النهار اللبنانية 15.1
حصيلة بان وأوغلو: الأزمة السورية مصدر خطر
المعارضة تتمسك بالمحكمة ونصرالله بالسلاح
التعقيدات الداخلية والاقليمية لاسيما في سوريا، ظهرت جلية في اليوم الطويل للقاءات والمواقف التي رافقت نشاط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في اليوم الثاني لزيارته لبنان وفي نشاط وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في اليوم الاول لزيارة بيروت تستمر يومين. وظهرت هذه التعقيدات جلية في مشهدين ميدانيين: الاول في الناقورة حيث كان بان يتفقد مقر قوات "اليونيفيل" ويعلن من هناك "ان العمل في سبيل حفظ السلام خطير خصوصا في جنوب لبنان اكثر من اي منطقة في العالم"، والثاني، في بعلبك حيث أطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تلفزيونياً ليعرب عن "السعادة" من قلق المسؤول الدولي من القوة العسكرية الخاصة بالحزب. وقال: "ما يهمنا هو ان تقلق وأن تقلق اميركا من ورائك وان تقلق اسرائيل معك (...)".
وتجلت التعقيدات في مكان واحد هو فندق فينيسيا انتركونتيننتال مقر اقامة كل من بان وأوغلو. ففي حين سمع الامين العام للامم المتحدة مطالبة حازمة من اقطاب المعارضة الذين التقاهم بالتمسك بالمحكمة، كان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يعلن بعد لقاء طويل مع أوغلو عن تباين بينه وبين وزير خارجية تركيا في "التوجه والرؤية" حيال الوضع في سوريا، مؤكداً "ضرورة ان يكون التغيير نابعاً من الشعب وليس مفتعلا من الخارج".
ولأن المسافة بين بان وأوغلو كانت بالامتار في الفندق، فقد اجتمعا مساء امس وبحثا في أحوال سوريا وايران وقبرص. وصرّح بان بعد اللقاء بأن المسار الخطر في الازمة السورية هو مصدر قلق خطر".
وافاد مندوب "النهار" خليل فليحان "ان الاجواء كانت ساخنة في لقاء أوغلو ورعد والذي استمر ساعتين تخلله انتقاد "حزب الله" للتعاطي التركي مع الأزمة في سوريا". وبدا ان اللقاء جرى تمديده لاستيعاب مواضيع النقاش. وحرص رعد على القول ان هناك "لقاءات مشتركة أخرى" بين الحزب وتركيا، الامر الذي رأى فيه المراقبون إشارة الى خط التواصل الايراني – التركي الذي لم ينقطع على غرار الانقطاع بين دمشق وأنقرة. ويشار الى أن أوغلو زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
لقاءات بان
اللقاءات السياسية التي أجراها بان بعد محطة الجنوب شملت تباعاً رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد، ثم الرئيس أمين الجميّل وأخيراً رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط.
وعلمت "النهار" ان بان أبلغ السنيورة خلال اللقاء ممازحاً: "ما زلت حتى الآن تحظى بمرتبة المسؤول الذي تحدثت معه أكثر من غيره في العالم". وفيما جرى تأكيد تمديد العمل ببروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان وتطبيق القرار 1701 الخاص بسلاح الميليشيات، اقترح السنيورة على بان قيام الأمم المتحدة. بتحديد الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وسلمه لهذه الغاية خرائط خاصة باعتبار ان السنيورة إبان رئاسته الحكومة تابع هذا الملف. كما اقترح السنيورة على بان أن تتولى منظمة "الاونيسكو" التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة الدول العربية تأمين الاموال التي تغطي حصة الولايات المتحدة الاميركية في المنظمة بعد انسحابها منها احتجاجاً على منح فلسطين العضوية.
وفيما صرّح الجميّل بأنه ركز شخصياً على "ضرورة الاهتمام بقضية اغتيال نجلي بيار لأن اغتياله له علاقة بمسار المحكمة"، أبلغ جنبلاط "النهار" أنه ركز في اللقاء على "أهمية تنفيذ القرار 1701 وتطبيقه ومنع الخروق الاسرائيلية واستعادة بلدة الغجر المحتلة".
وسئل هل تطرّق البحث مع بان الى الازمة في سوريا، فأجاب بالنفي.
من جهته قال مارتن نيزيركي الناطق باسم الامم المتحدة إن الامين العام اجتمع مع الزعماء اللبنانيين بناء على طلبهم وناقش معهم "دعم المنظمة الدولية للبنان وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومساهمات لبنان المهمة للمنظمة". واضاف: "وجرى تبادل لوجهات النظر في المواضيع الاقليمية لاسيما الاوضاع في سوريا وتأثيرها على لبنان".
وتلقى البطريرك الراعي رسالة شكر من ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكنز على الدعوة التي وجهها الراعي الى بان لزيارة بكركي، لكنه اعتذر عن تلبيتها "نظراً لبرنامجه المثقل وضيق الوقت".
قراءة 14 آذار
واعتبرت مصادر قيادية في قوى 14 آذار ان ما صرّح به نصرالله حول الأزمة السورية تميّز بالدعوة الى الحوار بين النظام والمعارضة ولم يتكلم عن مؤامرة كما كان يصرّح سابقاُ على رغم انه دعا المعارضة الى القاء السلاح وهذا لم يكن مفاجئاً".
ومن المتوقع ان تكون مناقشات موسعة اليوم في اللقاءين اللذين سيعقدهما السنيورة تباعاً مع اوغلو ومع الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي حضر الى بيروت للمشاركة في مؤتمر ("الاسكوا") عن التحول الى الديموقراطية في المنطقة العربية الذي سيعقد اليوم في فندق فينيسيا.