ليبرمان من الصين ضد إيران
بكين: قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من بكين أمس، إنه أبلغ محاوريه الصينيين بأن الدولة العبرية «تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها» في حال فشلت الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لحمل ايران على وقف برنامجها النووي، فيما أشار تقرير لمركز «ستراتفور» الاستخباري الاميركي إلى أن الولايات المتحدة تضاعف قدرتها العسكرية على كسح الألغام البحرية في منطقة الخليج، في محاولة لإضعاف النفوذ الإيراني في مضيق هرمز وقدرتها على إغلاقه بما يهدد الاقتصاد العالمي والمسارات النفطية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي للقناة «الثانية» في التلفزيون الدنماركي «أولاً نحن نأخذ أصغر تهديد بجدية حتى لو جاء من أضعف دولة في العالم»، ثم تابع إن بلاده لا تعتبر تهديدات إسرائيل حقيقية. وقال الوزير الإيراني «ما هي إسرائيل؟ هي كيان صغير لدرجة أنه لا يمكن أن يصمد أسبوعاً واحداً في حرب حقيقية». وأضاف إنه «إذا قررت إسرائيل أن ترتكب الخطأ (بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية) فهذا سيطلق مرحلة زوالها. هم يعلمون ذلك جيداً جداً. نحن لا نعتبر إسرائيل دولة. إسرائيل كيان، هي امتداد لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لذلك فإن التهديد الحقيقي يكون من أميركا».
وقال ليبرمان للصحافيين خلال زيارة للصين إنه «من المهم بالنسبة لنا شرح موقفنا لشركائنا الصينيين. من المهم أن نوضح موقفنا للصين على أمل أن يتفهموا بواعث قلقنا ومشاكلنا»، وأضاف إن إسرائيل «ستواصل الحوار» مع الصين. وقد حذر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إيران في كانون الثاني الماضي من بذل أي جهد لامتلاك اسلحة نووية، لكن بخلاف ذلك تحجم الصين عن استخدام نبرة متشددة بشأن إيران.
وقال ليبرمان «نفضل أن يحسم المجتمع الدولي القضية الإيرانية
من خلال محادثات (مجموعة دول) خمسة زائداً واحداً من خلال بعض المفاوضات والعقوبات الى آخره. لكن اذا لم يحدث... فأعتقد أن من حقنا حماية انفسنا. وكما ذكرت نترك كل الخيارات مطروحة على الطاولة.» وقال ليبرمان ان اسرائيل تأمل في تحقيق «تقدم ايجابي» في المحادثات. لكنه قال إنه برغم إضرار العقوبات الغربية باقتصاد إيران لم تر إسرائيل «استعداداً من الجانب الايراني للتخلي عن طموحاته النووية او وقف التخصيب».
ونقل تقرير مركز «ستراتفور» عن قائد العمليات البحرية الاميركية قوله أمام اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ إن أميركا ستنقل 4 كاسحات ألغام إلى البحرين، لتنضم إلى 8 كاسحات اخرى بينها 4 تابعة لسلاح البحرية البريطاني. كما سيتم رفع عدد المروحيات الكاسحة للألغام من 4 إلى 8 في تلك المنطقة. وسيتم نقل معدات «مكافحة الألغام» على متن السفينة الأميركية «يو اس اس بون» التي من المتوقع ان تصل إلى المنطقة في الصيف المقبل، وتشكل توسيعاً كبيراً للقدرة العسكرية البحرية الأميركية في المنطقة، بما يتعدى مضاعفة قدرات «مكافحة الألغام» المشار إليها في شهادة قائد القوات البحرية.
وتعتبر «ستراتفور» أن هذا التعزيز للوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج هو الأكبر منذ منتصف العقد الماضي. كما يشير التقرير إلى أن طوكيو اعلنت في وقت سابق من هذا العام، أنها ستنظر في نشر قدراتها على «مكافحة الألغام» في مضيق هرمز إذا حاولت ايران إغلاقه، مع العلم بأن اليابان تملك من هذه القدرات ما يفوق القدرات الاميركية والبريطانية مجتمعة.
وفي سياق مواز، قالت مصادر حكومية وفي قطاع النفط إن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يبحثون إعفاء بعض شركات التأمين من حظر التعامل مع شحنات النفط الإيرانية بعد أن ضغط مستوردون آسيويون للنفط للحصول على إعفاءات لضمان الإمدادات. وقال دبلوماسي أوروبي إن الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي منقسمون بشأن المسألة قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد يعقد في 23 آذار الحالي. وتابع قائلا «في الوقت الراهن ليس هناك اتفاق على ذلك». وتظهر هذه الخلافات صعوبة التوصل إلى إجماع بشأن كيفية عزل إيران بسبب برنامجها النووي.
وقال مصدر في حكومة كوريا الجنوبية مطلع على الأمر «ندفع بأن هذه القواعد تطبق بطريقة واسعة جداً، إذ أنها تضر أيضا بالشركات غير الأوروبية. ليس فقط كوريا الجنوبية ولكن أيضا اليابان والصين وتواجه دول أخرى نفس الوضع.» وأضاف المصدر «قد لا نستطيع الحصول على الخام الايراني اعتبارا من الأول من تموزر المقبل ما لم يتم التوصل لحل».
وأظهرت وثيقة أنه بعد اتفاق كانون الثاني الاوروبي بفرض الحظر النفطي التدريجي على إيران، توصلت محادثات الاتحاد الأوروبي بشأن تطبيق الحظر إلى بند يستثني أنواعاً معينة من التأمين. وقالت الوثيقة المؤرخة في 20 شباط الماضي «يحظر ... بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تقديم تمويل أو مساعدة مالية بما في ذلك المشتقات المالية أو التأمين أو إعادة التأمين، إلا التأمين ضد المسؤولية تجاه الغير والتأمين ضد المسؤولية البيئية». وربما يسهل هذا الاستثناء على شركات الشحن البحري تطبيق قوانين المستوردين الآسيويين التي تتطلب وجود تغطية تأمينية.
والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية هي أكبر أربعة زبائن للنفط الايراني إذ تشتري اكثر من نصف صادرات الدولة العضو في أوبك التي تبلغ 2.6 مليون برميل يومياً.
إلى ذلك، انتقد إمام جمعة طهران المؤقت وجهات نظر «البعض الذين يقولون إن ثورات شعوب المنطقة ليست إسلامية»، وقال «إن اساس كل الحركات في الدول العربية هو الاسلام». وأفاد مراسل وكالة «مهر» للأنباء ان آية الله محمد إمامي كاشاني وصف في خطبة صلاة الجمعة بطهران، «الظروف الإقليمية والدولية بأنها تبعث على الأسف». وأضاف: «إن القوى الكبرى ليست مسلمة وحكوماتها ترفض الدين الإسلامي ولا تعتقد بأي شيء آخر. إنهم حتى لا يعتقدون بالمسيحية والإنجيل والتوراة، وللأسف تحولت المسيحية اليوم الى المسيحية الصهيونية، حيث توجه عداءها للاسلام، لأنهم يرون ان الاسلام دين الصحوة، وأن الحركات التي انطلقت في المنطقة، لها جذور إسلامية».
وأكد إمامي كاشاني «أن القرآن هو الذي يمكنه إدارة العالم، إذ ان الإنجيل والتوراة ليس فيهما شيء، انهم ومن اجل ان يعربوا عن غضبهم واستيائهم، يقومون بحرق القرآن»، مضيفاً: «إننا نحيي المسلمين والشعب الافغاني الذين ثاروا احتجاجاً على إحراق القرآن».
وقال إمامي كاشاني «الحكومات والقوى الكبرى تحاول مصادرة هذه الحركات لصالحها»، مضيفاً «ان الشعوب التي ثارت رفعت نداء الدين، الا ان القوى الكبرى تريد حرف هذه الثورات عن مسارها». وتابع قائلا «إن السعودية ايضا تقول إن الثورة في البحرين ضد الاسلام والعرب، والسؤال هنا هو أليس الذين تحركوا هم من العرب، ففي فلسطين ولبنان وتونس عرب ايضا، ولا تختلف حركتهم عن البحرين. إنكم تفسرون الدين والقرآن بالأكاذيب، فهل هذا دينكم؟».
السفير