عوامل القوة والضعف بين تيارات حماس

generalement

في الصراع الدائر بين تيارات حركة حماس وخاصة بين تيار خالد مشعل وتيار هنية - ابو مرزوق تحتل عوامل القوة والضعف دورا مقررا في حسم معركة مجلس الشورى، التي من المفترض ان تبدأ بعد ايام قليلة. فما هي عوامل قوة تيار هنية -ابو مرزوق؟

اولا: السيطرة على الجغرافيا (قطاع غزة) التي تخضع لسيطرة الحركة.

ثانيا: امتلاك زمام الامور السياسية والامنية في الاقليم الخاضع للانقلاب.

ثالثا: فتح الابواب مباشرة مع قنوات الدعم المالي العربية والاسلامية، فضلا عن السيطرة على مقاليد الاقتصاد والتجارة والاستثمار في قطاع غزة.

رابعا: حصول اسماعيل هنية مؤخرا على الاعتراف بـ»شرعيته» العربية والاسلامية، مما عزز من مواقعه في مواجهة السيد خالد مشعل.

خامسا: تمكن التيار من تحشيد اعضاء المكتب السياسي والهيئات القيادية السياسية والامنية في غزة الى جانبه بشكل عام.

سادسا: الارباك والتشوش الذي يعاني منه اقليم الضفة يعزز من عوامل قوة تيار هنية - ابو مرزوق.

اما عوامل قوة تيار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي، تتمثل في:

اولا: الشرعية العربية والاسلامية، التي يحظى بها. والتي ترى فيه (مشعل) شخصية مقبولة.

ثانيا: دعم مكتب الارشاد الدولي لقيادته، واستمرار توليه دفة القيادة في حماس. والذي سيلعب ممثلوه في قوام مجلس الشورى، وعددهم عشرة اعضاء دورا مؤثرا في توجيه دفة الحوار والتصويت على حد سواء بما يخدم توجهات التنظيم العالمي لحركة الاخوان المسلمين.

ثالثا: إنشداده لخيار المصالحة الوطنية ورفض منطق الامارة لاعتبارات خاصة وتنظيمية (إخوانية ) وانسجاما مع التحولات الجارية في المنطقة العربية، وعلاقات حركة الاخوان المسلمين مع الغرب عموما واميركا خصوصا.

رابعا: رغم التشوش في اقليم الضفة، إلا ان ذلك لا يمنع تيار ابو الوليد من التحالف مع بعض رموزه وقيادييه.

خامسا: تأثيره القوي في اقليم الشتات، فضلا عن انه كان العنوان الاول للحركة والمتلقي الاول للدعم المالي، وقدرته على استثمار المال السياسي في ترويض بعض العقول.

سادسا: إذا اجاد المناورة التنظيمية، فإنه يستطيع اللعب على تناقضات تيار غزة، الذي فرط مبدئيا بمحمود الزهار، فضلا عمّا بين اسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق من صراع خفي، لاسيما وان كليهما يطمح لتولي رئاسة المكتب السياسي.

تيار اقليم حماس في قطاع غزة بالتعاون مع ابو مرزوق (ابن رفح) حدود مناورته رغم كل عوامل القوة التي تسنده، لكنه سيصطدم برؤية مكتب الارشاد الدولي للاخوان المسلمين، الذين باتوا يدعمون المصالحة الوطنية ارتباطا بالتطورات السياسية، وكونهم يطمحون لسيطرة تنظيم فلسطين على كل الاراضي الفلسطينية وليس فقط غزة. ولهذا دعموا مع قطر (مركز حركة الاخوان المسلمين الرئيسي) توجه ابو الوليد السياسي في الانخراط ضمن صفوف منظمة التحرير للحصول على الشرعية العربية والاسلامية والدولية الرسمية. وبالتالي حدود قوة تيار هنية - ابو مرزوق ستبقى محدودة، لان حسابات القيادة الدولية للاخوان، التي يتبناها خالد مشعل، تتجاوز حسابات اسماعيل هنية ومحمود الزهار وموسى ابو مرزوق ومافيات الانقلاب في القطاع.

ومع ذلك على المراقب الانتظار قليلا لرؤية التطورات ونتائجها على الارض في اعقاب صراع الديكة داخل الدورة الجديدة لمجلس الشورى.