فائض زيت الزيتون
تذبذب كمية الانتاج وكمية الزيت المراد بيعها عاملان مهمان في تحديد اسعار الزيت , والزيت كونه سلعة تجارية فهو تابع للعرض والطلب .....
بداية الموسم كان سعر كيلو الزيت ب 24 شيقل , طبعا نحن لا نتحدث عن اسعار محافظات جنوب الضفة الغربية , الخليل وبيت لحم حيث كان وما زال سعر الكيلو يتجاوز ال 30 شيقل للزيت المنتج من اراضيهم , وايضا لا نتحدث عن محافظة رام الله حيث ايضا اسعار الزيت متفاوتة جدا بين القرى الشرقية والقرى الغربية للمحافظة فان الاسعار ايضا كانت وما زالت اعلى من المتداول.....
نحن نتحدث عن زيت الزيتون الصادر من محافظات شمال الضفة الغربية وهي ستة محافظات هي(سلفيت وقلقيلية وطولكرم ونابلس وطوباس وجنين) في هذه المحافظات يتواجد اكثر من 70 % من زيتون الضفة الغربية والزيت يباع بالكيلو بينما في محافظة رام الله وبيت لحم والخليل البيع هو يالتنكة وهنا ايضا يلعب وزن التنكة عاملا مهما ففي رام الله مثلا في بلدة الطيبة ما زال معيار التنكة هو " 5.5 رطل " اي 16.5 كغم بينما مسخت التنكة في بعض قرى محافظة الخليل الى 13 كغم وتباع على انها تنكة بنفس سعر العبوات الاخرى , هنا يلعب عامل الثقافة دورا هاما جدا . من اجل التسويق قبل الحديث عن الجهة والعروض يجب ان نعرف اولا كمية الزيت المتوفرة والقابلة للبيع ......
حدثني تاجر ثقة ان اشخاصا معروفين من قرية زيتونية من العيار الاول في محافظة نابلس قد الحوا عليه لايجاد حل لمشكلة زيتهم المتكدس وان الحال سيئة للغاية ....
فقام بالتنسيق مع جهة لشراء الزيت وعندما جاء موعد التحميل مضى اسبوع كامل ولم يستطيعوا تامين سيارة حمولتها 4 طن فقط .... وتم شراء زيت القرية كاملا, لمن اراد البيع وبسعر يزيد عن المتداول في السوق بثلاثة شواقل !! هذا المثال يقودني الى السؤال المحوري : كم هي كمية الزيت الموجودة لدى المزارعين والراغبين في بيعها ؟؟
بعد معرفتنا لكمية الزيت الموجودة نستطيع ان نتحدث عن السعر العادل للمزارع لكي يشعر بقيمة شجرة الزيتون وبضرورة استمراره في العناية بها . ونستطيع ان نشكل لجنة من عدة اطراف وليكن مجلس الزيت اذا كان قادرا على ذلك او الاتحادين " الزراعي وعصر الزيتون" بتولي مهمة التنسيق لتصريف كمية الزيت لهذا العام وتنسيق الجهود لاقامة الاتفاقيات طويلة الامد للسنوات القادمة . السوق الداخلي والسوق الاسرائيلي هما اهم من السوق الخارجي من حيث كمية الزيت فالحقيقة انه لو اقتصر ما يباع في السوق الفلسطيني من زيوت على المنتج الفلسطيني ولو استخدمت المطاعم التي تقدم صحن الحمص والفول الزيت الموجود على الموائد زيت زيتون كما يفترض فاقولها جازما لن يكون هناك مشكلة تسويق .