نحو استعادة الصابون النابلسي لمكانته !

بقلم: فياض عبد الكريم فياض
يذكر المرحوم علي نصوح الطاهر في كتابه " شجرة الزيتون " والذي انتهى من تاليفه عام 1943 وتمت طباعته عام 1946 ان انتاج فلسطين من زيت الزيتون عام 1929 كان 5000 طن وان مصانع الصابون في تلك السنة استخدمت 3750 طن من الزيت لصناعة الصابون . وان الصابون النابلسي كان يباع في اسواق مصر والاردن وسوريا .... وان هناك 14 ماركة تجارية كانت تعمل في صناعة الصابون في الضفة الغربية ..
قبل احد عشر عاما .... كلفت الشركة الاسرائيلية لصناعة صابون “777” احد حملة الدكتوراة في التسويق لعمل دراسة ومسح للصابون المستخدم من قبل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية..... النتيجة كانت مذهلة .... ان كمية الصابون من ال 777 التي نستخدمها في الضفة الغربية تحتاج الى زيت زيتون اكثر من انتاجنا في السنة الماسية بامتياز طبعا اذا اردنا استخدام زيت الزيتون الصافي في صناعة الصابون .
نشطت او لنقل استعادت بعض نشاطها قضية صناعة الصابون المنزلي من زيت الزيتون .... هناك اسر واشخاص لم ينقطعوا عن صناعة الصابون في منازلهم ولكن وفي السنوات الاخيرة ومع ظهور صناعة الصابون على طريقة البارد بدل الساخن ... اصبح بالامكان قيام اي شخص صغير ام كبير ذكر ام انثى بالقيام بذلك حتى على مستوى قطعة او قطعتين ... ولكن هذا النوع من الصابون لا يجب استخدامه قبل مرور شهرين على صناعته !!!!! حتى تتم كافة التفاعلات الكيماوية في المنتج .
وظهرت هناك جمعيات تعاونية نسوية تعمل في هذا المجال وبعضها تحول الى شركات خاصة بعد نجاح التسويق .... ولكن ما زالت هذه الصناعة في الجمعيات او في المنازل لم تصل الى الدرجة التجارية المربحة , فهم يعانون من عدم استقرار بيع المنتج او ارتباطه بمشروع ممول من المشاريع التنموية التي تقدمها الدول المانحة مشكورة ....
مما يشعرنا بالتفاؤل تزايد اعداد قوالب الصابون في الجمعيات والتجمعات ... وهذا دليل على الاهتمام المتزايد بصناعة الصابون التي نامل منها ان تكون رادفا لتسويق زيت الزيتون وان تكون ايضا مساعدا في رفع المستوى الصحي لاجسادنا باستخدام هذا الصابون وما يحتويه من عناصر هامة لجلد الانسان وشعره . ولكن هذه الصناعة ما زالت بحاجة ماسة للرقي بالتغليف والشكل ومن هنا ذكرت القوالب لانها تتيح انتاج صابون موحد الحجم والوزن والشكل .... ولكن هناك تزايد في الطلب عليها , ومع ابتكار الصابون السائل فان ذلك يزيد الفرص من زيادة الاستخدام ....