حلو ومرّ يبثّ الليلة فلسطينيا

lana_1

زمن برس: تبث الليلة، الأربعاء في الساعة السابعة والنصف مساء، عبر تلفزيون فلسطين فيلم " حلو ومرّ" للمخرجة لنا حجازي كحلقة ثالثة من ست حلقات تتابع نقاش أفلام "أنا امرأة من فلسطين" في الجامعات والمراكز الثقافية والمجتمعية بين الطلبة، ومع المختصين، وفي الرأي العام. ويعاد البث نهار الجمعة في الساعة الواحدة والنصف ظهراً. وهذان هما موعدا اللقاء الأسبوعي للحلقات الستة على تلفزيون فلسطين. كما سيعاد بث الحلقات على تلفزيون الفجر الجديد في طولكرم وتلفزيون جاما في نابلس في الأسبوع اللآحق.

تركز الحلقة الثالثة الليلة على مفهوم الشراكة الأسرية ما بين الأم والأب، فالفيلم "حلو ومر" فتح حين عرضه لأول مرة ساحة الحوار حول قضية غياب دور الرجل في مساندة المرأة بالبيت وداخل الأسرة، نتيجة موروث اجتماعي يعزز السلطة الذكورية في المجتمع، إضافة إلى غياب دعم العائلة الممتدة الآن للكثير من الأسر الفلسطينية. وكان وقع الفيلم مؤثرا جدا على الحضور لأهميته.

ومن منظور الجمهور، ركز الفيلم على قضية مهمة تتلخص في مسؤولية الدولة بدعم وتحمل جزء من تكاليف العلاج في قضايا الإنجاب باستخدام عملية أطفال الأنابيب، لما لهذا العلاج من تكاليف مرتفعة قد لا تقدر عليها الأسرة الفلسطينية بالإضافة إلى وجوب تقديم المساعدات المادية للعائلات الكبيرة. وقد علق الجمهور على أهمية تقديم الإرشاد النفسي للمرأة قبل فترة الولادة وبعدها، لما في ذلك من أثر كبير على الصحة النفسية والجسدية للمرأة.

والحلقات التلفزيونية الستة التي تعرض في ذات التوقيت تستند على تصوير معظم نقاش أفلام جولة مهرجان "شاشات السابع لسينما المرأة في فلسطين" والتي طالت 8جامعات و10 مؤسسات، موزعة على ١٣ مدينة فلسطينية في كامل أرجاء فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي امتدت ثلاثة أشهر من منتصف شهر أيلول إلى منتصف شهر كانون الأول 2011.

وقد نقلت الأفلام من خلال ما قدمته صورة حية يعيشها كل مواطن فلسطيني في حياته اليومية في الضفة وغزة، فجسدت الأفلام صورة المرأة القوية والفتاة المثابرة، وتحدثت عن واقع غزة الأليم من برها حتى بحرها، لتكون أفلام شاشات في سنتها السابعة أداة لنقل الواقع من خلال الصورة.

وحمل المهرجان شعار "أنا امرأة من فلسطين" ليثبت من خلال ما قدمته المخرجات في أفلامهن أن المرأة الفلسطينية قادرة على تحدي الواقع الصعب، ونقل واقع مجتمعها بصورة غير نمطية، وكان لهذا الأداء المتميز وقع على الجمهور المتابع، فقد خلق لديهم حافزا قويا للنقاش والتعليق وتحليل الأفكار التي نقلتها الأفلام من منظور نسوي.

أما حلقة الأسبوع القادم فيسلط فيها فيلم "خمس فناجين وفنجان" للمخرجة ليلى عباس الضوء على العمل النسوي الفلسطيني، وعلى طبيعة الخطاب النسوي الذي تقوده النساء في مراكز صنع القرار، سعيا منهم لمحاولة تحسين وضع المرأة والمجتمع، إضافة للبحث في المشاكل التي يواجهنها والتي تقف في وجه العمل النسوي. وقد علق الفيلم بأسلوب ساخر على عجز الحركة النسوية عن حل قضايا المرأة بسبب انغماس أفرادها بمصالحهم الشخصية متجاهلين المصلحة العامة.

هذا وتلا سلسلة العروض اجتماع تقييمي في الثامن من شباط للعام الحالي في مقر مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، وقد حضر الاجتماع كلا من إدارة مؤسسة شاشات والجامعات والمؤسسات والمناقشين/ات من المؤسسات الشريكة ومركز المرأة. وقد خرج الاجتماع بعدة توصيات نذكر من أهمها ضرورة تفعيل دور المحطات التلفزيونية في الترويج للنقاش ونقله إلى جمهور أوسع لأهمية إشراك أكبر عدد من الجمهور في مشاهدة الأفلام والإطلاع على محاور النقاش في الجامعات والمؤسسات لهذه الأفلام، والرأي المختص والعام حول المواضيع التي طرحتها الأفلام.

ومن أماكن العرض السابقة المختلفة وجّه الجمهور شكرا خاصا لمؤسسة شاشات لاهتمامها بالمرأة الفلسطينية وإيمانها بالدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع. وأوصى جمهور الأفلام العشرة بشكل مجتمع بضرورة توجيه دعوة لكل امرأة فلسطينية بأن تسعى جاهدة إلى التمسك بحقوقها وعدم التنازل عنها مهما بلغت الصعوبات، وضرورة التصدي للقهر وتحديه بالصبر والثقافة والإيمان بالذات وبكينونة المرأة ووجودها القوي والمؤثر في المجتمع، لأنها أساسه وحلمه الأكبر بوقوفها جنبا إلى جنب مع الرجل في معترك الحياة الصعب.

وأوصى الجمهور بضرورة تغيير مفاهيم ومعادلات القوة والنظام الذكوري السائد، وأكدوا على دور المجلس التشريعي الفلسطيني في التشريع وتطوير المنظومة القانونية، ودور مؤسسات المجتمع المدني في الرقابة والتوعية والتغيير، والمطالبة بإعادة تقييم دور الحركة النسوية والاستفادة من الأخطاء والإشكاليات وتعزيز النجاحات.

ويذكر أن المشروع حصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي، وتمويل إضافي من مؤسسة هنريش بول، وصندوق غوتبرغ للأفلام ومؤسسة فورد.