جيش الاحتلال يصوغ تصوّره للحرب القادمة
ترجمات زمن برس: كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن جيش الاحتلال يبحث إمكانية تغيير الدور المنوط بمنظومة القبة الحديدية المضادة للصورايخ قصيرة المدى في حال نشوب حرب مستقبلية بحيث تقوم على حماية المواقع الإستراتيجية التابعة للجيش وليس حماية مناطق التجمعات السكانية كما هو حال في أوقات التصعيد الروتينية.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية ومعطف الرياح سجلتا نجاح بنسبة 75% خلال فترات التصعيد الثلاث الأخيرة، حيث تمكن جنود سلاح الجو الذين يشغلون المنظومة من التصدي للصواريخ التي أطلقتها المنظمات الفلسطينية من قطاع غزة صوت التجمعات السكنية الإسرائيلية.
وتظهر معطيات الجيش الإسرائيلي أن خمس أو ربع الصواريخ التي تطلقها القبة الحديدية فشلت في اعتراض أهدافها، حيث سجل خلال شهر أيار الماضي نجاح ثمان من أصل عشر عمليات اعتراض، وفي شهر حزيران سجل من اثنان وعشرونن نجاحا من أصل ثمان وعشرين عملية اعتراض، وفي شهر أكتوبر ثلاث من أصل خمس عمليات.
ووفقا للصحيفة فإن أهم المواضيع التي يدرسها الجيش في هذه الأيام خلال وضعه سيناريو الحرب القادمة وخلال عام 2012، هي دور القبة الحديدية خلال الحرب والذي سيختلف عن جولات التصعيد خلال الحياة الروتينية، ومهمة الحماية الأساسية المنوطة بالجبهة الداخلية والتي ستكون التأمين المستمر والوظيفي للجيش الإسرائيلي والبني التحتية الإستراتجية الخاصة به، والمساعدة في الجهود البرية لتحقيق الانجازات السريعة وتقصير مدة الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله " إن التهديد المركزي المتوقع هو استهداف تجمعات مؤهولة بالسكان مثل غوش دان أو خليج حيفا حيث لا توجد الكمامات الواقية لآلاف السكان، إضافة إلى تعطل عمليات شراء وصيانة هذه الأقنعة، وعملية معالجة هذه المشكلة تحتاج إلى تخصيص ميزانية سنوية بقيمة ربع مليار دولار".
وأشارت الصحيفة الى أن قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية برئاسة اللواء ايال ايزنيبرغ ستقسم إسرائيل خلال أي حرب مقبلة إلى 290 قطاعاً وفي كل قطاع سيشغل إنذار مركزي في حال تعرضه لهجوم بالصواريخ، ويهدف هذا التقسيم إلى عدم تعطيل كافة القطاعات القريبة من المكان المستهد، كما سيبث هذا الإنذار عبر الهواتف النقالة وشاشات التلفاز ومحطات الإذاعة وأجهزة الحاسوب.
وتعيش الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي حالة من القلق تحسبا لوصول رؤوس حربية كيميائية وبيولوجية من المستودعات السورية إلى أيدي منظمة حزب الله وحركة حماس أو منظمات أخرى في وقت لا يملك فيه 40% من سكان إسرائيل كمامات واقية ضد الأسلحة الكيميائية.
ويضع الجيش الاسرائيلي خلال بحث نتائج اندلاع أي حرب مستقبلة نصب عينيه إحصائيات حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006 حيث تعرضت إسرائيل خلال الاثنين والثلاثين يوماً للحرب لأكثر من 400 صاروخ أودت بحياة 43 إسرائيليا.
وتقدر المصادر العسكرية الإسرائيلية سقوط أكثر 600 قتيل إسرائيل في حال نجحت الجيوش والمنظمات المحيطة بإسرائيل في إطلاق أكثر من 60 ألف صاروخ وقذيفة هاون.
واكدت صحيفة هآرتس أن عقيدة الجيش الاسرائيلي تفرض عليه أن يبذل ما بوسعه لانهاء الحرب خلال ايام معدودة قبل أن تطلق زخات الصواريخ صوب التجمعات السكنية الاسرائيلية التي ستلحق اضرار بالغة سواء على صعيد الخسائر البشرية أو على الصعيد الاقتصادي، حيث بلغت الأضرار الناتجة عن حرب عام 2006 نحو 1.6 مليار دولار أي 50 مليون دولار في اليوم الواحد.