تداعيات فوز موفاز

165316_345x230

انتهت الانتخابات الداخلية لحزب كاديما بفوز ساحق لشاؤول موفاز على تسيفي ليفني، حيث حصل على حوالي 61% من الاصوات مقابل 39% لليفني فقط. هذا الانتصار الساحق لموفاز هو بمثابة انتقام لهزيمته في الانتخابات السابقه عام 2009 بفارق اصوات بسيط حيث ادعى طوال الوقت ان ليفني و مقربيها سرقوا منه النصر و حرموه من قيادة الحزب.

فوز موفاز لم يكن مفاجئة للكثيرين، و ان لم يكن متوقعا بهذه النسبة العالية التي شارك فيها 41% فقط من اصحاب حق الاقتراع الذي يبلغ عددهم 95,000 عضو. هذه النسبة العالية التي حققها موفاز ابعدت شبح الانقسام عن الحزب، حيث كان التخوف في حال تحقيق فوز بسيط لاحد المتنافسين ان ينشق الخاسر عن الحزب ومعه العديد من القيادات و الكوادر. الان لم يعد هناك تخوف حيث و باستثناء ليفني التي على ما يبدوا ستضطر لاعتزال الحياة السياسية، جميع قيادات الحزب اعلنت ولائها و التزامها بالقائد الجديد موفاز.

هزيمة ليفني و ان لم تكن متوقعه بهذه النسبة الساحقة، ناتجه عن معاقبة جمهور كاديما التي يحملها مسؤولية تراجع الحزب و فشله في تشكيل بديل لنتنياهو و حكومة الليكود. من وجهة نظر مؤيدي كاديما ارتكبت تسيفي ليفني خطأ حياتها عندما فشلت في تشكيل حكومة بعد انتخابات 2009 ، حيث حصلت كاديما على 28 مقعدا في حين نجح نتياهو في تشكيل الحكومة على الرغم من حصول الليكود على 27 مقعدا فقط. ليفني ايضا فشلت في تقديم برنامج سياسي بديل لبرنامج الليكود و كذلك فشلت في استثمار الحراك الاجتماعي في الصيف الماضي. النتيجة ان استطلاعات الرأي أشارت الى تراجع كبير في شعبيتها و شعبية كاديما.

من هو موفاز و لماذا فاز؟

موفاز هو من اصل ايراني حيث هاجرت عائلته في العام 1957 عندما كان في التاسعة من عمره. التحق بالجيش الاسرائيلي في العام 1966 حيث شارك في حرب 67 في منطقة رفح. و على الرغم من انه اشغل كل المناصب في الجيش الاسرائيلي الى ان اصبح رئيس هيئىة الاركان و فيما بعد عينه شارون وزيرا للدفاع في العام 2002، الا ان قبولة لدورة الضباط جائت بعد عدة محاولات فاشلة و ذلك لعدم توفر الشروط اللازمةلدية. تم قبولة بشكل استثنائي بعد ان استطاع ان يقتل مجموعة فدائية كانت متسللة من غور الاردن الى فلسطين، و نتيجة لجرئته و حسن تصرفة تم قبولة في دورة الضباط التي فتحت له الطريق للترقيات اللاحقة.موفاز خريج كلية هيئة الاركان الامريكية في فلوريدا و حاصل على درجة الماجستير من جامعة بار ايلان.

من الناحية العسكرية، هو الذي قاد و اشرف على عملية السور الواقي عندما كان رئيسا للاركان و هو المسؤول عن معظم عمليات الاغتيال للقيادات الفلسطينية و التي ابرزها كان اغتيال ابو علي مصطفى و الشيخ احمد ياسين. اما من الناحية السياسية، لقد تقدم موفاز بمشروع سياسي في اواخر 2009 يدعوا من خلاله الى اقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة على 50-60% من اراضي 67 و تأجيل المفاوضات على قضايا الحل الدائم لفترة زمنية محددة على ان تنتهي بأقامة دولة فلسطينية على الاقل على ما نسبته 92% من اراضي 67 بعد ان يتم ضم الكتل الاستيطانية و تفكيك المستوطنات المتفرقة و اجراء عملية تبادل للاراضي.

من هم المستفيدين و الخاسرين من فوز موفاز؟

المستفيدون من الفوز قد يكون زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش و زعيمة ميرتس زهابا غلئون و اللاعب السياسي الجديد يئير لفيد. ازاحة ليفني عن المشهد السياسي الاسرائيلي يعطيهم مزيدا من الفرص لتحسين مواقعهم. المستفيدون ايضا هم سكان الجنوب الذين اعطوا موفاز غالبية اصواتهم لاعتقادهم ان موفاز الذي يدعو ليل نهار لتنفيذ عملية عسكرية في غزة قد يساعدهم في توفير مزيدا من الامن لهم. حزب الليكود و نتنياهو قد يكونوا من المستفيدين لان موفاز كان من المؤيدين للانضمام الى آتلاف مع الليكود و اختلف مع ليفني حول هذا الامر ، و لكن الليكود قد يخسر اذا نجح موفاز في طرح نفسه كبيدل لنتنياهو. الخاسرون ايضا هم من يدعون الى توجيه ضربة عسكرية لايران حيث يقف موفاز في الصف المعارض للخيار العسكري ضد ايران او على الاقل الحديث بشكل علني عن هذا الموضوع.

على اية حال، لدى موفاز ما يقارب العام حتى الانتخابات العامة القادمة في اسرائيل التي تشير التقديرات انها ستجرى في النصف الاول من العام القادم لكي يثبت نفسه و يعيد كاديما الى الواجهة السياسية في اسرائيل. لكي ينجح في هذة المهمة عليه اولا ان يعزز الوحدة داخل حزبه و يتصرف كرجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. الامر الاخر ان ينجح في الاختبار الذي افشل ليفني وهو تعزيز موقع كاديما كحزب له ايديولوجيا و له لون معين و فكر معين و ليس كما يطلق عليه خصومه " معسكر للاجئين لمن لا حزب لهم" على موفاز ان ينجح في تشكيل بديل اجتماعي و سياسي و امني لليكود. المهمة ليست سهلة، و لا يمتلك الكثير من الوقت.