عيد العمال والبطالة

طغى على احتفالات عيد العمال في فلسطين هذا العام طرق باب البطالة بعنف ..... وكأن الامر هو وليد اللحظة او هذه السنة فقط !!!!!!مسئولية من البطالة ؟؟؟ هل هي مسئولية القطاع الحكومي ؟؟ وهل الحكومة ووزارة العمل ملزمة بتشغيل كافة افواج الوافدين الجدد الى سوق العمل سنويا !!!!؟؟؟؟وهل وزارة الشؤون الاجتماعية ملزمة بتوسيع شريحة المستفيدين من المساعدات لتشمل كافة افراد المجتمع العاطلين عن العمل !!!؟؟وهل مسئولية القطاع الخاص المتعثر في مجمله في ايجاد فرص العمل زيادة عن طاقته وتحمله ؟؟؟؟وهل هي مسئولية الفرد نفسه ....

العاطل عن العمل !!؟؟؟لا ابحث عن جواب ... لان جميع الاجوبة صحيحة وهي جزء من كل , ولكن هذا الجزء منقوص وغير كامل ..... سألني بالامس من على اثير احدى المحطات الاذاعية احد الاقتصاديين : (( عدد العاملين في فلسطين يقترب من 300 الف عامل من اصل 600 الف شخص قادرين على العمل !! ما الحل حسب اعتقادك ؟؟ )) كان جوابي فورا : (( الاراضي المزروعة في فلسطين هي اقل من نصف الاراضي الصالحة للزراعة)) .

كنا قبل الاحصاء الزراعي نعتقد ونتحدث دائما عن وجود مليون دونم من الاراضي مزروهة بالزيتون لنجد بعد الاحصاءيات ان مساحة الاراضي المزروعة هي حوالي 700 الف دونم .... كانت مقالتي امس حول الزعتر ... دونم الزعتر الواحد يدخل لصاحبه المزارع ما يزيد عن عشرة الاف شيقل سنويا .... يعني ثلاثة دونمات تدخل للاسرة ما معدله 2500 شيقل شهريا ....

والطلب على الزعتر من اجل التصدير متاح الى درجة لو ان كامل اراضي فلسطين زرعت بالزعتر فانها لا تشكل اي نسبة في السوق العالمي المتزايد على طلب الزعتر للاستخدامات الطبية لهذا الصنف . نحن شعب نعيش تحت احتلال , والاحتلال لن يسمح لاقتصادنا ان يتعافى والاحتلال ساعد في فترة الثمانينات على تسرب الطلبة من المدارس وهم في سن المرحلة الالزامية .... ورماهم عندما اصبحوا اصحاب مسئولية !! عام 2006 نشرت اعلانا في طولكرم للحاجة لثلاثة عمال للعمل في مصنع البان , مئات الطلبات انهالت ومعظم ان لم يكن جميع الطالبين للوظيفة كانوا ممن تركوا المدرسة في الصف السابع او الثامن في فترة كان العمل في اسرائيل يجني صاحبه دخلا اكثر من موظف حكومة ؟؟؟ والاحتلال لن يسمح ان يكون هناك فكر تعاوني يحل مشاكل الاقتصاد كما هو متعارف عليه في كافة انحاء المعمورة .

سوق العمل الخارجي هو احدى الحلول,ولكن لا يجب ان يكون على شكل هجرة.... ولكن السؤال : ((هل خريجونا والبالغ عددهم سنويا 40 الف مؤهلون لكسب وظيفة محترمة في الخارج ؟؟؟ )) اعتقد ان النسبة لا تتجاوز رقما صغيرا مخجل .... العالم حاليا عالم العلوم والتكنولوجيا والديجتال والليزر والنت ولم يعد عالم الادبيات مع احترامنا وتقديرنا لكافة الدراسات دون استثناء . العالم المتحضر علميا يتجه نحو الاستثمار في العلوم التكنولوجية الحديثة ولنعلم ان اسرائيل قد بدأت في وضع خطة عملها لما بعد عام 2015 وهو الاتجاه نحو جيل من العلماء وسيتم التركيز على الاطفال من لحظة الولادة حتى سن الثالثة بالتحديد .... لان عقل الانسان يتم تكوينه كاملا خلال هذه الفترة . خلاصة الحديث في ثلاث : الاولى نحن بحاجة للعودة الى الارض لزيادة الانتاج والثانية العودة الى الارض للقضاء على البطالة وحل مشكلتها والثالثة العودة الى الارض لحمايتها من الاستيطان ومن مطامع المستوطنين فيها .....الارض هي الحل والملاذ !!! والعلم واستخدام التكنولوجيا هي اساس العمل الناجح .