العشرون من ايار2007 درس لا ينسى

في العشرين من ايار العام2007، كانت الشرارة التي ادت الى تدمير مخيم نهر البارد وتهجير سكانه الذين يربون على 45 الف لاجئ، كانوا يعيشون في امن وأمان واستقرار، وكان المخيم يشكل عاصمة اقتصادية حتى الى اللبنانيين من طرابلس وعكار. عصابة دخلت المخيم، واستفزت الجيش اللبناني، وفتحت معه معركة استمرت شهورا سقط فيها شهداء فلسطينيين ولبنانيين، ودفع لمخيم حياته ثمنا لمعركة لم يكن للفلسطيني فيها اي ارتباط، او هدف، ولم تكن المعركة في سبيل فلسطين او نصرتها. معركة اقل ما يمكن ان نقول فيها ان الفلسطيني كان الضحية بامتياز ولم يزل، خمسة سنوات وما زال اهل مخيم نهر البارد على وعد اعادة الاعمار، خمسة سنوات من عمر جيل جديد ولد خارج المخيم ينتمي اليه من دون العودة اليه كحالنا نحن اللاجئون الذين ولدنا خارج الوطن وننتمي اليه دون ان نعود اليه. السؤال المحير حتى الان انه اذا كنا نعرف ان الصهيونية والاستعمار البريطاني كانوا السبب في نكبتنا؟ فانه حتى الان لم نعرف من يتحمل مسؤولية نكبة مخيم نهر البارد، وما زالت الجريمة مسجلة ضد مجهول، لا لشيء، سوى ان الضحية هو الفلسطيني.

احد المصادر الغربية ذات العلاقة بالوضع اللبناني ابلغ احد القيادات الفلسطينية، انه حذاري حذاري حذاري ان ينزلق الفلسطيني في المستنقع اللبناني، الذي يشهد تداعيات الازمة السورية، لانه سيكون كبش المحرقة والحلقة الاضعف. وخاصة ان لبنان قادم على تطورات درامتيكية. بعد هذا التحذير، قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل تعليقا على احداث طرابلس، انه لا وجود للقاعدة كهيكل تنظيمي علني، ولكن يوجد اشخاص ينتمون فكريا ونهجا في مناطقنا والمخيمات الفلسطينية ايضا. ثم جاء الاعلان عن فرار السبعة اشخاص المطلوبين للدولة والمتهمين بملفات ارهابية وعلاقات مع قوى اصولية والقاعدة من مخيم عين الحلوة، وتصدر خبرهم كل الاخبار في لبنان المتوتر اصلا. ثم ذكر اسم الفلسطيني عبد اللطيف ابو معيلق الذي سلمته السلطات السورية الى اللبنانية والمتورط بقضية خطف الاستونيين، ومتهم بالخطيط لاغتيال اللواء عباس ابراهيم.

ثم جاءت زيارة احمد جبريل لتخضع للعديد من التفسيرات والتأويلات من زوايا متعددة بحسب الموقف السياسي لكل فريق. 20 ايار 2012 لبنان يشهد اضطرابات خطيرة، وموقفنا الرسمي هو الحياد في لبنان، هذا الموقف الذي ابلغه الرئيس ابو مازن لكل الافرقاء اللبنانيين خلال زياراته المتكررة، كما ردده الاخ عزام الاحمد في لقاءاته الرسمية. لكن الميدان المشتعل، وسيل الاتهامات، والعنوان الفلسطيني السلبي في الاخبار، يستدعي تاكيد المؤكد، وعلى القيادة الفلسطينية، ان لا تكتفي بالتعليق الخجول على الاحداث التي تطال الوضع الفلسطيني في لبنان. وعليها ان تشكل خلية عمل يومي من مرجعية موحدة، تلتقي كل الاطراف اللبنانية، وتوصل لهم رسائل الاطمئنان بالحياد الفلسطيني، والطلب بعدم زجه في اتون الاحداث. كما يتطلب منها ان يكون لها برنامجها وتحركها في اوساط الشعب الفلسطيني، وتشديد الانتماء لفلسطين وحدها وفق الاجندة والثقافة الفلسطينيتين، وان لا تسمح للفكر الاسلاموي المستغل للدين وفلسطين من التوغل في المخيمات، او اتخاذها قاعدة او ملجا له. فيكفينا فكرنا الوطني وقضيتنا الوطنية، وكلنا نؤمن بالله ورسوله ودينه ، ويجب ان نفصل ما بين دين الله، وبعض تجار الدين.

فنحن لسنا بحاجة الى نهر بارد اخر، ولا الى الغرق في وحل الفتنة الداخلية، فالفلسطيني له قضية هي قبلة الجميع، واذا ارادوا الخير لفلسطين، فان الشعب الفلسطيني، يدعوهم الى عدم الاحتكام للسلاح والفوضى، والذهاب الى طاولة الحوار، والحوار وحده يعزز الوحدة الوطنية ويحمي البلاد من التدخلات الخارجية والتآمر على الامة العربية والاسلامية وتفتيت اوطانهم وتقسيم المقسم، لان في وحدتهم و قوتهم نصر للقضبة الفلسطينية.

ايها الفلسطينيون يكفيكم نكبات وازمات، وفروا جهودكم فقط لفلسطين وحق العودة لها، انتبهوا الى داركم وحافظوا عليها، لا يجركم احدن الى مستنقع تشهدون غرقكم به دون مغيث. تمنوا للبنان الذي تحبون كل خير واستقرار وامن، لانكم تحبوه وبينكم الكثير من المصاهرة والنسب مع الجميع، والدم المشترك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ولبنان حين كان تحت الاحتلال الاسرائيلي. وما زال هناك اجزاء من فلسطين ولبنان محتلة تحتاج الى جهودكم حيث العدو الرئيسي.

الكاتب والمفكر احسان الجمل

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني في لبنان