هل تعبّد سويسرا طريق حماس للغرب؟

غزة: طرحت الزيارتان اللتان قام بهما نائبان من كتلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) البرلمانية إلى سويسرا وقبلها لقاء مسؤول في الخارجية السويسرية برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، أسئلة عن الدور الذي تلعبه سويسرا في التقريب بين حماس والغرب.

هذا الدور الذي يراه المراقبون ممكنا في ظل حيادية سويسرا -التي لا تضع حركة حماس على قائمة الإرهاب كالدول الأوروبية والولايات المتحدة- لا تخشاه حماس وإن كانت ترى في أن أي علاقة مع الغرب يجب أن تكون مبنية على التفاهم لا الشروط.

ويقول القيادي البارز في حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر، إن حركته تتلقى دعوات رسمية وأخرى من مؤسسات حقوقية في سويسرا، متحدثاً عن اختلاف واضح في التعامل السويسري مع حماس وخاصة مع نوابها.

وأوضح الأشقر -في حديث للجزيرة نت- أن سويسرا لا تضع حماس على قائمة الإرهاب، وتختلف مع الدول الأوروبية في وصفها، إذ ترى فيها حركة ذات شعبية وشرعية برلمانية اكتسبتها من الانتخابات وثقة الشعب بها.

وأشار الأشقر الذي لقيت زيارته لسويسرا انتقادات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أن دولاً أوروبية كثيرة تتواصل مع حماس وبطرق مختلفة، ومنها ما هو غير معلن، وذلك خشية من تعرض هذه الدول لضغوط أميركية وإسرائيلية.

ويقدر الأشقر أن علاقة حماس والغرب في السنوات الأخيرة زادت بل توسعت إلى حدود جيدة، مؤكداً حرص حركته على أن لا تبقى الساحة الأوروبية حكراً على الرواية الرسمية والماكينة الإعلامية الإسرائيلية المجافية للحقائق.

وأوضح أن قصور ممثليات السلطة الفلسطينية في أوروبا عن إيضاح الحقائق للغرب، جعل لزاماً على حماس التواصل وتصعيد حملتها للوصول إلى أكبر قدر من الفهم والتواصل مع دول أوروبا وعدم الركون إلى الماكينة الإعلامية والسياسية المحرضة عليها.

ورغم إقرار الأشقر برغبة بعض الدول التي تتواصل مع حماس في دفع الحركة الإسلامية إلى القبول بالمبادرات الدولية والاعتراف بإسرائيل، إلا أنه قال "نحن نذهب إلى هناك ونحمل ثوابتنا التي لا تتغير ونسعى لإيضاح مواقفنا، ولسنا في وارد تقديم أي تنازل من أجل أي علاقة، فالعلاقة غير المشروطة هي التي نسعى لها".

وشدد القيادي في حماس على أن الحركة لا تمانع في توسيع وتوطيد العلاقة مع الغرب على قاعدة الندية وليس الإملاءات والإغراءات، مؤكداً معرفته بضغوط أميركية وإسرائيلية لدفع سويسرا على عدم استقبال ممثلي كتلة حماس البرلمانية، لكنها لم ترضخ لها.

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة الدكتور ناجي شراب أن الزيارات التي تقوم بها حماس لسويسرا مهمة، لأجل إظهار مواقفها وعدم السماح للآخرين -وخاصة الإعلام الغربي- برسم صورتها بعيداً عنها.

وأوضح شراب -في حديث للجزيرة نت- أن للزيارة والاتصالات المختلفة مع أوروبا مغزى سياسياً لا بد لحماس أن تفهمه، وهو أن تقدم مرونة في التعامل مع الاتفاقيات الدولية وأنها تكون مستعدة لتقديم تنازلات في إطار الاعتراف بالشرعية الدولية ولاحقا الاعتراف بإسرائيل.

وبيّن شراب أن هناك إقرارا واعترافا غربيا واضحا بلاعب جديد في السياسة الفلسطينية وهي حركة حماس، حيث يرى بعض الغربيين ضرورة إعطائها فرصة للفهم منها، والتعامل معها وعدم الاكتفاء بالسماع عنها دون محاورتها.

ونبه المحلل السياسي إلى أن تقدم العلاقة بين حماس والغرب مرهون بما تبديه الحركة من مرونة سياسية تتوافق مع الشرعية الدولية، وخاصة لجهة قبولها عملية السلام والمفاوضات، معربا عن اعتقاده بأن سويسرا على حياديتها لا تقوم بجهودها مع حماس بمعزل عن السياق الأوروبي والدولي.

الجزيرة