حالـــة سعــار؟

182823_10150090280381819_103552476818_6360053_6720450_n

سنبدأ من غزة، التي تخلو من مستوطنات ثم نكوع الى الضفة، التي تعج بالمستوطنات.. وستجدون أن الطمع والسعار لا يختلف في القطاع عنه في الضفة. كيف؟

إسرائيل، حاملة المنشار الاستيطاني على الطالع والنازل، تريد ان تضم 10% من مساحة الضفة. الضفة حسب قياس نتنياهو تعادل 55 مرة مساحة تل أبيب. هذا يعني ان القضم في الضفة أكبر من مساحة القطاع.

لكن، ما هي المساحة الرسمية للقطاع؟ يقولون 360كم، والقطاع أشبه بزائدة دودية (مصران أعور) في بطن إسرائيل، تخلص منه شارون بعملية جراحية هي أشبه بعملية تجميلية (تحكم بدل الاحتلال).

قبل أوسلو كانت منطقة عازلة أو منطقة حرام تحيط بالقطاع لجهة الشرق والشمال.. ومن ثم؟ أقام الإسرائيليون سياجاً التهم 200 متر من المنطقة العازلة، وضمها الى اسرائيل.

بعد الانتفاضة الثانية صار السياج جداراً فاصلاً-عازلاً، وأعلنت إسرائيل أن الأراضي غرب الجدار الى مسافة 300م منطقة محظورة، تحت تحذير إطلاق النار. هذا يعني حرمان الفلاحين من زراعة في هذا القطاع الضيق، وعلى امتداد 48كم.

هكذا، ما تدعوه إسرائيل "جدار الأمن" صار له غطاء طنجرة هو "أمن الجدار. ومن وراء الجدار تخرج دباباتهم وجرافاتهم لـ"تحلق" الأراضي المزروعة والمشجرة، لتغدو أرضاً يباباً.

ماذا في الضفة؟ قبل أول مستوطنة يهودية في إيلون موريه وسبسطية وقلب الخليل (مبنى الدبوية) التهمت إسرائيل المنطقة العازلة/الحرام في اللطرون الخصيب، وبنت جداراً شرقه أسمته "جدار الأمن" وكل ما هو غربي الجدار غير خاضع للتفاوض، لأنه محشو بالكتل الاستيطانية، وبعضها "زائدة دودية" تمتد 25كم في عمق الضفة مثل "كتلة أرئيل" شمالي سلفيت، تكاد تقسم شمال الضفة (السامرة) قسمين.. ومن ثم فإن توسيع الاستيطان اليهودي في وسط الضفة انطلاقاً من "القدس الموحدة الكبرى" يكاد يقسم جنوب الضفة عن شمالها. أعرف أنها معطيات راهنة، ومعلومات قديمة، لكن طفرة سعار تهويدية جديدة تهدد بإقامة بؤرة سادسة في قلب الخليل.

انطلاقاً من السيطرة على بيت قديم يحلو لهم تسميته "بيت الماكفالا" أي ملحق بالحرم الابراهيمي الذي يسمونه "مغارة الماكفالا" ويدعون أن أباهم/أبانا ابراهيم الخليل اشتراه قبل 4000 سنة، أي قبل خراب الهيكل الأول والثاني (اشتراه لذريته من سارة أو من هاجر..؟)

الحجة الغابرة تذكر بالذريعة الغابرة.. فماذا عن الحجج والذرائع الجارية؟ بعد أن اقترف الجزار/الطبيب غولدشتاين فعلته في الحرم الإبراهيمي، فكر رابين بإخلاء المستوطنة اليهودية في قلب الخليل.. لكن، كانت هناك مناسبة "عيد المساخر" ولا يجوز فيها إخلاء يهود.

الآن، بعد البؤرة السادسة في "بيت الماكفالا" التي ستغدو مشروع مستوطنة، قرر الجيش إخلاء المستوطنين (الذين "اشتروا" البيت عن طريق التدليس والتزوير).. لكن نتنياهو قال: كيف نخليهم ونحن على أبواب "عيد الفصح" اليهودي.. علماً أنه أكثر الأعياد هدوءاً، بحيث يفكر الجيش ألاّ يفرض الإغلاق فيه على الضفة.

.. فإلى قلب القدس، ولصق أبو ديس، حيث قرروا إقامة بؤرة للمستوطنين أسموها "كدمات تسيون" وفي قلب-قلب القدس الشرقية يخططون لإقامة بؤرة حيث كان مقر المفتي في فندق شيبرد، وعن طريق التدليس والوثائق المزورة عبر وسيط ثالث مأجور أو وهمي.

هذا هو "الرد الصهيوني" أو اليهودي، أو التوراتي، أو التوسعي.. أو السعاري على قرار محكمتهم العليا بإخلاء بؤرة "ميغرون" قبل أول آب.. وعندما يأتي آب سيقولون: لا يمكن الإخلاء في ذكرى خراب الهيكل.

هي معركة بيت-بيت، دونم-دونم، تلة-تلة.. وهم يبكون على خرائب مستوطنة "حومش" التي أخلاها شارون في محافظة جنين، وسيحجون الى خرائبها بمناسبة "عيد الفصح" مطالبين بإحيائها من جديد.

ليس لهذا السعار من آخر؟! ومن سيقتل؟ السلام؟ فلسطين؟ إسرائيل؟