من حذر محمد عساف؟ ومن ماذا؟

دبي: غم أنّ "محبوب العرب" محمد عساف لم يكمل عامه الأول في عالم الفن، إلا أنّه منذ إطلالته الأولى في برنامج "أراب آيدول2"، استطاع أن يصبح حديث الناس ويكون نجم العام 2013 بامتياز. ولعلّه حطّم الرقم القياسي بعدد الحفلات التي أحياها رغم أنّه لم يصدر بعد أي ألبوم، وحقق في جولته الأميركية ما عجز عنه كبار الفنانين العرب.

الفنان النجم  أكد في لقاءِ مع مجلة "أنا زهرة" أنّه حتى الآن لا يصدق ما يحصل معه ويردد كثيراً عبارة "الحمد لله. كل ما أنا عليه هو توفيق من الله"، ويؤكد أنّه لم يصب بداء الغرور. ورغم صغر سنه، إلا أنّه يملك الكثير من الأفكار والأمنيات الفنية التي ينوي تحقيقها لكنّه يحتاج إلى "الوقت والصبر والراحة" لأنّ جدوله حافل بالنشاطات والحفلات منذ أن تخرّج من البرنامج.
وعن النجومية التي انتزعها خلال فترة بسيطة يقول عساف "لم أتوقع يوماً ما يحصل معي، فالأمور تسير بسهولة لا أصدّقها. الحمد لله، قدمت جولة في الولايات المتحدة الأميركية ولا أريد أن أمدح نفسي، لكن ما كتب في الإعلام وما قيل لي شيء لا يصدّق. لم يحدث لفنان عربي أن جمع كل هذه الأعداد من الحضور في أميركا".
ويضيف "هذه الأمور حصلت معي في فترة قصيرة، في حين يحتاج آخرون ربما إلى سنوات لتحصل معهم. ولكن الأمر لم يكن سهلاً لأنّها كانت أشهراً من الضغط والعمل والتعب. لكن الحمد لله، مرت على خير".
وحتى الآن، لم يستوعب عساف ما يحصل معه بأن يصل إلى الأمم المتحدة ويلتقي ببان كي مون ويغني في مقر الأمم المتحدة، ويقول "هذه الأمور لم تحصل من قبل مع أي فنان. وعندما أعود إلى نفسي، لا أصدّق وأقول: يا ربي ما الذي يحصل معي؟ أنا انسان مؤمن بربّ العالمين سبحانه وتعالى، وبحكمته في تغيير الأمور. وتلك مسؤولية كبيرة جداً أن يعلّق الناس آمالهم عليك "ومش معقول أخذلهم" لأنّهم هم الذين أوصلوني إلى ما أنا عليه".
التسارع في الأحداث والشهرة وحبّ الناس جعل عساف يخشى بلوغ مرحلة يشعر فيها بالغرور، مؤكدا "لكنّني أحاول دوماً أن أكون محمد. فبين ليلة وضحاها، صرت أتعامل مع كبار الملحنين مثل الموسيقار ملحم بركات وأسماء كثيرة. المهم الآن كيف أحافظ على المكانة التي بلغتها، وهذا هو التحدي الكبير لي لأنّ الاستمرارية شيء جميل وضروري".
وعن الألبوم المنتظر قال عساف "أنا في مرحلة الاستماع والاختيار، لأنّ الكمّ المعروض كثير وكله جميل جداً. مبدئياً، سجلت أربع أغنيات من ألحان زياد برجي: ثلاث منها باللهجة اللبنانية وواحدة باللهجة المصرية".
وسيضم الألبوم، بحسب عساف، من 10 إلى 12 أغنية، وسيتعاون مع رامي عياش في أغنية من ألحانه ومع سليم عساف، وياسر جلال في أغنية عراقية.
ويردف "كذلك، حدثني صام كمال عن أغنية جزائرية من الفولكلور، سنعيد توزيعها بطريقة جديدة. سيفاجأ الناس بالألوان التي سأقدّمها لأنهم لا يتوقّعون ذلك. وهناك أغنية من ألحان ياسر جلال".
ولدى سؤاله عن هل سيكون الدويتو مع شيرين ضمن الألبوم بين عساف قائلا "كلا، فقد تأجّل قليلاً، لأنني أعاني من ضغط كثير وعروض أكثر".
وعلى صعيد التعاون مع الموسيقار ملحم بركات يوضح قائلا "شرّفني التعامل مع فنان كبير مثل ملحم بركات. سمعت أغنيتين من ألحانه، ووكّلت نزار فرنسيس، وصراحة، أنا حائر، فقد آخذ الأغنيتن".
وبين عساف أن ملحم بركات حذره قائلا "اوعى تنغرم انتبه فقط إلى عملك".
وعلى صعيد الحرية في اختيار الأغنيات أم أنّ هناك تدخلات من شركة "بلاتينيوم" يلفت عساف إلى أنه هو من يختار وهم يقرّرون ويقدّمون النصح بما أنّ لديهم خبرة.
ويبدي عساف تحفظه على فكرة الدويتوهات، معللا ذلك بقوله "لأنّ البعض قد يقول إنّه يلجأ إلى الدويتو بهدف الصعود على أكتاف فلان، لكن أقول إنّه يجب العمل على إثبات نفسي أولاً قبل الدويتو".
وعن الدويتو الذي سيجمعه مع شاكيرا ذهب عساف إلى أن شركة "بلاتينيوم" تنتظر خطاباً رسمياً من الاتحاد العالمي للكرة "فيفا" حتى تبدأ العمل، موضحا "لكن حتى الآن، لم يُحدَّد الشاعر والملحّن. سيتضح كل ذلك في آذار (مارس). الدويتو مع شاكيرا شيء مهم. حتى لو لم أغنّ معها، لكن أن أغني إلى جانبها في كأس العالم، فهذا أمر بالغ الأهمية".
ويشير عساف إلى أن الفيلم الذي يتناول قصة حياته تمت كتابة السيناريو له من قبل كاتب فلسطيني مقيم في أميركا، وسيكون من إنتاج شركة بريطانية، منوها إلى أنه لا يحبذ فكرة التمثيل، "ولكن بما أنّ القصة عني، فلا مانع من خوض التجربة".
وسيصوَّر الفيلم في تونس حيث سيتم بناء ديكور شبيه بمخيم خان يونس. ويتمحور الفيلم حول تفاصيل حياة عساف ويركز على مشاركته في "أراب آيدول" وسفره للمشاركة فيه، وسيبدأ التصوير بعد شهر رمضان.
ووجّه عساف نداء من خلال الإعلام إلى فناني فلسطين من كتّاب وشعراء وملحنين، ليتعاون معهم، وخاصة مَن يملك عملاً قوياً ومميزاً ومؤثراً يحمل أجواء "علي الكوفية" حتى يحبّه الناس.
وأضاف "تكلمت مع الفنان جمال النجار الذي أنجز لي "علي الكوفية"، ووعدني بتقديم عمل وطني وما زلت أنتظر. وتكلّمت مع آخرين داخل فلسطين، لكنّ أحداً لم يتجاوب"، مشيرا إلى أن "هذه فرصة لننطلق بالأغنية الفلسطينية، نريد أغنيات تعبّر عن فلسطين والأرض والزيتون والنساء والأطفال والأسرى".
ويؤكد عساف أن إصدار ألبوم وطني خاص فقط بفلسطين هو من أولوياته، مضيفا "لكن أعود وأكرّر بأنّ انشغالاتي الكثيرة تمنعني حالياً من ذلك وأريد قبل ذلك إثبات هويتي كفنان".
ويتمنى عساف جمع كل الفنانين الفلسطينيين في "أوبريت" واحد، منوها إلى أنه طرح هذه الفكرة على وزير الثقافة الفلسطيني ورحّب كثيراً بها.
ويردف "لديّ الكثير من الأفكار لفلسطين من خلال تعييني كسفير للنوايا الحسنة، استطعت حتى الآن أن أجمع مبلغاً كبيراً من خلال التبرّعات لـ "لاونروا". وكانت مهمة صعبة. خدمة الناس مسؤولية صعبة، وأقول للناس دعوني أثبت نفسي وساعتها سأكون جاهزاً للعمل الإنساني بكل طاقاتي. هذا واجبي ومن أولوياتي القضية الفلسطينية".
وأشار عساف إلى أنه تحدث مع الرئيس الفلسطيني حول إنشاء جمعية خيرية بإسمه، وتمت الموافقة على ذلك، لافتا إلى أن الانشغالات الفنية الحالية تحول دون تنفيذ الكثير من الأمور حالياً.

حرره: 
م.م