غرق قناة الجزيرة وحريق مجمع فيلاجيو
هذا اليوم مختلف عن بقية الأيام المعهودة في حياتنا والروتين المستمر الذي نعايشة ونحن نتابع الأخبار التي تنقسم ما بين القتل والخوف والدمار .قبل أيام حصلت مجازر مروعة يندى لها الجبين في بلدة الحولة السورية حيث سبح الأطفال الأبرياء مع إشتداد درجات الحرارة في الدماء فكان المشهد لا يختلف في الأخراج عن مشهد مجزرة قانا الاولى والثانية ومجازر غزة وبغداد ولربما المخرج لتلك الجرائم هو نفسة بأيد خفية ووجه جديد . هذا ليس حديثنا بقدر ما هو تهيئة للموضوع .
حين كانت سوريا تتلقى الأسهم والضربات منها ما هو موجع ومنها ما هو غير موجع من كل حدب وصوب كانت قناة الجزيرة القطرية تقف على هرم القنوات العربية والعالمية وفي الطليعة حين كانت تفتح ابوابها لكل المشرعين والمحللين والمنظرين والمعنين بالشأن السوري .حين أصبحت سوريا المادة الدسمة التي تحجز أغلب ساعات الهواء وتغطي كل النشرات والبرامج . كانت الجزيره كالصياد الذي يتنقل بين الأشجار في غابة لا يعرف فيها المسموح من الممنوع والشرعي من غير الشرعي . كان جنود الجزيره وهم كثر على أهبة الاستعداد من كل عواصم العالم من واشنطن ترى التغطية المباشرة ومن نيويورك ومن الزبداني ومن درعا ومن الحدود التركية ومن احياء حماه ومن اسطنبول ولندن ومن كل فج عميق .ينقلون الرسائل الأخبارية والاحداث بما رأى شهود عيانهم المصطنعين في بعض المشاهد والتمثيليات او بما دبلجت ماكينتهم الضخمة في الغرف السوداء .
ظهر هذا اليوم كان الأمر مغايرا حين تناقلت وكالات الانباء العالمية والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي باستثناء قناة الجزيرة خبر الحريق الهائل الذي اندلع في مجمع " فيلاجيو " التجاري الشهير وغطت سحب دخانه سماء العاصمة القطرية الدوحة وادى هذا الحريق الى مصرع 14 طفلا و4 مدرسات ورجلي إطفاء في إحصائية أولية. وهنا نترحم على ارواح الضحايا ونواسي اهاليهم وعائلاتهم وبما انهم قطريون يسكنون دولة قطر العربية وهم اناس قضوا في كارثة انسانية لماذا لم تتناقل قناة الجزيرة الخبر او لم تمر عليه مرور الكرام او حتى الأشارة اليه بصورة ثابته .
لربما يكون دخان الحريق دخل الى استديوهات الجزيره ولهذا لم يتمكن المحررون من تحرير الخبر او عدم وجود اي امكانية للتواصل مع المرالين في الخارج . الجزيرة كانت في يوم ما من الأيام تعتبر مدرسة الأعلام الأولى لنا كعرب وتنين إعلامي ضخم وماكينة إعلامية عريضة يشهد الجميع بتميزها ورقي الخط والنهجج الذي تسير عليه وسلاسة الشعار الراي والراي الاخر الذي تلبسه قلاده على صدر موظفيها . ناهيك على انها امباراطوية الأعلام التي كان لها الفضل في تغيير أنظمة وتحريض شعوبا للتمرد على جلاديها وحكامها .
لكن اليوم حين كان يحترق هذا المجمع كانت الجزيرة تغرق في وحل الخطايا لعدم تطرقها للموضوع وكأن الحال على ما هو علية وكأن الوضع وردي وقنواتها المباشرة التي تبحث عن مواد للهواء لماذا لم تبث ولم تحضر لشرح ما جرى وما جرى هو كارثة وليس إنقلاب او تمرد او ثورة شعبية ضد نظام الدوحة . هل قطر خط احمر أم ان الجزيره ضيوف شرف على تلك الدولة لذا من المعيب خدش حيائها او التطرق الى عيوبها او مشاكلها او حتى الحوادث والكوارث .
وغير ذلك الكثير حين عقد مسئول قطري مؤتمر صحفي في الدوحة لوضع المشاهد والمتابع في صورة ما جرى في المجمع التجاري . كانت قنوات العرب والعجم تبث هذا المؤتمر حتى أن احدى قنوات الأحتلال تطرقت الى الموضوع أما قناة الجزيرة التي لا يبعد عنها مكان الحادث بضع كيلو مترات لم تكن موجوده وهي معذورة في ذلك لأن جميع طواقمها وغرف العمليات وخلايا النحل لا تعشق اقلامها واصابعها إلأ التحرير فيما يخص ويتعلق بسوريا والانتخابات المصرية . عفوا أيتها الماكينه الاعلامية مجمع فلايجو الايطالي التصميم قطري المنشأ قد عطل عجلة المصداقية والشفافية فيما تنشرون وتبثون وتغطون وهو القشة التي كسرت ظهر البعير وأغرقت معها قناة الجزيرة التي سقطت سهوا بخط غير ملون في صفحة من صفحات الاخطاء المتكرره .