

د ع