طرد الدبلوماسيين "رد باهت" على الأسد

لندن: قال الكاتب البريطاني البارز باتريك كوكبيرن إنه ليس من مصلحة النظام السوري اقتراف أي فظائع في البلاد مثل مجرزة الحولة، ولكن يبدو أن الأسد لم يعد يحكم السيطرة على قواته، واصفا رد بعض الدول المتمثل بطردها للدبلوماسيين السوريين بأنه رد باهت.

وأشار كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس إلى المجزرة التي شهدتها بلدة الحولة بحمص السورية وعمليات القتل التي واجهها الأطفال هناك قبل أيام. وقال إن غياب أو وجود الدبلوماسيين يعتبر عادة أمرا رمزيا، لكن طرد الدبلوماسيين السوريين من شأنه أن يزيد من عزلة سورية وإضعاف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ليس إسقاطه.

وأضاف ان الأثر الأكثر أهمية لطرد الدبلوماسيين السوريين يتمثل بزرع الشكوك في عقول القادة الروسيين والصينيين والإيرانيين بشأن مقدار الجهد الدبلوماسي الذي يريدون بذله من أجل الاستمرار في حماية الأسد.

كما أشار إلى الانقسامات التي يعانيها نظام الأسد على المستويات المدنية والعسكرية والأمنية، ووجود مجموعات من السلطات المعقدة داخل قيادة البلاد. وأضاف ان طرد الدبلوماسيين السوريين من شأنه تشجيع السوريين وبقية شعوب المنطقة على الاعتقاد بأن الأسد لن يبقى في سدة الحكم لفترة طويلة، وأن تغييرات معينة ستحدث في البلاد.

وأوضح أنه سيصبح من السهل على السعودية وبلدان أخرى تسليح المعارضة السورية، وأنه ربما لن يكون بمقدور روسيا الشعور بالارتياح وهي توصف بأنها الداعم الرئيس لقتلة الأطفال. واختتم بالقول إن خصوم الأسد يأملون أن تشكل مجزرة الحولة نقطة تحول في سورية، ولكن هذا الشأن يبقى غير مؤكد. من جهتها نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن مصادر دبلوماسية غربية قولها "إن الغرب قد يجد نفسه مضطراً للتدخل عسكرياً، في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل منع "الإرهابيين من الاستيلاء على مخزون الجيش السوري من الأسلحة الكيماوية".

وأضافت الصحيفة في تقريرها ان "الحكومات الغربية تشعر بالقلق حيال هذا الأمر إذا فقد نظام الرئيس الأسد السيطرة على الوضع في بلاده، خصوصاً في المناطق التي توجد فيها الأسلحة الكيماوية".

واشارت الصحيفة إلى مجمع السفير العسكري قرب مدينة حلب، حيث يُعتقد بوجود مخزن للأسلحة الكيماوية فيه، إلا أن المنطقة تشهد ازديادا في تنظيم المظاهرات المعارضة للنظام السوري، وضعفاً في سيطرة الجيش السوري عليها.

آ ج